لا يزال اللقاء العاصف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الاوكراني فولوديمير زيلنسكي محور ردود فعل وتعليقات متباينة اذ تحولت زيارة دبلوماسية كان يُفترض أن تشهد توقيع اتفاقية المعادن النادرة بين أوكرانيا والولايات المتحدة الى حديث الساعة في مختلف أقطار العالم.
أمام عدسات الكاميرات وبحضور اعلامي تخطى اللقاء الاصول الدبلوماسية والبروتوكول المتعارف عليه في الاجتماعات الرسمية بين رؤساء الدول وصولا الى طلب ترامب من نظيره مغادرة البيت الابيض بتصرف غير مسبوق وصادم.
وبغض النظر عن الرسائل التي وجهها ترامب، ليس فقط لزيلنسكي بل للاصدقاء والحلفاء بان لا مساعدات من دون مقابل، فانه في ميزان الربح والخسارة كانت كفتا الميزان راجحة وللاثنين معاً حيث ان التوترات السياسية والشخصية بين الرجلين انعكست على سير الاجتماع بشكل مباشر.
ويقول احد المتابعين ل ان ترامب أظهر موقفا حازما تجاه الدعم الأميركي لأوكرانيا انسجاماً مع توجه حزبه الذي يعارض استمرار المساعدات الضخمة الخارجية كما أظهر قوته وقدرته على فرض شروطه لكنه بالمقابل خسر اتفاقية مهمة في وقت تغرق فيه أميركا بديونها الضخمة، كما ظهر انه سريع الغضب وكرس نفسه كشخصية مثيرة للجدل
بالمقابل زيلنسكي الذي كان يسعى لحصد مزيد من الدعم الأميركي غادر خالي الوفاض الا انه نجح في كسب نسبة واسعة من التعاطف لاسيما انه لم يقبل اهانات ترامب ورفض تقديم اعتذار ما جعله بطلاً قومياً في نظر العديد من الاوكرانيين الذين كانوا يشعرون بالإحباط بفعل استمرار الحرب ولكنه خسر دعماً عسكرياً بدونه لا تستطيع بلاده الصمود امام روسيا.
الطرفان ربحا وخسرا بالوقت نفسه فلم يكن من الأجدى ان يحافظا على هدوئهما ويتعاملا كرجلي دولة بدلاً من الاستعانة بمهنتهما المشتركة التمثيل اذ شعر معظم المتابعين عبر شاشات التلفزة انهم يتابعون مشادة ليس من المكتب البيضاوي بل من احدى حانات لاس فيغاس.
موقع سفير الشمال الإلكتروني