قال مصدر مصري تحدث لـ"العربي الجديد"، الأحد، إن الساعات الماضية شهدت تقديم الوسطاء في مصر، مقترحاً بمدّ المرحلة الأولى لمدة أسبوعَين يجري خلالهما استئناف مفاوضات المرحلة الثانية، على أن تلتزم خلالهما حماس بتسليم دفعتَين من الأسرى الإسرائيليين، في كلّ دفعةٍ ثلاثة أسرى، على أن تكون إحداهما من الأسرى الأحياء، والأخرى لجثامين. وكانت المرحلة الأولى التي استمرت 42 يوماً، شهدت إطلاق سراح 25 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة، وثمانية جثامين لأسرى لقوا حتفهم خلال العمليات العسكرية لجيش الاحتلال بالقطاع، إلى جانب خمسة عمال تايلانديين.
ورجّح المصدر المصري أن يلقى التصوّر الذي تطرحه القاهرة قبولاً لدى حركة حماس، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الوسطاء في مصر يعوّلون كثيراً على دفعة أميركية للجهود المبذولة لاستمرار وقف إطلاق النار عبر الضغط على نتنياهو في ظل ما وصفه المصدر، برغبة لدى الإدارة الأميركية بعدم استئناف الحرب. وبحسب المصدر المصري نفسه، فإنه من المرتقب وصول الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة مجدداً الأحد، لمناقشة الطرح الذي تقدّمه مصر، في محاولة أيضاً لتجهيز تصوّر كامل قبل وصول ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة الأسبوع الجاري، وأكد المصدر أنه بحسب الإشارات الواردة من الجانب الإسرائيلي، فإن هناك توجهاً لعدم استئناف أي عمليات عسكرية خلال الأيام القليلة المقبلة على أقل تقدير وسط رغبة في استمرار حالة الهدوء الحالية.محور فيلادلفيافي السياق نفسه، أكد مصدر مصري آخر أن ملف محور فيلادلفيا، المتاخم للحدود المصرية مع قطاع غزة تصدَّر اتصالات مصرية إسرائيلية، وأخرى مصرية أميركية مؤخراً، مشدداً على أن القاهرة نقلت للأطراف المعنية كافة تمسّكها بالخروج الكامل لجيش الاحتلال من الممر الضيّق، وقال المصدر إن المسؤولين في مصر، أكدوا على تشدّد المؤسسة العسكرية المصرية فيما يخص ملف التواجد الأمني الإسرائيلي في الممر، مضيفاً أنه كان هناك حديث واضح وصريح خلال الأيام القليلة الماضية بأن القاهرة لن تقدم مزيداً من التنازلات أو الضمانات بشأن الملاحظات الأمنية الإسرائيلية، بخصوص عدم استخدام الشريط الحدودي في عمليات تهريب الأسلحة.وكشف المصدر أن حديثاً حاداً جرى على مستوى رفيع بين مسؤول مصري ونظيره الأميركي، نقل خلاله ممثل الإدارة الأميركية اتهاماً لمصر حول "مسؤولية بنسبة ما" فيما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في إشارة لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس، بسبب عدم السيطرة الكافية على الشريط الحدودي، ما ساعد حماس على تعظيم قوّاتها وإمكانياتها الهجومية، وهو ما رد عليه المسؤول المصري، بأن هذا الحديث ترديد لكلام يروّجه المسؤولون الإسرائيليون للتهرّب من مسؤوليتهم وفشلهم في منع ما حدث.وأوضح المصدر أن القاهرة أبدت استعدادها للتعاون والتنسيق الكامل بشأن الوضع الأمني على الحدود مع قطاع غزة، وتنفيذ المشروع الأميركي القائم على المراقبة التقنية الدقيقة لتلك المنطقة، شريطة الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من محور صلاح الدين.إضاعة للوقتمن جهةٍ أخرى، اعتبر قيادي في حركة حماس، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، أن المماطلة الإسرائيلية، ما هي إلا إضاعة للوقت، وتفويت فرص أمام الحفاظ على حياة أسرى إسرائيليين قد تكون الفرصة أمام خروجهم من القطاع أحياءً ليست بالكبيرة، في ظل معاناتهم من إصابات تعرضوا لها خلال فترة الحرب.وأوضح أن هناك من فئات أسرى المرحلة الثانية مَن تعرضوا لإصابات خلال عمليات القصف الإسرائيلي، وتكفلت المقاومة بتوفير الرعاية الصحية في حدود المكانات المتاحة، لكن ربما لا يكون الوقت مسعفاً للحفاظ على أرواحهم أمام المماطلة التي يتبعها نتنياهو، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الأسرى العسكريين لدى المقاومة مصابون ويتلقون العلاج المتوفر والمتاح، وهم في هذا يواجهون ما يوجهه سكان القطاع ومقاومته من نقص الدواء وعدم توفّر الأدوية والمستلزمات الطبية.وأكد القيادي في الحركة أنه "كان بالإمكان خروج بعض الجثامين الثمانية، الذين جرى تسليمهم في المرحلة الأولى، أحياء بدلاً من خروجهم في توابيت، لولا مراوغة نتنياهو والمتشدّدين في حكومته وإضاعتهم الوقت من أجل مصالح سياسية"، وشدد على أن الحركة لا يمكن أن تستجيب لنيّات نتنياهو الخبيثة التي يسعى من خالها لمواصلة الحرب عقب إطلاق سراح الأسرى خارج إطار الاتفاق المرحلي، الذي دخلت مرحلته الأولى حيّز التنفيذ في 19 يناير الماضي بضمانات واضحة من الوسطاء.وأوضح القيادي بالحركة أنه على صعيد إدارة القطاع والتصريحات المصرية بشأن تشكيل لجنة مؤقتة لمدة ستة أشهر، والعمل على عودة تمكين السلطة من إدارة القطاع، فإنّ حماس أكدت للمسؤولين المصريين أنها مستعدة للتعاون مع أي مقترح يضمن إدارة فلسطينية وحلاً فلسطينياً، وأنها تقبل بالمقترح المصري.وعلى صعيد الحديث عن مستقبل سلاح المقاومة، أكد القيادي في الحركة أنّه لاحديث نهائياً بشأنه قبل قيام الدولة الفلسطينية، قائلاً "إن البعض أساء فهم واستيعاب تصريحات القيادي بالحركة موسى أبو مرزوق الأخيرة التي أوضح خلالها الاستعداد للنقاش حول موضوع السلاح"، موضحاً أنّ الأخير "أبدى الاستعداد للنقاش في حالة الجديّة لإقامة الدولة الفلسطينية التي هي أساس الموقف العربي المتفق عليه حتى الآن"، متابعاً أن "الاستعداد للنقاش الذي أشار إليه أبو مرزوق، هو إظهار الجدية وحسن النية حال توافرت الإرادة والرغبة الحقيقية في إيجاد حل دائم يضمن إقامة الدولة".