"إسرائيل تضغط على واشنطن لإبقاء سوريا ضعيفة"
2025-02-28 20:25:55
قالت أربعة مصادر "مطلعة" لوكالة "رويترز" إن إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة وبلا قوة مركزية، من خلال السماح لروسيا بالاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين هناك، وذلك لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في البلاد.
وأضافت المصادر أن العلاقات التركية المتوترة في الغالب مع إسرائيل تعرضت لضغوط شديدة خلال حرب غزة، وأن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن بأن الحكام الإسلاميين الجدد في سوريا، الذين تدعمهم أنقرة، يشكلون تهديدًا لحدود إسرائيل.
وتشير هذه الضغوط إلى حملة إسرائيلية منسقة للتأثير على السياسة الأميركية في منعطف حرج بالنسبة لسوريا، حيث يحاول الإسلاميون الذين أطاحوا ببشار الأسد توطيد الاستقرار وحمل واشنطن على رفع العقوبات.
وذكرت ثلاثة مصادر أميركية وشخص آخر مطلع على الاتصالات أن إسرائيل نقلت وجهات نظرها إلى كبار المسؤولين الأميركيين خلال اجتماعات في واشنطن في شباط، واجتماعات لاحقة في إسرائيل مع ممثلين في الكونغرس الأميركي.
وقال اثنان من المصادر إن وثيقة إسرائيلية تتضمن البنود الرئيسية جرى توزيعها أيضًا على مسؤولين أميركيين كبار.
وطلبت جميع المصادر عدم ذكر اسمها نظرًا للحساسية الدبلوماسية.
وقال آرون لوند، وهو زميل في مؤسسة "سينشري إنترناشونال" البحثية ومقرها الولايات المتحدة، إن "الخوف الأكبر لدى إسرائيل هو أن تتدخل تركيا لحماية الإدارة الإسلامية الجديدة في سوريا، مما قد يفضي إلى تحولها لحماس وغيرها من الجماعات المسلّحة".
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية ولا مجلس الأمن القومي الأميركي ولا مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولا وزارة الخارجية السورية أو التركية على طلبات للتعليق بعد.
وقالت المصادر إنه لم يتضح حتى الآن مدى قبول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمقترحات إسرائيل.
ولم تتطرق الإدارة الأميركية الجديدة كثيرًا إلى الشأن السوري، مما تسبب في حالة من عدم اليقين تجاه مستقبل العقوبات المفروضة على دمشق ووضع القوات الأميركية المنتشرة في شمال شرق البلاد.
وقال لوند إن إسرائيل لديها فرصة جيدة للتأثير على الولايات المتحدة، ووصف الإدارة الأميركية الجديدة بأنها مؤيدة لإسرائيل بقوة.
وأضاف: "سوريا ليست ضمن أولويات ترامب حاليًا. لها أولوية منخفضة وهناك فراغ في السياسات يتعين ملؤه".
وشنّ الجيش الإسرائيلي، فور الإطاحة بالأسد، مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء البلاد، لضمان منع سقوط ترسانة الجيش السوري في أيدي قوات الإدارة الجديدة، كما قال.
وتوغّلت قواته إلى المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل.
ورغم تنديد الإدارة الجديدة بالتوغّل الإسرائيلي، إلا أن أي مواقف عالية النبرة لم تصدر عنها إزاء إسرائيل. وكرّر الرئيس الانتقالي أحمد الشرع مرارًا أن بلاده التي تواجه تحديات عدة لا تريد الدخول في أي صراعات جديدة مع جيرانها.
وتجري روسيا محادثات مع السلطات السورية الجديدة في محاولة للاحتفاظ بقاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية. وكانت قوات روسيا وسلاحها الجوي قد دعمت الأسد لسنوات في مواجهة المعارضة السورية.
وكالات