ساعات قليلة على تصريح وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس، بأن "إسرائيل حصلت على ضوء أخضر أميركي للبقاء في المنطقة العازلة في جنوب لبنان"، حتى توجه رئيس الحكومة نواف سلام إلى الجنوب في زيارة برفقة قائد الجيش بالإنابة حسان عودة وعدد من الوزراء، في جولة تشمل ثكنتي الجيش في صور ومرجعيون ومدينة الخيام. زيارة تاتي تزامناً مع التشييع الكبير لأكثر من مئة شهيد في عيترون اليوم، وعلى وقع وقفة احتجاجية قام به عدد من اهالي البلدات المدمرة أمام ثكنة صور بالتزامن مع وصول سلام بالطوافة العسكرية إلى المنطقة.
وكان قد وصل سلام إلى الجنوب عبر هليكوبتر، وعقد الوفد المرافق له لدى وصوله إلى ثكنة بنوا بركات لقاء في مكتب قيادة القطاع، وكان استقبله قائد الجيش بالإنابة اللواء حسان عودة وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن ادكار لوندوس.
سلام قال من ثكنة بركات "التحية لكل أبطال جيشنا الوطني ولشهدائه الأبرار فأنتم عنوان الشرف والتضحية والوفاء وأنتم العمود الفقري للسيادة والاستقلال"، مشيرا إلى انّ "الجيش هو المولج الدفاع عن لبنان وعليه مسؤولية الحفاظ على أمن الوطن وحماية شعبه وصون سيادته ووحدة وسلامة أراضيه".ترسيخ الاستقرارواعتبر سلام أنّ "الجيش اللبناني يقوم اليوم بواجباته بشكل كامل ويعزز انتشاره بكل إصرار وحزم من أجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة أهالينا إلى قراهم وبيوتهم"، مشيرا إلى أنّ "الحكومة ستعمل على تمكين الجيش اللبناني من خلال زيادة عديده وتجهيزه وتدريبه وتحسين أوضاعه ما يعزّز قُدراته من أجل الدفاع عن لبنان".
ورفض سلام "أي اعتداء على اليونيفيل ونؤكد العمل دون تهاون لتوقيف ومحاسبة المسؤولين عن ذلك ونحرص على القيام بكل الإجراءات لعدم تكرارها".
وقال سلام: "أود ان أعرب عن تقديري لدور اليونيفيل كقوة حفظ سلام تواجدت مع لبنان وجنوبه منذ العام 1978، وقدم عدد من عناصرها حياتهم من اجل تحقيق رسالتها. كما أشيد بتعاونها الوثيق مع الجيش والسلطات اللبنانية لتنفيذ القرار 1701، في سبيل تعزيز امن واستقرار لبنان وجنوبه".
وبعد الاجتماع في الثكنة، التقى سلام وفد بلدة الضهيرة المعتصم خارج الثكنة، حيث استمع إلى مطالب الاهالي ومعاناتهم بسبب توغل القوات الإسرائيلية إلى أراضيهم لاسيما الحي الجنوبي المدمر.التشييع الكبيرويشهد الجنوب اليوم تشييعاً مهيباً لأكثر من مئة شهيد. إذ تودع بلدة عيترون 95 شهيدا استشهدوا خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان، بالتوازي مع وادع 40 شهيدًا من عيتا الشعب. وانطلق موكب الشهداء الـ95 من أوتوستراد الزهراني باتجاه بلدتهم وسيكون له محطات استقبال وتكريم في عدد من البلدات على خط سيره.
يأتي هذا في ظل تمشيط إسرائيلي مكثّف بالأسلحة الرشاشة باتجاه أطراف بلدة عيترون قبيل تشييع الشهداء، ووسط تحليق للطيران الإسرائيلي في أجواء القطاع الشرقي في الجنوب.
وفي البقاع أيضاً، يحلق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق البقاع وصولا الى بعلبك والبقاع الشمالي. وبعد الغارات التي شهدها البقاع ليومين متتالين بأكثر من أربع غارات، اعلن الجيش الإسرائيلي هوية المستهدف في غارات الأمس على الهرمل.
وجاء في بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "هاجمت في منطقة الهرمل بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية محمد مهدي علي شاهين، وهو من حزب الله الذي أشرف على صفقات من شراء الوسائل القتالية على الحدود السورية اللبنانية منذ دخول التفاهمات بين إسرائيل ولبنان إلى حيز التنفيذ".