أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يسرائيل كاتس، إلى الجيش الإسرائيلي الاستعداد من أجل "الدفاع" عن مدينة جرمانا شرق دمشق، على خلفية سقوط قتلى وجرحى، جراء الاشتباكات الجارية بين فلول للنظام السوري ووزارة الدفاع السورية.
الاستعداد للدفاع
وقال مكتب نتنياهو في بيان، إن نتنياهو وكاتس طلبا من الجيش الإسرائيلي الاستعداد للدفاع عن مدينة جرمانا، مضيفاً أن إسرائيل "لن تسمح للنظام الإسلامي المتطرف بإلحاق الأذى بالدروز. وإذا ألحق بهم الأذى فسوف يتعرض للأذى من قبلنا".
يأتي ذلك على خلفية اندلاع اشتباكات من مجموعات من فلول النظام من "لواء درع جرمانا"، وبين وزارة الدفاع السورية والأمن العام السوري، على أطراف مدينة جرمانا الواقعة للشرق من العاصمة دمشق، وتتبع إدارياً لمحافظة ريف دمشق.
ويسكن في مدينة جرمانا، نحو مليون نسمة، ويشكلون خليطاً من مختلف الطوائف السورية، ويشّكل قاطنيها من الدروز نسبة كبيرة من سكان المدينة.
وكان نتنياهو قد أكد في وقت سابق، أن إسرائيل "لن تتسامح بإلحاق الأذى بدروز سوريا"، وهو ما قابله أهالي السويداء وعموم المحافظات السورية، برفض تصريحاته، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية.
قتلى وجرحى
واندلعت خلال الساعتين الماضيتين، اشتباكات عنيفة بين مجموعات تتهما وزارة الدفاع السورية بأنها من فلول النظام المخلوع، وبين قوات الوزارة والأمن العام، على أطراف مدينة جرمانا من جهة بلدة المليحة في الغوطة الشرقية.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل شخصين من جرمانا، لم يعرف ما إذا كانا من "لواء درع جرمانا"، فضلاً عن إصابة 5 آخرين، ليرتفع عدد القتلى منذ ليل أمس الجمعة، إلى 3 قتلى، بينهم عنصر من وزارة الدفاع. وتقول مصادر "المدن"، إن الهدوء الحذر عاد إلى جرمانا، بعد الاشتباكات الأخيرة.
بيان مشايخ جرمانا
وصدر عن مجلس مشايخ الدروز في جرمانا، بيان قالوا فيه إن الحادثة الذي أودت بحياة عنصر وإصابة اثنين من الأمن العام، كان على يد "مجموعة غوغائية غير منضبطة لا تنتمي إلى عرفنا ولا إلى عاداتنا أو تقاليدنا المعروفية".
وأضاف البيان "نؤكد أننا لن نتساهل في كشف ملابسات وفاته وتسليم الفاعلين كائناً من كانوا إلى العدالة لينالوا جزائهم العادل، حيث أن هذا الحادث الأليِم قد ألمنا مثلما ألم أهل الفقيد وذويه، ولن نسمح للتصرفات الفردية في أن تسيء لانتمائنا وعلاقاتنا مع جوارنا في الغوطة ودمشق وعموم أهل وطننا السوري".
وقرر المجلس "رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون"، وأن "يتم تسليم كل ما تثبت مسؤوليته عن هذا الحادث الأليم للجهة المختصة حتى ينال جزاءه العادل".
كما قرر العمل على إعادة تفعيل مركز ناحية جرمانا، "وبأسرع وقت وبكفاءات قادرة على إدارة الواقع بحكمة واقتدار وتهيئة كافة الظروف المناسبة لضمان حسن سير عملها".
وأكد المجلس أن "جرمانا وعبر تاريخها لم تكن يوماً الا جزء من غوطة دمشق ولن يكون لها يوماً عمقاً آخر غير العمق الدمشقي والسوري"، كما شدد المجتمعون على أنهم "جزء أصيل من هذه البلاد. لم نهُن أو ننهزم ولذا نرى أنه من الضرورة محاسبة جميع الأفراد".