من القميص إلى السياسة... ترامب يسدد 3 ضربات لزيلينسكي
2025-03-01 22:55:45
شهد المكتب البيضاوي، يوم امس الجمعة، مواجهة صاخبة وصادمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولكنها لم تكن مفاجئة لمن هم على مقربة من ترامب أو نائبه جي دي فانس.
وفقًا لموقع "أكسيوس"، يعتبر ترامب، بشكل خاص، زيلينسكي شخصية مؤيدة للرئيس جو بايدن، غير ممتنة، ويعتقد أن الرئيس الأوكراني محكوم عليه بالخسارة أمام روسيا.
وفي المقابل، يعتقد مستشارو ترامب أن زيلينسكي يرى ترامب باعتباره مؤيدًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنه مخدوع في رؤيته للأزمة الأوكرانية، ومحكوم عليه بجعل أوكرانيا تخسر الحرب. وبالنسبة لفريق ترامب، كانت هذه "الضربة الثالثة" التي تخرج زيلينسكي من دائرة الدعم الأميركي، بعد أن تلقى "ضربتين" سابقتين قبل أن يجلس مع ترامب وفانس في المكتب البيضاوي.
وقد شكلت هذه المواجهة واحدة من أكثر الخلافات علانية في السياسة الخارجية الأميركية، مما أثار قلقًا في أوروبا وأدى إلى تحول حاد في موقف واشنطن تجاه روسيا. أثناء اللقاء في البيت الأبيض، انتقد فانس زيلينسكي علنًا، معتبرًا أنه لم يظهر الامتنان الكافي للدعم الأميركي أو لجهود ترامب في تحقيق السلام.
وحسب "أكسيوس"، فإن ترامب سريع الغضب ويتوقع الولاء المطلق، وهو أمر لم يظهره زيلينسكي، ما دفع فانس إلى محاولة "وضعه في مكانه". ويُذكر أن فانس كان قد أبدى عداءً طويل الأمد تجاه زيلينسكي والمساعدات الأميركية لأوكرانيا. ففي حملته الانتخابية لعام 2022 لانتخابات مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو، تعهد بإنهاء تمويل الحرب الأوكرانية. وفي الاجتماع الأخير، استشهد فانس بزيارة زيلينسكي لمصنع أسلحة في بنسلفانيا، حيث وقع صواريخ مع بايدن، واصفًا ذلك بأنه "ترويج انتخابي مع المعارضة".
قبل الاجتماع مباشرة، وصل زيلينسكي إلى البيت الأبيض دون ارتداء بدلة رسمية، الأمر الذي اعتبره موظفو البيت الأبيض إهانة. وعندما لاحظ ترامب ملابس زيلينسكي غير الرسمية، سخر قائلاً: "واو، انظر، أنت متأنق اليوم"، في تعليق بدا ودودًا ولكنه حمل استياءًا ضمنيًا. وعندما سأل أحد الصحفيين زيلينسكي مباشرة عن سبب عدم ارتداءه بدلة، ضحك فانس بصوت عالٍ، فرد زيلينسكي قائلاً: "سأرتدي بدلة بعد انتهاء هذه الحرب. ربما شيء مثل ملابسك، ربما أفضل... ربما أرخص".
وتعد هذه الحادثة جزءًا من سلسلة توترات ظهرت بين زيلينسكي وإدارة ترامب، وتحديدًا بعد الضربة التي تلقاها زيلينسكي في 15 شباط الماضي، عندما انتقد علنًا صفقة المعادن في أوكرانيا، رغم أنه ناقشها سراً مع فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو في ميونيخ. كان من المفترض أن يوقع زيلينسكي على النسخة الجديدة من الاتفاق كجزء من خطة لإنهاء الحرب، لكنه لم يفعل.
الجمعة الماضية، شهد المكتب البيضاوي في البيت الأبيض مواجهة تاريخية بين ترامب وزيلينسكي، انتهت بمغادرة الأخير بشكل مبكر بعد تصاعد التوتر بين الطرفين. بدأت المواجهة عندما كان الرئيسان يتحدثان أمام وسائل الإعلام، قبل أن تتصاعد لهجتهما بشكل ملحوظ. بينما كان ترامب وفانس يتبادلان الحديث مع زيلينسكي، اتهم فانس الرئيس الأوكراني بمحاولة القيام بجولات دعائية.
وردّ زيلينسكي بدعوة فانس لزيارة أوكرانيا، الأمر الذي لم يلقَ ترحيبًا من فانس. وزادت حدة الخطاب عندما قال ترامب: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة.. إما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفًا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفًا لطيفًا".
تعكس هذه المواجهة الحادة تطورات متسارعة في السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا وروسيا. مع تصاعد الصراع الأوكراني وتدفق المساعدات الأميركية إلى كييف، يظل ترامب وحلفاؤه في دائرة التشكيك في فاعلية هذا الدعم، بينما يواجه زيلينسكي تحديات داخلية ودولية في توجيه السياسة الأوكرانية. ومن الواضح أن هذه الخلافات العلنية قد تسهم في تغيير الديناميكيات في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وكالات