2025- 03 - 01   |   بحث في الموقع  
logo الرئيس سليمان هنأ برمضان: للتفكير بمؤتمر مصالحة logo إبراهيم: نتمنى أن يكون هذا الشهر بداية للسلام والأمان logo "إخفاء صدام حسين": الطاغية والفلاح logo تعميم رئيس "اللبنانية" لانتخاب العمداء مخالف للقانون والأصول الإدارية logo خلاف ترامب وزيلينسكي أمس... مشهد جديد لتوتر قديم! logo بالفيديو: حادث سير "مروع" على أوتوستراد البوار! logo مطاردة و محاولة دهس دركي... و"الأمن" يوقف 3 سوريين logo صور.. الجيش يفجّر ذخائر غير منفجرة
سنوية الحرب الأوكرانية الثالثة... والأخيرة؟
2025-03-01 09:55:54


في 24 المنصرم صادف مرور ثلاث سنوات على حرب روسيا ضد أوكرانيا. الأوكران يتحفظون على تعبير السنوية الثالثة للحرب، إذ أن الحرب مستمرة منذ 11 سنة واشتعلت في العام 2014، إثر اجتياح روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية. أما السنوية الحالية، فهي ذكرى مرور ثلاث سنوات على الغزو الشامل الذي بدأته روسيا للأراضي الأوكرانية.في هذه المناسبة تواصلت "المدن" مع عدد من الكتاب والخبراء الروس الذين لا زالوا يقيمون في روسيا، واقترحت عليهم استطلاع رأي مواطنين روس عاديين بشأن نهاية الحرب في أوكرانيا، على خلفية مبادرة ترامب لإنهائها. البعض اعتذر "لضيق الوقت"، والبعض الآخر "وعد خيراً". إلى أن انبرى أحدهم، وبعد ساعات من الصمت، للإفصاح عن حقيقة الإحراج الذي تسبب به طلب "المدن"، وقال "أصارحك القول إنني لست على استعداد لأعرّض الأصدقاء ومن أعرفهم".
لم يكن الصديق بحاجة للقول "لأعرضهم للخطر" والملاحقة، لمجرد إبداء الرأي في صيغة نهاية الحرب التي يقترحها ترامب. لكن ذلك كان كافياً لمعرفة حقيقية الوضع الذي يعيشه الروس في ظل تغول الأجهزة الأمنية وإحكام قبضتها على الأنفاس منذ بدء غزو أوكرانيا قبل ثلاث سنوات.
في ذكرى سنوية الحرب في 24 المنصرم، نشر نصاً على موقعه في الفايسبوك Kirill Martynov، رئيس تحرير صحيفة Novaya المعارضة، التي تصدر في البلطيق. قدم الكاتب في النص تحت العنوان "تطبيع الرعب" صورة عن واقع المجتمع الروسي بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب. واستهله بالقول إنه على مدى السنوات الثلاث الماضية تم تطبيع واضح للرعب في المجتمع الروسي. ورأى أن التطبيع لم يأتِ من الخوف بقدر ما جاء من التعب. ويؤكد بأن الإنسان يعتاد على كل شيء في غضون ثلاث سنوات، حتى على مشهد المقاتلات الكورية الشمالية وهي تهاجم المواقع الأوكرانية في منطقة كورسك. وحتى العام الماضي كان أكثر ما يحلم به الروس هو العودة إلى ما قبل زمن جائحة الكورونا، في ظل الحكم الاستبدادي المعتاد، حيث يتعرض الناس للتعذيب في بعض الأحيان، ولكن بخلاف ذلك، فإن الواقع معروف وواضح، كما كان الحال في أواخر عهد بريجنيف.الحرب في روسيا يعيشها الريف والعمق الروسي البعيد، وليس العاصمة والمدن الكبرى. فالمجتمع الروسي لم يتحول إلى مجتمع حرب، كما في أوكرانيا. وينقل الكاتب عن مستشار بوتين الأوليغارشي Kirill Dmitriev قوله "كل شيئ ممتاز عندنا في موسكو. تفتح المطاعم أبوابها، وتستقر الأموال التي تدفقت عبر الحرب في جيوب المواطنين الأكثر نشاطاً، وتدهش الحياة الثقافية بثرائها وتنوعها".
آراء الأوكران العاديين في الحرب والحياة في ظلها، تعكسها دورياً مواقع الإعلام العالمية، على عكس الحال في روسيا، حيث يتحدث المواطن الروسي تحت إسم مستعار في حال إبداء رأيه الحقيقي. ولذا لم نقترح الاستماع إلى آراء الشارع الأوكراني، بل تواصلت "المدن" مع خبيرين أوكرانيين وتوجهت إليهما ببضع أسئلة عن تصورهما لنهاية الحرب وتقييم مبادرة ترامب بهذا الشأن.رئيس مركز "Politika" التحليلي Oleg Lisny، ورداً على السؤال ما إن كانت السنوية الثالثة للحرب هي الأخيرة، قال إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا مستمرة منذ 11 عاماً، وليس ثلاث سنوات. وهي الآن في مرحلة الغزو الشامل الروسي لأوكرانيا. وليس سراً أن الحروب من السهل أن تبدأ، ولكن من الصعب للغاية أن تنتهي. و"حربنا ليست استثناء". وهو متشائم جدًا بشأن الرأي القائل بانتهاء الحرب في أي وقت قريب. إذ لا يرى أي استعداد حقيقي من جانب روسيا لإنهاء الحرب. بل هي تريد استسلام أوكرانيا الكلي، وليس السلام العادل.
