2025- 02 - 28   |   بحث في الموقع  
logo (بالصور) الاموال المضبوطة في مطار بيروت logo صورة مؤثرة لأضرحة شهداء عيترون.. الأرقام تحدّد القبور! logo ترامب يكشف عن جانب "مهزوز" خلال اجتماع مع ستارمر logo "إسرائيل تضغط على واشنطن لإبقاء سوريا ضعيفة" logo جلسة تحقيق على ضوء الهواتف الخلوية... هل من "تعاون مشروط" بين الحجار والبيطار بملف المرفأ؟ logo عن زيارة سلام للجنوب.. بيان من الجيش logo “رمضان” يبدأ الأحد.. بيانٌ من “الشيعي الأعلى” logo توقيف تشغيل "روبوت الذكاء الاصطناعي" بإسرائيل... وما علاقة السنوار؟
سلاف فواخرجي شريكة نظام الأسد...إلى الأبد
2025-02-28 16:25:46

لم تكن مقابلة الممثلة السورية سلاف فواخرجي الأخيرة التي تحدثت فيها عن ليلة هروبها من سوريا، سوى استعراض فج لمزيج من الكذب والتضليل والدعاية لنظام الأسد الذي سقط في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي. فبدت كالعادة، نعومة مصطنعة تعيش في فقاعة منفصلة عن الواقع، مكررة الأكاذيب والنفاق السياسي نفسه منذ العام 2011، متجاهلة آلاف القتلى والمعتقلين والمفقودين الذين ذهبوا ضحية إجرام النظام، فيما هي تواصل دعمه حتى بعد سقوطه وهروب العائلة الحاكمة وأموال السوريين المنهوبة إلى موسكو.
ولم يكن حديث فواخرجي مجرد موقف سياسي، بل هو تواطؤ مباشر مع الجلاد وتبرير لجرائم الحرب، وإعادة صياغة للوقائع وفق رواية النظام السوري، متجاوزة بذلك حدود الجهل إلى الشراكة في الجريمة. وفي استعراضها، أنكرت فواخرجي الثورة السورية ووصفتها بـ"الأحداث التخريبية"، وهو المصطلح الذي استخدمه النظام منذ بداية الانتفاضة لتبرير القمع الوحشي للمتظاهرين السلميين. وهذا الإنكار ليس سوى امتداد لنهج إعلامي مارس التزييف لعقدٍ من الزمن، مارسته سلاف في كل ظهوراتها الإعلامية منذ بداية الثورة السورية العام 2011، لكنه بات أكثر إثارة للسخرية بعد سقوط النظام وفرار رموزه، وبات يمكن تسميته خيانة عظمى للدم السوري وأرواح الضحايا وصورهم التي ملأت الفضاء الاجتماعي وأروقة منظمات حقوق الإنسان. وفواخرجي، التي تزعم أنها محبة لوطنها وتكرر الشعارات القومية الخالية من المعنى، لم تجد في نفسها الشجاعة لتسمية الأمور بمسمياتها، وتجاهلت عمداً الجرائم التي ارتكبها الأسد بحق شعبه، كما لم تكتفِ بإنكار الثورة، بل تجاوزت ذلك إلى إنكار مجازر النظام السوري، وعلى رأسها مجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد المجرم في الغوطة العام 2013، وراح ضحيتها أطفال ونساء وشباب وشيوخ، معتبرة أنها مجرد "تهويل إعلامي"، بشكل يعكس انعدام الإنسانية بشكل تام، ويتماشى مع الخطاب الروسي والإيراني الذي سعى دائماً لتبرئة النظام من أي مسؤولية عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً. بالطبع لا يحتاج المرء إلى فواخرجي من أجل تأكيد أو نفي المجزرة، لأن التقارير الدولية وشهادات الناجين تؤكد أن النظام استخدم غاز السارين ضد المدنيين، في واحدة من أبشع المجازر التي هزّت الضمير العالمي. وإنكار فواخرجي لن يقدم أو يؤخر في حقيقة وقوعها، لكنه يكشف تواطؤها فقط في التغطية عليها اليوم وفي الماضي، ويضعها في خانة مروجي الأكاذيب الذين يمكن مقاضاتهم بتهمة التستر على جرائم حرب.