شنت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، تولسي غابارد، هجومًا لاذعًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، منتقدةً طريقة إدارته للحرب في بلاده، معتبرةً أن لديه "أهدافًا مختلفة" عن تلك التي يسعى إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يعمل – وفق قولها – على إنهاء الحرب مع روسيا.
وقالت غابارد، خلال مقابلة مع برنامج "فوكس نيوز صنداي"، إن "الرئيس ترامب ملتزم بالسلام والحرية"، مضيفةً: "هناك فجوة كبيرة بين موقفه والتزامه بهذه القيم ومصالح الشعب الأميركي، وبين مصالح زيلينسكي والقادة الأوروبيين".
جاءت هذه التصريحات بعد اجتماع متوتر في البيت الأبيض بين ترامب وزيلينسكي، حيث تخلله مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي يوم الجمعة، شهد مواجهة حادة. فبعد أن أدلى زيلينسكي بتصريح اعتبر متشككًا في الدبلوماسية مع روسيا، أثار ذلك غضب نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي هاجمه بشدة، بمشاركة ترامب، أمام الصحافيين.
وبعد الاجتماع، نشر ترامب عبر منصته "Truth Social" منشورًا قال فيه إن "الرئيس الأوكراني ليس مستعدًا للسلام"، في إشارة إلى رفض زيلينسكي لأي حل تفاوضي لا يحقق انتصارًا كاملاً لأوكرانيا.
وأكدت غابارد أن زيلينسكي "يريد إنهاء هذه الحرب، لكنه لن يقبل إلا بنهاية يعتبرها انتصارًا لأوكرانيا، حتى لو كان ذلك على حساب تصعيد الصراع إلى حرب عالمية ثالثة أو حتى مواجهة نووية".
في المقابل، انتقد ديمقراطيون وقادة أوروبيون ما جرى في البيت الأبيض، حيث وصف السيناتور كريس فان هولين اللقاء بأنه "كمين"، معتبرًا أنه "عرض حقير للتنمر من قبل رئيس الولايات المتحدة ونائبه ضد زعيم تخوض بلاده حربًا مع بوتن"، مشيرًا إلى أن "الجيش الروسي قتل الآلاف من الأوكرانيين في هذا الهجوم الوحشي".
إلى جانب انتقادها لموقف زيلينسكي من الحرب، هاجمت غابارد إدارته السياسية لأوكرانيا، قائلةً إن حكومته "ألغت الانتخابات وأسكتت المعارضة السياسية". واستشهدت بتصريح سابق لترامب في شباط، وصف فيه زيلينسكي بأنه "دكتاتور بلا انتخابات"، فيما كشفت تقارير أن المفاوضين الأميركيين ناقشوا مع نظرائهم الروس احتمال إجراء انتخابات جديدة في أوكرانيا كجزء من محادثات السلام.
لكن مسألة تنظيم انتخابات خلال الحرب تبقى معقدة، إذ يرى حتى بعض من أشد منتقدي زيلينسكي أن إجراؤها في ظل الصراع العسكري قد يشكل خطرًا، لا سيما من حيث احتمالات التدخل الروسي في العملية الانتخابية.
وختمت غابارد بالقول: "علينا إعادة بناء الاهتمام بالمفاوضات الجادة قبل أن يكون الرئيس ترامب مستعدًا لإعادة الانخراط في هذا الملف"، متسائلةً: "ما الذي يقاتل الأوكرانيون من أجله حقًا؟ وهل يتماشى ذلك مع القيم الديمقراطية التي يزعمون أنهم يتمسكون بها؟".