2025- 03 - 01   |   بحث في الموقع  
logo ترامب سيخضع لفحص طبي الشهر المقبل logo بعدما ضبطها الـ"FBI" في منزله... ترامب يستعيد "الصناديق السرية" logo تعليماتٌ إسرائيلية لحماية "دروز" جرمانا logo الحزب يتلقى ضربة قاسية ويفعّل "الخطة C".. معركة "حصار الضاحية" تشتعل في بيروت: لن تمروا من هنا! logo "القسام" تنشر فيديو أسرى إسرائيليين: لن يعودوا إلا بصفقة logo كم ساعة يصوم اللبنانيون خلال شهر رمضان؟ logo نتنياهو يعلّق على فيديو "حماس" للرهائن: "دعائي وحشي" logo مسؤولٌ أميركي يتوعد بفتح "أبواب الجحيم"!
هذا حجم ثروة المعادن بأوكرانيا... هل يخسرها ترامب؟
2025-03-01 17:25:45


لم تأت مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوقيع اتفاق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يمنح واشنطن إمكانية الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة غير المستغلة في أوكرانيا بنتيجة، إذ سيطر التوتر على اللقاء الأخير بين الرئيسين وانتهى بتطيير اتفاق المعادن الذي كان متوقعاً.
وبحسب ما كان قد تسرب من معلومات، تقضي الاتفاقية بإنشاء صندوق تسيطر عليه الولايات المتحدة يتلقى عائدات من الموارد الطبيعية الأوكرانية، فيما ستساهم أوكرانيا في الصندوق بنصف عائداتها من تسييل الموارد الطبيعية في المستقبل، بما في ذلك المعادن الأساسية والنفط والغاز.
ولم يخفِ الرئيس الأميركي نواياه الحقيقية الكامنة وراء هذه الاتفاقية، إذ قالها غير مرة أنها ضرورية لواشنطن لاسترداد مليارات الدولارات التي قدمتها لأوكرانيا على شكل مساعداتٍ عسكرية وغيرها من المساعدات، واستطاع أن يفرض على زيلينسكي الرضوخ والتوقيع عليه، وهذا ما يقودنا إلى السؤال عن حجم الثروات المعدنية في أوكرانيا، وكيف ستستفيد الولايات المتحدة منها؟

ثروات معدنية كبيرة
تعتبر أوكرانيا قوة عالمية في الموارد المعدنية، حيث تمتلك ما يقارب من 5 في المئة من إجمالي الموارد المعدنية في العالم، فضلاً عن 20 ألف رواسب طبيعية تمتد على 116 نوعاً. وقبل الغزو الروسي استغلت كييف 15 في المئة من هذه الرواسب وحسب.
وتبرز أوكرانيا كمورد محتمل للمعادن النادرة مثل التيتانيوم والليثيوم والبيريليوم والمنغنيز والغاليوم واليورانيوم والزركونيوم والغرافيت والأباتيت والفلوريت والنيكل. ولطالما فاخرت بامتلاكها أكبر احتياطيات من التيتانيوم في أوروبا (7 في المئة من الاحتياطيات العالمية) وهي واحدة من الدول القليلة التي تستخرج خام التيتانيوم، وهو أمر بالغ الأهمية لصناعاتٍ محورية كالفضاء والطب والسيارات وغيرها.
وقبل شباط 2022، كانت أوكرانيا مورداً مهماً للتيتانيوم المستخدم في القطاع العسكري، كما تمتلك واحدة من أكبر احتياطيات الليثيوم المؤكدة في أوروبا (تقدر بنحو 500 ألف طن)، وهي حيوية للبطاريات والسيراميك والزجاج. إضافة إلى ذلك هي خامس أكبر منتج للغاليوم في العالم، الضروري لأشباه الموصلات ومصابيح LED، وكانت مورداً رئيساً لقطاع الرقائق الأميركي بنحو 90 في المئة من النيون عالي النقاء المستخدم في أشباه الموصلات.
وأثبتت أوكرانيا وجود رواسب من البريليوم، وهي ضرورية لصناعات الطاقة النووية والفضاء والصوتيات والإلكترونيات، واليورانيوم للقطاعين النووي والعسكري، والزركونيوم والأباتيت الضروريان للتطبيقات النووية والطبية. وتشتهر البلاد باحتياطياتها الكبيرة عالية الجودة من خام الحديد والمنغنيز، والتي تعد بالغة الأهمية لإنتاج الصلب الأخضر.
وفوق هذا وذاك، تمتلك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من المعادن غير الحديدية مثل النحاس (المرتبة الرابعة في أوروبا)، والرصاص (المرتبة الخامسة في أوروبا)، والزنك (المرتبة السادسة في أوروبا)، والفضة (المرتبة التاسعة في أوروبا). كما تمثل احتياطياتها من الغرافيت ما يعادل 20 في المئة من الموارد العالمية.

