أعلن حزب العمال الكردستاني اليوم السبت وقف إطلاق النار مع تركيا، بعد دعوة تاريخية وجّهها زعيم الحزب عبدالله أوجلان من السجن، دعا فيها إلى إلقاء السلاح.
وقالت اللجنة التنفيذية لحزب العمّال الكردستاني في بيان، نقلته وكالة فرات للأنباء (ايه ان اف) المؤيدة للحزب، إنه "من أجل تمهيد الطريق لتنفيذ دعوة الزعيم آبو (لقب أوجلان) للسلام ولمجتمع ديموقراطي، نعلن وقف إطلاق النار اعتباراً من اليوم (السبت)".
وكان زعيم الحزب عبدالله أوجلان المسجون في تركيا، قد طلب من الحزب الخميس، إلقاء السلاح وحل نفسه، في رسالة قرأها حزب مؤيد للأكراد في تركيا.
وقال أوجلان في رسالته: "اعقدوا مؤتمركم واتخذوا قراراً.. يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه". وقالت اللجنة: "نتفق مع مضمون الدعوة المذكورة بشكل مباشر، ونعلن أننا سنلتزم بمتطلّبات الدعوة وننفّذها من جانبنا"، مؤكدة أنه "سنلتزم بمتطلبات الدعوة وننفذها من جانبنا، ولكن مع ذلك، لا بدَّ من ضمان تحقيق الظروف السياسية الديمقراطية والأرضية القانونية أيضاً لضمان النجاح".وأضافت "لن تقوم أيّ من قواتنا بتنفيذ عمليات مسلحة، ما لم تُشن الهجمات ضدنا، كما أن تحقيق قضايا مثل وضع السلاح، لا يمكن أن تتم إلا بالقيادة العملية للقائد آبو".وتأسس حزب العمال الكردستاني في العام 1978، وأطلق تمرداً مسلحاً ضد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة للأكراد الذين يشكّلون حوالى 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة.وفي حين أكد الحزب استعداده لتلبية الدعوة، شدد على أن تنفيذها لا يمكن أن يتم ما لم يتمتع أوجلان المسجون منذ أكثر من ربع قرن، بالقدرة على "العيش والعمل بحرية جسدية".وشددت اللجنة التنفيذية على وجوب "ضمان تحقيق الظروف التي تمكن القائد عبدالله أوجلان من العيش والعمل بحرية جسدية، وأن يكون له اتصال مع كل من يريد، بما في ذلك رفاقه، بدون عوائق، ونأمل أن تفي مؤسسات الدولة (التركية) المعنية بمتطلبات ذلك".وقالت: "لقد قمنا حتى الآن بإدارة الحرب على الرغم من كل الأخطاء وأوجه القصور، ولكن القائد آبو هو الوحيد القادر على إدارة حقبة السلام والمجتمع الديمقراطي".فرصة تاريخية
وأمس الجمعة، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوة الزعيم الكردي "فرصة تاريخية"، قائلاً: "لدينا فرصة تاريخية للتقدم نحو هدف تدمير جدار الإرهاب".
وأكد أردوغان أن تركيا "ستراقب عن كثب" لضمان أن تصل المحادثات لإنهاء التمرد إلى "نهاية ناجحة"، محذراً من أي "استفزازات". وأضاف "عندما يتم إزالة ضغط الإرهاب والسلاح فإن مساحة السياسة في الديمقراطية سوف تتسع بشكل طبيعي".
وقال: "لن يغفر أي عضو في هذه الأمة، سواء كان تركياً أو كردياً، لأي شخص يعرقل هذه العملية من خلال خطابات أو أفعال غامضة، كما حدث في الماضي".
ويعود الصراع بين الحزب وتركيا إلى العام 1984، وقد خلّف 40 الف قتيل.
وكان الحزب قد تخلّى عن أهدافه الانفصالية، وسعى بدلاً من ذلك على الحصول على المزيد من الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا والمزيد من الحقوق للأكراد. وانهارت الجولة الأخيرة من المحادثات وسط أعمال عنف 2015.
وتوقفت الاتصالات إثر ذلك حتى تشرين الأول/أكتوبر عندما عرض زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي على عبد الله أوجلان بادرة سلام مفاجئة، طالباً منه نبذ العنف، وهي خطوة أيدها الرئيس رجب طيب أردوغان.