مفاوضات غزة تحت الضغط: لماذا تهدد إسرائيل بحماية دروز سوريا؟
2025-03-02 11:55:44
أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس حول استعداد الجيش الإسرائيلي لحماية مدينة جرمانا السورية في جنوب دمشق، ذات الأغلبية الدرزية، ردود فعل واسعة على الصعيدين الإقليمي والدولي. البيان الإسرائيلي جاء مقتضبًا، حيث أكدت فيه إسرائيل "لن تسمح للنظام الجديد في سوريا بإيذاء الدروز في ريف دمشق، وفي حال أذاهم ستؤذيه إسرائيل".
وفي هذا السياق، تحدث الخبير العسكري المصري اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، المستشار في كلية القادة والأركان، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، عن دلالات هذه التصريحات، مشيرًا إلى أن التوتر الذي شهدته مدينة جرمانا بجنوب شرق ريف دمشق، يوم السبت الماضي، نتيجة مقتل عنصر أمن تابع لوزارة الداخلية السورية على يد مجموعة مسلحة من الدروز، كانت نقطة انطلاق لهذه التصريحات.
وأوضح الخبير العسكري أن تصريح نتنياهو ووزير دفاعه يشير إلى محاولات إسرائيلية لخلق فتنة طائفية في سوريا، حيث تسعى إلى استمالة الطائفة الدرزية المنتشرة في الجنوب السوري في المناطق المتاخمة للشمال الشرقي لإسرائيل. وأضاف أن إسرائيل تحاول فرض وصاية على الدروز، على الرغم من رفضهم القاطع لهذه التدخلات، مما يعكس رغبة إسرائيلية في التوسع العسكري داخل الأراضي السورية.
وأشار اللواء كبير إلى أن تصريحات نتنياهو تؤكد رغبته في تعميق الوجود العسكري الإسرائيلي في الأراضي السورية، خاصة بالقرب من العاصمة دمشق، مستغلاً الوضع القائم في مدينة جرمانا التي تقع على بعد نحو 6 كيلومترات من دمشق.
وربط الخبير العسكري بين هذه التحركات العسكرية في سوريا ومحاولات نتنياهو لتوجيه الأنظار عن الأوضاع في غزة، حيث يواجه ضغطًا سياسيًا داخليًا وخارجيًا بشأن المفاوضات الخاصة بالهدنة مع حماس. وبحسب الخبير، يبدو أن نتنياهو يسعى إلى التهرب من ضغوطات هذه الملفات وخلق توتر جديد في منطقة الشرق الأوسط.
وفي الختام، أضاف اللواء أسامة محمود كبير أن إسرائيل قد تكون تسعى أيضًا لتشتيت اهتمام القمة العربية المرتقبة في 4 آذار في القاهرة، حيث ستناقش القمة العديد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في غزة. وأشار إلى أن دعوة أحمد الشرع، لحضور القمة قد تفتح الباب أمام نقاشات تتعلق بالأوضاع في سوريا، بما يعزز من فرص إسرائيل لفرض أجندتها في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو لم يخفِ محاولاته المستمرة لفرض النفوذ الإسرائيلي في المنطقة، وهو ما يتناقض مع التحديات الداخلية التي تواجه حكومته، مثل قضية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
وكالات