"أوصيكم حياً وميتاً"... الكشف عن دور السنوار في "طوفان الأقصى"
2025-03-01 16:55:43
قدم باسم نعيم، رئيس الدائرة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، شهادته حول شخصية ورؤية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار.
تحدث نعيم، خلال برنامج "شاهد على العصر" على قناة "الجزيرة"، عن أول لقاء جمعه بالشهيد يحيى السنوار، والذي وقع بعد خروجه من السجن في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وكشف عن سمات السنوار الشخصية، مشيراً إلى أنه كان "مقاتلاً شرسًا مع الإسرائيليين ولطيفًا مع إخوانه، وكان حريصًا على علاقات طيبة معهم".
وتابع نعيم حديثه عن السنوار، قائلاً: "كان واسع الثقافة وعميق التدين"، كما أشار إلى أنه "كان يحمل شهادة بكالوريوس في اللغة العربية والأدب العبري، واستغل فترة سجنه التي امتدت لـ 22 عامًا في القراءة والاطلاع على مؤلفات متعددة باللغتين العربية والعبرية"، مضيفاً أنه "كان حريصًا على أداء أوراده الخاصة مثل قراءة القرآن الكريم والذكر".
وقال نعيم أنه سمعه مرة يقول: "وقت الأوراد حان، وإذا لم أنجز أورادي الليلة، فقد لا أصبح".
من جهة أخرى، كشف نعيم عن رؤية السنوار للحكم الذي يمارسه الفلسطينيون تحت الاحتلال، مؤكدًا أنه "كان يعتبره حالة استثنائية فرضت عليهم نتيجة لاتفاق أوسلو".
وأضاف: "كان السنوار حريصًا على إنجاز المصالحة الفلسطينية للتحلل من أعباء الحكم والتفرغ لمشروع المقاومة، كما كان يسعى للفصل بين مشروع حركة حماس ومشروع الحكم"، مؤكدًا أن "العمل الحكومي يجب أن يصبح أحد ملفات المكتب السياسي للحركة وليس همه الأكبر".
وتابع نعيم شرح موقف السنوار من حكومة الوحدة الوطنية، التي سلمت حماس السلطة في غزة عام 2014 من أجل التفرغ للمشروع المقاوم، لكنها فشلت حيث لم تصبح "حكومة الوحدة الوطنية" واقعًا في قطاع غزة.
وفيما يخص علاقاته بالفصائل الفلسطينية الأخرى، كان السنوار يتمتع بقدرة غير عادية على احترام الآخر، حتى لو اختلف معه سياسيًا أو اجتماعيًا. كما كان يشيد بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (اليسارية) ويتمنى أن يكون عناصر التنظيم ضمن كوادر حماس، وكان دائمًا يوصي خيرا بحركة الجهاد الإسلامي ويعتبرها من أبرز شركاء حماس في مشروع المقاومة المسلحة، وقال: "أوصيكم حيا وميتا ممنوع منعا باتا الوصول إلى أي صدام مع إخواننا في حركة الجهاد الإسلامي".
وانعكست رؤية السنوار في غرفة العمليات المشتركة بين الفصائل في معركة "سيف القدس" عام 2021، وكذلك في "مسيرات العودة" بين عامي 2018 و2019، حيث حرص على إظهار الحالة الوطنية المشتركة وتقدير الآخر.
وعن نظرة السنوار للسلطة الوطنية الفلسطينية، أشار نعين أنه "كان يرى حركة فتح كحركة وطنية أصيلة لا يمكن إلغاؤها، وكان يعتقد أن المعركة الأساسية يجب أن تكون مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن أي انشغال سياسي داخلي سيصب في مصلحة الاحتلال، كان يرى أن ضرب العدو هو الذي سيضعف الاتجاهات المناوئة لحركة حماس داخل فتح".
وفيما يتعلق بمعركة "طوفان الأقصى"، أكد نعيم أن "التخطيط لهذه المعركة استغرق سنوات طويلة، مع حفر أكثر من 600 نفق استغرق حفرها نحو 20 عامًا، وكان السنوار له دور بارز في التحضير لهذه المعركة التي توجت في 7 تشرين الأول 2023".
كما حافظت حركة حماس في إطار رؤية السنوار على علاقتها المتميزة مع تياري حركة فتح في غزة، تيار محمد دحلان و تيار السلطة في رام الله، رغم الخلافات الجذرية حول الرؤية المستقبلية.
وكشف نعيم عن لقاء سري جمع السنوار مع دحلان بين عامي 2016 و2017 في إطار سعيه لتحييد التوترات مع الفصائل والتركيز على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وكالات