وعن شكل نهاية الحرب، قال إنه في الوقت الراهن لا يرى ظروفاً ملائمة حتى لتطبيق نظام "وقف إطلاق النار". ويرى أن بوتين يتلاعب بترامب، ويماطل بالوقت إلى الحد الأقصى، وذلك من أجل الحصول منه على أكبر قدر من التنازلات، حتى قبل بدء المفاوضات الحقيقية. وفي الوقت عينه، لا تتراجع موسكو خطوة واحدة عن شروطها التي تنص على استسلام أوكرانيا، وإعادة توزيع مناطق النفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا على غرار "يالطا 2".وعن النتيجة التي يتوقعها للمفاوضات الروسية الأميركية، قال إن المفاوضات من دون أوكرانيا وأوروبا لن تكون مجدية. وقد أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بوضوح، أنه إذا اتفق ترامب وبوتين على شيء خلف ظهر أوكرانيا، فإن كييف لن تعترف بنتائج هذه الاتفاقات ولن تنفذها: "من المستحيل التحدث عن أوكرانيا من دون أوكرانيا!".
وعن أوجه التشابه في سلوك ترامب حيال كل من أوكرانيا وقطاع غزة، قال إنه من أنصار الرأي القائل بأن كل مشكلة تتطلب نهجاً مختلفاً في مقاربتها. وهاتان قضيتان مختلفتان كلياً. الأمر الوحيد الذي قد يكون متشابها، هو خطاب ترامب العدواني وبحثه عن "الحلول البسيطة".
وكيف انعكست سنوات الحرب الثلاث على المجتمع الأوكراني، قال إنه الطبيعي أن يكون الأوكران قد تعبوا جداً من 11 سنة حرب. إلا أنهم لم يضعفوا، ولم يفقدوا "إيمانهم بالنصر على العدو الأسوأ- روسيا". والمجتمع الأوكراني يعرف جيداً ما الذي عليه أن يدفعه ثمناً للحرية والكرامة. وهو مستعد لتقبل هذا الثمن من أجل الاستمرار في العيش في دولة أوكرانيا المستقلة ذات السيادة: "نحن ندرك أنه إذا لم نصمد في محاربة روسيا، فسوف نختفي كدولة وكشعب وكأمة".الدكتور في العلوم السياسية ورئيس المجلس الاجتماعي التابع لوزارة الخارجية الأوكرانية Serhii Dzherdzh (عامان في الحرب. ملازم أول، رئيس المركز الطبي في الكتيبة. تولى إخلاء الجرحى من خط الجبهة الأمامي). قال إنه لا يعتقد أنها السنة الأخيرة في الحرب. فلو كان بوتين يريد إنهاء الحرب، لكان سحب قواته من أوكرانيا في أي وقت، ولكانت الحرب قد انتهت بهذا القرار "البسيط للغاية".
وهل يتوقع هدنة أم نهاية للحرب، قال إن نهاية الحرب هي تحرير كل الأراضي الأوكرانية ضمن الحدود المعترف بها دولياً، وإطلاق سراح المواطنين الأوكران الذين وقعوا تحت الإحتلال الروسي. كان الجنود الروس يطلقون النار على السكان الأوكران في منازلهم، يقتلون الأب والأم وينقلون الأطفال إلى داخل روسيا. ويواصل الكرملين قصف كامل أراضي أوكرانيا بالصواريخ والقنابل. في حين منع الأميركيون القوات الأوكرانية من شن هجمات في عمق روسيا.وما النتيجة التي يتوقعها من مفاوضات بوتين ترامب من دون أوكرانيا وأوروبا، قال الدكتور الملازم أول إن ترامب يفاوض بوتين، وفي الوقت عينه يصرح بأن على الأوروبيين أن يولوا الحرب الروسية الأوكرانية المزيد من الاهتمام. وإذا كانت هذه الحرب تدور في أوكرانيا وأوروبا، فكيف يمكن التفاوض على السلام من دونهما؟ وإذا كان ما يتحدث عنه ترامب وبوتين لا يناسب أوروبا وأوكرانيا، فلن يدعماه.
وبشأن التشابه في سلوك ترامب حيال أوكرانيا وقطاع غزة، قال إنه يرى تشابهاً في أن ترامب لا يغوص بالتفاصيل لا في أوكرانيا ولا في قطاع غزة، ومن دون فهم جميع التفاصيل لا يمكن التوصل إلى أي نتيجة.
وحول انعكاس سنوات الحرب على المجتمع الأوكراني، قال إن الأوكران توحدوا في الحرب من أجل حريتهم واستقلالهم ضد الإمبريالية الروسية الأخيرة في العالم، والتي لاتزال تقمع الشعوب التي تحتلها في الاتحاد الروسي.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top