بينما يضحك بوتين... ترامب وزيلينسكي بمأزق!
2025-03-01 15:25:55
في تطور لافت، لا شك أن أكثر من فرح بتلك المشادة النارية التي اندلعت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كان "سيد الكرملين" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وصف كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي وأحد المفاوضين الروس في المحادثات الروسية الأميركية التي عُقدت في 18 شباط/فبراير في السعودية، هذا الشجار العنيف بأنه "تاريخي" في منشور له على منصة "إكس". أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، فقد اعتبرت أنه كان "من المعجزة" ألا يُضرب زيلينسكي من ترامب ونائبه جيه.دي فانس خلال المشادة.
على الجانب الأوروبي، سارعت الدول الأوروبية لإعلان دعمها الكامل لأوكرانيا. وأشار مسؤول في الاتحاد الأوروبي إلى أن ما حدث كان "صرخة استيقاظ" وأن العلاقة السابقة مع الولايات المتحدة قد انتهت، ما يعني ضرورة الاعتماد على النفس في المستقبل. ووصف المسؤول الأوروبي الموقف بعبارات تشبيهية قائلاً: "أباؤنا على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي طردونا للتو من منزل العائلة، وقطعوا مخصصاتنا وحرمونا من الميراث".
بعيداً عن هذا الصخب، بات من الواضح أن كلا من ترامب وزيلينسكي يواجهان مأزقاً كبيراً الآن. فالرئيس الأميركي، الذي كان يُفاخر دوماً بقدرته على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بسرعة، يجد نفسه اليوم أمام مهمة معقدة إن لم تكن مستحيلة. في الوقت نفسه، أصبح أمل استرجاع الأموال الطائلة التي دفعتها بلاده إلى كييف (250 مليار دولار) لدعمها ضد القوات الروسية ضئيلاً، بعد فشل التوقيع على صفقة المعادن الذي كان مقرراً قبل اندلاع هذه المشادة العنيفة.
أما زيلينسكي، الذي أكد في وقت سابق أن بلاده لن تستطيع الصمود دون الدعم الأميركي، فهو الآن في وضع لا يحسد عليه، خاصة بعد الإهانة التي تعرض لها أمام الصحافيين وفي حضور مراسلي البيت الأبيض.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، باتت الأمور أكثر تعقيداً، ويُنتظر أن تدور العجلات الدبلوماسية مجدداً، على أمل أن يجتمع عقلاء من الجانبين للبحث في كيفية رأب الصدع في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بعد هذا التوتر الحاد.
وكالات