صندوق البريد لن يُقفَل... والخطر لن يزول
2025-03-03 07:25:52
فادي عيد - يستحيل فصل مشهد "الحضور" الإيراني يوم الأحد الماضي في بيروت خلال تشييع الأمينين العامين ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، عن مشهد زيارة رئيس الجمهورية جوزف عون إلى المملكة العربية السعودية، ذلك أن التوقيت بين المشهد الأول والمشهد الثاني المتوقع في الساعات المقبلة، يكاد يكون بحدّ ذاته مؤشراً على التجاذب الحاصل على الساحة اللبنانية بين طهران والرياض، رغم كل التطوّرات الداخلية، كما الإقليمية وحتى الدولية، التي أطاحت بكل معادلات النفوذ التي كانت قائمة في لبنان كما في المنطقة.فالساحة اللبنانية، ورغم كل ما نتج عن العدوان الإسرائيلي الأخير، لم تخرج بعد من صورة كرّسها النفوذ الإيراني على مدى 3 عقود، وهي تحويلها إلى ساحة مواجهة بين طهران وواشنطن من جهة، وإلى صندوق بريد ما بين الطرفين من جهة أخرى، حيث أن الرسائل استمرت في الفترة الأخيرة، وذلك حتى بعد انتخاب رئيسٍ للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وبدء مرحلة سياسية مختلفة عن كل المراحل السابقة.وبينما تتسارع التطورات الدراماتيكية الداخلية في طهران خلال الساعات ال24 الأخيرة، يستحيل فصل هذا الأمر عن الوضع اللبناني، وعن التوتر الذي يسود المحادثات الإيرانية - الأميركية، والتي لم تتوقف في أي مرحلة، والذي يدلّ على فشلٍ كبير في التوصل إلى أي تسوية، ولو بالحد الأدنى مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.وحتى استقرار العلاقة ما بين طهران وواشنطن، فإن صندوق البريد لن يُقفل، والخطر لن يزول عن لبنان، وسيهدّد بفرملة العهد والحكومة التي نالت ثقة النواب، ولكنها بقيت مُحاصرة بحملات التشكيك التي يشنّها مقرّبون وحتى مسؤولون في الحزب، على خلفية القرارات المتعلقة بمنع هبوط طائراتٍ إيرانية في مطار رفيق الحريري الدولي.ومع تمادي إسرائيل في انتهاكاتها لوقف إطلاق النار، وعدم الإلتزام بالإنسحاب الكامل من الأراضي التي تحتلها، وإبقائها على 7 مواقع حدودية داخل الخطّ الأزرق، فإن منسوب هذه الحملات مرشح للإرتفاع، خصوصاً وأن الوعود "الخماسية" وبشكل خاص "الأميركية"، بالضغط لإنجاز هذا الإنسحاب، لم تُترجم إلى أمر واقع. وعلى العكس من ذلك، فإن تقدم الحديث الإسرائيلي والأميركي، عن ترتيبات حدودية خارج إطار اتفاقية الهدنة، ينعكس سلباً على صورة الدولة التي تستعد لإطلاق حملة ديبلوماسية تحت عنوان تحرير الأرض المحتلة.ومن هنا، يلاحظ مطّلعون، إنه من الطبيعي أن يكون العهد والحكومة والديبلوماسية اللبنانية، أمام امتحان النجاح في اختبار الديبلوماسية لتحرير الأرض، في ظل ما يتردّد وراء الكواليس، عن ضغوط وشروط من المجتمع الدولي من أجل الوقوف بحزمٍ أمام أي مخطّطات تهدف إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وتحت أي عنوان كان. ولا يبالغ المطلعون في تحذيرهم من أي شرارةٍ قد تندلع نتيجةً لاستمرار الإحتلال الإسرائيلي، ولكنها قد تحمل طابع الرسالة المباشرة باتجاه المفاوضات بين واشنطن وطهران، التي تمرّ بمرحلة صعبة، وصولاً إلى الأزمة، وهو ما تدلّ عليه رزمة العقوبات الأميركية التي صدرت في الأيام الماضية ضد كيانات ومؤسسات وشخصيات إيرانية.
وكالات