والأسوأ من ذلك هو أن هذه الدعاية المضللة لم تأتِ في فراغ، بل تمت عبر منبر إعلامي منحها مساحة واسعة لنشر الأكاذيب والتستر على الجرائم، ومنحها سبع ساعات من الكذب والتشويه بأسلوب النعومة المصطنعة، ونفخ الذات، والتشدق بحب الأديان ونبذ العنف، لأنها تكرس ثقافة الإفلات من العقاب وتشجع على طمس الحقيقة. وكشفت فواخرجي خلال المقابلة عن علاقتها المباشرة بماهر الأسد، شقيق رأس النظام وقائد الفرقة الرابعة، الذي يُعتبر من أكبر مجرمي الحرب في سوريا، فقالت أنها لجأت إليه فقط العام 2013 لحل "مشكلة في الوسط الفني"، من دون أن تفصح عن طبيعة هذه المشكلة. مثيرة بذلك كثيراً من علامات التعجب حول حاجة ممثلة إلى قائد عسكري مُدان بجرائم حرب لحل مشكلة شخصية؟ وما نوع النفوذ الذي كانت تملكه داخل أروقة النظام ليعطيها المجال لعرض مشكلاتها الشخصية على عائلة الأسد؟ وتفضح هذه العلاقة مدى تورط فواخرجي في المنظومة الأمنية، وتجعل منها شخصية مشبوهة، كانت على صلة مباشرة بالجلادين والمجرمين، وهو ما يضعها تحت طائلة القانون بتهمة التواطؤ مع نظام إجرامي، علماً أنها ظهرت مراراً وتكراراً مع الأسد وزوجته أسماء في لقاءات إعلامية وسياسية وشخصية على مدار السنوات.ولم تتردد فواخرجي في مهاجمة زملائها الفنانين الذين وقفوا مع الثورة، فنفت بكل برودة أعصاب أن تكون الممثلة يارا صبري تعرضت لمنع من دخول سوريا لدفن والدتها الممثلة ثناء دبسي، رغم أن الجميع يعلم الضغوط التي تعرض لها الفنانون المعارضون، ومنهم من تم تهديده علناً بالاعتقال، أو صدرت بطاقات بحث وتقص وأوامر مباشرة باعتقاله، مثل مكسيم خليل وعبد الحيكم قطيفان، علماً أن فنانة مثل فواخرجي لا يجب أن تمتلك تلك النوعية من المعلومات الأمنية أصلأً كي تتحدث بها وتكشفها وكأنها سرّ فني أو سبق صحافي.وحتى الممثلين الأموات لم يسلموا منها، فادعت بكل صفاقة أن الفنانة الراحلة مي سكاف، هي من طلبت بنفسها وطواعية أن يتم اعتقالها العالم 2011 من أمام القصر العدلي، وهو تصريح مليء بالحقد والتشفي تجاه فنانة رحلت عن هذه الدنيا وهي تدافع عن الحرية في المنافي، وبالطبع لم تشر إلى حالات فنانين اعتقلوا أو قتلوا تحت التعذيب أو اختفوا ولم يعرف مصيرهم، مثل سمر كوكش وزكي كورديللو وعدنان الزراعي.وتكشف هذه التصريحات حجم الحقد الذي تحمله فواخرجي تجاه أي شخص خرج عن طاعة النظام، كما تبرز عقليتها القمعية، فلا ترى في السوريين سوى خدَم لدى نظام الأسد الذي، بحسبها، بنى سوريا الحديثة وجلب الحضارة للشعب المتخلف، وهي تصريحات لطالما تكررت في نقد الأسديين للثورة السورية بوصفها مشروعاً "جاحداً وناكراً للجميل"، بشكل يظهر نظرة هؤلاء المشوهة لمفهوم الدولة والمواطنة، وإعجابهم الحقيقي بالديكتاتورية بوصفها تحضراً، ليس فقط في سوريا بل في كثير من دول العالم، ولا تشكل مشكلة بحد ذاتها، ما يجعل الديموقراطية مثلاً كذبة ضمن المؤامرة الغربية.