معادن تحت السيطرة الروسية
حاول زيلينسكي في السابق جاهداً تطوير هذه الموارد، التي تقدر قيمتها بأكثر من 14 تريليون دولار. وفي عام 2021، عرض على المستثمرين الخارجيين إعفاءات ضريبية وحقوق استثمار للمساعدة في استخراج هذه المعادن، لكن كل جهوده تبخرت مع الغزو الروسي في العام الذي يليه.
وفي غضون أشهر من غزو أوكرانيا في عام 2022، سيطرت روسيا على احتياطيات الفحم الحجري في أوكرانيا، وبحلول نهاية العام نفسه، سيطرت على ما بين 50 و100 في المئة من احتياطيات أوكرانيا من الليثيوم والتنتالوم والسيزيوم والسترونشيوم، وهي المعادن التي تشكل أهمية بالغة لتقنيات الطاقة الخضراء وصناعات الدفاع.
في المحصلة يوجد حالياً أكثر من 6 تريليون دولار من الموارد المعدنية في أوكرانيا، والتي تمثل حوالي 53 في المئة من ثروات البلاد المعدنية، في المناطق الأربعة التي ضمها بوتين في أيلول 2022، والتي يحتل جيشه مساحة كبيرة منها، وتشمل لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون.

لماذا يريد ترامب هذه الصفقة؟
تراجع ترامب عن مطلبه السابق بالحصول على حقوق بقيمة 500 مليار دولار من عائدات المعادن النادرة والحيوية في أوكرانيا، وبالتالي فإن الدافع الأساس راهناً يكمن في تأمين وصول الولايات المتحدة إلى الموارد الأساسية في اقتصاد القرن الحادي والعشرين والتي تعتمد على إمداداتها من دول متعددة من ضمنها الصين.
تُعدّ المعادن النادرة مثل الغاليوم ضرورية لتقنيات الدفاع المتقدمة ولكنها غير متاحة بسهولة للولايات المتحدة محلياً. وقد استخدمت الصين، المورد الرئيس للغاليوم، سيطرتها على هذا المعدن كوسيلة ضغط ضد الولايات المتحدة، وفرضت حظراً على تصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، كجزء من ردها على زيادة التعريفات الجمركية الأميركية على السلع الصينية.
والمعادن الأخرى ضرورية لتكنولوجيا مثل أنظمة الصواريخ والإلكترونيات والمركبات الكهربائية، خصوصاً أنه في أوكرانيا، توجد رواسب لـ 22 من المعادن الـ 34 التي حددها الاتحاد الأوروبي على أنها بالغة الأهمية، والمشكلة بالنسبة للولايات المتحدة هي أن الصين تمثل حالياً نسبة عالية من بعض واردات المعادن الحرجة.
لذا يرى ترامب أن توقيع الاتفاقية مع أوكرانيا يمثل فرصة لتأمين مصادر بديلة للمعادن الحرجة، ما يقلل من اعتماد الولايات المتحدة على الصين ويسمح له باتباع نهج أكثر عدوانية تجاهها.
وقد تكون اتفاقية أوكرانيا أول صفقة معادن من نوعها، لكنها لن تكون الأخيرة التي تتفاوض عليها إدارة ترامب، حيث أبدى هذا الأخير بالفعل اهتمامه بالحصول على المعادن من غرينلاند وكندا وحتى روسيا.

ماذا تريد أوكرانيا من الصفقة؟
أوضح زيلينسكي في الأسابيع الماضية أنه يريد أن تكون الضمانات الأمنية جزءاً من الصفقة، معرباً عن رغبته بمنع وقوع المزيد من هذه الموارد المهمة استراتيجياً في أيدي الكرملين.
لكن لا يوجد ما يؤشر أن الولايات المتحدة مستعدة فعلاً لتقديم مثل هذه الضمانات، ووفق ما نشرته الصحف الأجنبية، لا تحدد الصفقة أيُ ضماناتٍ أمنية، إلاّ أنها تقول إن الولايات المتحدة "تدعم جهود أوكرانيا للحصول على الضمانات الأمنية اللازمة لإرساء السلام الدائم".

متى ستستفيد الولايات المتحدة منها؟
إن التعدين جهد طويل الأمد، وبالتالي فإن الولايات المتحدة قد لا تجني فوائد منه قبل عشرين عاماً، إذ يستغرق الأمر في المتوسط ​​18 عاماً لتطوير منجم. وحتى في الأمد البعيد، يتوقف نجاح الاتفاقية الثنائية في نهاية المطاف على قدرة أوكرانيا على جذب الاستثمارات الخاصة في مواردها المعدنية. ولا تستطيع الحكومة الأميركية أن تأمر الشركات الخاصة بالتعدين في أوكرانيا كما تفعل الصين وروسيا مع مؤسساتهما المملوكة للدولة.
وفي الفترة ما بين عاميّ 2022 و2023، دمرت القوات الروسية ما يقارب من نصف قدرة توليد الطاقة في أوكرانيا، في حين لحقت أضرار بنحو نصف محطات الطاقة الكهربائية الكبيرة في البلاد نتيجة للضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار. ونتيجة لهذا، لم يتبقَ لأوكرانيا سوى ثلث قدرتها على توليد الطاقة قبل الحرب، وسوف تكون هناك حاجة إلى بناء البنية الأساسية للطاقة بشكلٍ كبير لبدء استكشاف المعادن أو إنتاجها.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top