اعترض فريد المذهان، المعروف بلقب "قيصر"، على تصوير مسلسل تلفزيوني يحمل اسمه، ويتناول قضية المعتقلين في سوريا الأسد، ويؤدي دور البطولة فيه الممثل غسان مسعود.
وكتب المذهان الذي سرّب آلاف الصور لجثث شوّهها التعذيب في مراكز الاعتقال والسجون في سوريا، للعالم، قبل نحو عشر سنوات، عبر صفحته في "فايسبوك": "إلى جميع السوريين والسوريات، أنا أخوكم فريد المذهان، المعروف باسم قيصر، أصرح لكم بأنني لغاية هذا التاريخ لم أسمح أو أفوض كما لم أعط أي موافقة، لا شفهية ولا مكتوبة، بهدف إنتاج أي عمل إبداعي، تلفزيوني أو سينمائي يتناول قصة قيصر أو يحمل هذا الاسم".وأكمل المذهان: "قيصر هو ايقونة وجزء من تاريخ سوريا العظيمة. وأي استخدام لهذا الاسم من أعمال إبداعية سورية أم عربية أو أجنبية تقع مسؤوليته على عاتق المستخدمين".وأثار الإعلان عن المسلسل قبل أيام جدلاً واسعاً، ليس فقط بسبب مشاركة ممثلين كانوا موالين لنظام الأسد منذ العام 2011، بل أيضاً بسبب حساسية الموضوع في وقت ما زالت فيه العدالة والمحاسبة غائبتين، بينما يبقى آلاف السوريين في عداد المفقودين.والحال أن بيان قيصر المذهان، يحيل إلى تساؤل عمن يملك حقوق الملكية للقصص الخاصة بالمعتقلين في سوريا، فقصة قيصر الشخصية مثلاً من ناحية عمله مع النظام ثم انشقاقه وتسريبه آلاف الصور التي توثق عمليات التعذيب الممنهجة في البلاد، تبقى خاصة به، لكن قصصاً أخرى كالتي يرويها المسلسل تبقى عامة ربما، خصوصاً إن كانت لا تروي حكايات شخصية محددة.والمسلسل ليس الوحيد من نوعه، بل سبق أن أعلن الممثل المعارض لنظام الأسد جمال سليمان، عن مسلسل آخر من بطولته وكتابة سامر رضوان، تدور أحداثه في "سجن صيدنايا المركزي"، من دون أن يحدث الإعلان استياء مماثلاً، رغم أنه يشكل أيضاً فكرة مستفزة أيضاً. وذلك لأن مأساة مثل صيدنايا تحتاج إلى جهود حقوقية من أجل التوثيق والمحاسبة، قبل تنفيذ مسلسل درامي يحصد الأرباح من موضوع "مثير".وانشق العسكري السابق، فريد المذهان (قيصر)، بعدما جمع بين العامين 2011 و2013، نحو 55 ألف صورة توثّق وحشية الممارسات في السجون السورية إبان فترة قمع الاحتجاجات. وفي العام 2020، دخل قانون العقوبات الأميركي المعروف باسم "قيصر"، والمسمّى بناء على ما كشفه المذهان، حيز التنفيذ ليفرض سلسلة إجراءات اقتصادية ضد السلطات السورية.