ولم يقتصر نفاق فواخرجي على تمجيد الأسد، بل امتد ليشمل الدفاع عن إيران و"حزب الله"، فوصفت التدخل الإيراني في سوريا بأنه كان "لمحاربة الإرهاب"، في تكرار لرواية النظام الذي برر إدخال هذه الميليشيات الطائفية إلى سوريا تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب"، بينما يعلم الجميع أن الميليشيات الإيرانية مارست القتل والتنكيل بحق السوريين، وكانت أداة طائفية لإبقء الأسد على كرسيه وضمان الخط المفتوح عبر سوريا لإلى العراق وإيران، إضافة إلى تغيير ديموغرافية المدن السورية بحسب تقارير حقوقية وإعلامية موثقة. ويعكس ذلك مدى السقوط الأخلاقي الذي وصلت إليه فواخرجي، حيث لم تتورع عن الدفاع عن قوى احتلال مارست القتل والنهب والتعذيب بحق شعبها.وفي حديثها عن الدين، كشفت فواخرجي تناقضاً صارخاً، فهي تدعي أنها نشأت في بيت لم يُعلّمها دينها حتى الصف الثالث، وكانت تردد أنها "تنتمي إلى كل الأديان". ورغم ذلك، لم تتردد في مهاجمة المشاهد التي يظهر فيها الناس وهم يصلون في الشوارع، معتبرة أن ذلك مؤذ بصرياً، متناسية أن الميليشيات الإيرانية التي تدافع عنها جاءت إلى سوريا تحت راية الطائفية الدينية تحديداً. هذا النفاق يعكس حقيقة موقفها، فهي لا ترفض التدين بحد ذاته، بل ترفض أي تعبير ديني لا يخدم أجندة النظام.وفيما تدّعي فواخرجي أنها "محبة للناس"، كانت تواصل تلميع صورة النظام الذي اعتقل عشرات الفنانين السوريين في أقبية السجون أو أجبرهم على المنفى، أو حتى قتلهم تحت التعذيب. هذه الفنانة، التي لم تصل إلى أي مكان في مسيرتها الفنية إلا عبر منظومة المحسوبيات والفساد، بدءاً من علاقات والديها بمخرجين وفنانين أدخلوها عنوه الوسط الفني، كانت صامتة تماماً أمام الظلم الذي تعرض له زملاؤها ولم يكونوا جزءاً من منظومة التملق والولاء الأعمى.على عكس هؤلاء الفنانين الذين عانوا القمع، لم يكن لفواخرجي أن تحظى بأي مكانة في الوسط الفني لولا النظام الذي استفادت منه، وحصلت على امتيازات جعلتها في مقدمة الفنانين الموالين، رغم أنها لا تملك أي موهبة استثنائية تبرر نجاحها، وكانت تتلقى رواتبها من إحدى المؤسسات الحكومية كموظفة "شبح"، أي أنها مسجلة كموظفة لكنها لا تعمل، وهو الأسلوب التقليدي الذي تستخدمه الأنظمة الفاسدة لإرضاء الموالين.وتعتبر فواخرجي نموذجاً للفنانة التي صعدت على أكتاف المافيا الحاكمة، لتصبح مجرد أداة دعاية رخيصة في يد النظام، ولو فعلت ما فعله كثر من زملائها، مثل مي سكاف أو فدوى سليمان أو يارا صبري، ربما كانت ستجد نفسها اليوم في السجن أو في المنفى، لكنها فضلت الولاء للديكتاتور بدلاً من الولاء للحقيقة. ولهذا، لا يمكن اعتبارها ممثلة، بل متحدثة باسم الجلاد، وأداة أخرى من أدوات النظام الذي دمر سوريا وشرد شعبها.