بين هزات القوة وخطط الانتقام... حزب الله في مرحلة ما بعد نصر الله
2025-03-02 19:55:53
رأى الكاتب الإسرائيلي، إيال زيسر، أن تنظيم حزب الله اختار استراتيجية "إبقاء رأسه منخفضاً حتى يمر الغضب"، في مسعى لامتصاص الضغوط العسكرية التي وجهتها له إسرائيل، وفي الوقت نفسه، استعادة قوته العسكرية تدريجيًا. ورغم الضربات التي تلقاها الحزب، يرى زيسر أن التنظيم اللبناني لا يزال يشكل تهديدًا مستمرًا لإسرائيل، مشبهاً الوضع بما تقوم به حركة حماس الفلسطينية في غزة.وفي مقال له بصحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، بعنوان "حزب الله.. اليوم التالي لحسن نصر الله"، أشار زيسر إلى أنه رغم خسارة الحزب للعديد من القيادات العسكرية العليا خلال الحرب الأخيرة، إلا أن الحزب نجح في الحفاظ على بعض من قدراته العسكرية الهامة، وأيضًا على عديد من المقاتلين المسلحين. ولفت الكاتب إلى أن الحفل الذي أقامه حزب الله في بيروت لاستعراض قوته، في ذكرى اغتيال زعيمه حسن نصر الله، كان خطوة تهدف إلى تأكيد أن التنظيم لا يزال حيًا ومؤثرًا في المنطقة، رغم تراجع حضوره في بعض الأوساط اللبنانية.وتابع زيسر بالقول، إن حزب الله اختار إقامة جنازة حسن نصر الله بعد خمسة أشهر من اغتياله في محاولة لضمان تحضير أفضل لهذا الحدث، بالإضافة إلى عدم رغبة الحزب في السماح لإسرائيل بالتدخل في مراسمها. كما أشار الكاتب إلى أن الحفل الذي أقيم في ملعب بيروت الرياضي، استقطب حشودًا ضخمة رغم أنها كانت أقل بكثير من التوقعات، بالإضافة إلى أن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ظهرت في السماء أثناء نقل الجثامين، وهو ما أثار الكثير من الجدل حول مكانة الحزب اليوم.وأضاف زيسر أن السؤال الأهم يبقى: هل تشير هذه المراسم إلى نهاية عصر نصر الله، وبالتالي إلى ضعف حزب الله كقوة عسكرية تشكل تهديدًا لإسرائيل؟ ورغم أن هذا السؤال لا يزال دون إجابة واضحة، فإن إسرائيل تفضل التفاؤل، مؤكدة أن حزب الله تلقى ضربة قاسية، وأنه يسعى حاليًا للسلام بدلاً من الصراع، على الرغم من أن الواقع على الأرض لا يتوافق مع هذه النظرة.وأوضح زيسر أن إيران، التي كانت تدعم حزب الله بشكل كبير في الماضي، تواجه صعوبة في تقديم الدعم اللازم للتنظيم بعد سقوط بشار الأسد في سوريا، في حين أن الوضع السياسي في لبنان يشهد تغيرات، خاصة مع انتخاب رئيس جديد للبلاد لا يتبع تعليمات حزب الله. ورغم كل هذه التطورات، يرى زيسر أن حزب الله لا يزال قويًا نسبيًا، حيث احتفظ بمخزونه من الصواريخ والمقاتلين المدربين.وتابع الكاتب الإسرائيلي بأن الجيش الإسرائيلي أصبح قادرًا على العمل بحرية أكبر ضد محاولات حزب الله لاستعادة قوته، وهو ما يعكس تراجع الخوف الإسرائيلي من التنظيم. ومع ذلك، يبقى حزب الله حاضرًا على الساحة العسكرية اللبنانية والإقليمية، ولم تُقضَ على دوافعه لاستهداف إسرائيل.منذ تأسيسه في الثمانينات، لم يتوقف حزب الله عن بناء قدراته العسكرية واللوجستية في مواجهة إسرائيل، ومع تزايد الضغوط العسكرية الإسرائيلية عليه، بدأ التنظيم في اتخاذ خطوات استراتيجية للتكيف مع التحديات. على الرغم من الانتصارات العسكرية الإسرائيلية ضد الحزب، إلا أن التنظيم نجح في الحفاظ على قوتين رئيسيتين: صواريخه ومقاتليه، ما جعله قادرًا على التفاعل مع التطورات الإقليمية، بما في ذلك تراجع الدعم الإيراني مع الأحداث المتلاحقة في سوريا.كما شكلت انتخابات لبنان الأخيرة تحولًا سياسيًا كبيرًا في وضع حزب الله، حيث تم انتخاب رئيس غير تابع له، ما قد يؤدي إلى تغييرات في السياسة الداخلية اللبنانية وتأثير ذلك على استراتيجيات الحزب.
وكالات