ولطالما استخدم النظام السوري الفنانين كأدوات دعاية، يدفعهم لتمجيد الأسد وتكرار أكاذيبه، لكن فواخرجي تفوقت على الجميع في الولاء الأعمى، وأصبحت من القلائل ممن لم يعتذروا ومازالوا على موقفهم من نظام الأسد حتى بعد سقوطه، إلى جانب زملائها باسم ياخور ومصطفى الخاني على سبيل المثال. وفي حين تخلى العديد من الفنانين عن تأييد النظام أو انسحبوا بصمت، بقيت فواخرجي تقاتل لفظياً من أجل تبرير جرائم حرب، متجاهلة تماماً التحولات السياسية والعسكرية التي أطاحت الأسد. ويُظهر استمرارها في أداء هذا الدور، حتى بعد سقوط النظام، أنها مقتنعة تماماً بكل ما كانت تقوم به، بعكس آخرين برروا دعايتهم للنظام بالإجبار، ما يظهر أنها ليست مجرد بيدق في يد الأسد، بل شريكة فعلية في الترويج لمنظومة القمع، ما دفعها إلى الهروب في ليلة هروب الأسد نفسه، لأنها أدركت حجم الضرر الذي تسببت فيه طوال أعوام الثورة والحرب التي عمت البلاد.ولا يمكن لهذه التصريحات الوقحة أن تمر مرور الكرام، بل يجب أن تكون دليلاً إضافياً على أن هناك شريحة من الموالين الذين يجب أن يحاكموا على تواطئهم مع القتلة، فإنكار المجازر الجماعية والتستر على مجرمي الحرب ليس مجرد موقف سياسي أو رأي شخصي، بل هو تواطؤ مباشر يمكن أن يؤدي إلى الملاحقة القانونية بحسب القوانين الدولية. فوفقاً لاتفاقية روما الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية، فإن أي شخص يشارك في التحريض على جرائم الحرب، أو يسهم في نشر الأكاذيب لتبرير جرائم ضد الإنسانية، يمكن أن يحاسب قانونياً بصفته متواطئاً ويلاحق في المحاكم الأوروبية.والتاريخ مليء بالأمثلة على كيفية محاكمة أولئك الذين دافعوا عن المجرمين أو حاولوا تبرئة ساحتهم بعد سقوط أنظمتهم. بعد الحرب العالمية الثانية، تمّت محاكمة العديد من الصحافيين والدعاة الذين عملوا لصالح النظام النازي في محاكم نورنبرغ بتهمة التحريض على الكراهية والتستر على الجرائم. وفي البوسنة، تمتم إدانة شخصيات دعمت جرائم رادوفان كاراديتش وراتكو ملاديتش، حتى لو لم تكن لهم مشاركة مباشرة في المجازر، لكن دورهم في تبرير الإبادة الجماعية لم يعفِهم من المسؤولية. أما في رواندا، فقد حوكم إعلاميون دعموا نظام "الهوتو" وساهموا في التحريض على الإبادة الجماعية العام 1994. من بينهم مسؤولون في راديو "RTLM"، الذي بث خطاب الكراهية ضد أقلية التوتسي وساعد في تنظيم عمليات القتل الجماعي.بالمقارنة مع هذه الحالات، فإن فواخرجي، التي استمرت في تبرير جرائم الأسد حتى بعد سقوطه، تُصنّف ضمن الأشخاص الذين يمكن أن تطاولهم المحاكم الدولية بوصفها متواطئة مع نظام ارتكب جرائم بحق الإنسانية وجرائم حرب موثقة، وسط حملات في وسائل التواصل تطالب بفصلها من نقابة الفنانين ورفع مذكرة بحث بحقها لدعم الإجرام وإنكار مجازر الأسد.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top