اكتملت معالم العهد الجديد. وبات بإمكان حكومة الرئيس نواف سلام أن تمضي منذ اليوم لتنفيذ وعودها والايفاء بما تعهدت به أمام اللبنانيين، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي ستخوضها والعراقيل التي صاحبت فترة تعيين الرئيس وتشكيل الحكومة، على أنقاض حرب مدمرة أثقلت لبنان، وما يترتب عنها من عناوين شتى لضمان الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الاعمار من جهة، وتنفيذ الاصلاحات والممارسة السليمة للنظام من جهة ثانية.
تنطلق الحكومة للعمل وعلى رأس أولوياتها ايضاً ملف التعيينات، وكان سلام قال بالأمس "سنقوم خلال أسابيع معدودة بملء التعيينات بأشخاص ذوي كفاءة، وسنسير في إقرار اللامركزية وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية". ناهيك عن الملفين الأساسيين وهما الانتخابات البلدية هذا العام والنيابية في العام المقبل، وكلها عناوين تفرض على حكومة "الاصلاح والانقاذ" السير بها إلى برّ الامان خلال السنة والنصف المقبلة.تهنئة عونفي هذا الاطار، هنّا رئيس الجمهورية جوزاف عون الحكومة، رئيسًا وأعضاءً، على نيلها ثقة مجلس النواب، كما أعرب عن شكره للمجلس النيابي، رئيسًا وأعضاءً، على قيامهم بهذا الواجب الدستوري. عون قال: "أُثمّن ثقة النواب الذين منحوها، وأقدّر موقف الذين لم يمنحوها، إذ إن المعارضة في نظامنا الديمقراطي البرلماني تُعد حقًا وواجبًا وضرورةً ومسؤوليةً". كما نوّه عون بالمواقف الوطنية الجامعة لجهة الانفتاح على مبدأ الحوار كما على التسليم بسقف الدولة اللبنانية في القضايا الوطنية الكبرى، والتي ظهرت في سلسلة مواقف بارزة في الأيام الماضية ممّا يشكل أساساً يُبنى عليه في ورشة الإنقاذ الوطني.
كذلك، أفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة في بيان، أن الرئيس سلام تلقى برقية تهنئة من ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لمناسبة تأليف الحكومة ونيلها الثقة. وعبر ولي العهد في برقيته عن "أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لدولته، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والرقي".تطورات أمنيةأمنياً، أُفيد عن تحليق طائرة استطلاع اسرائيلية على علو متوسط فوق سهل البقاع في محيط السلسلتين الشرقية والغربية وفوق قرى غربي وشرقي بعلبك.
وكذلك تحلق طائرة استطلاع إسرائيلية نوع "أم كا" منذ الصباح، فوق منطقة حاصبيا العرقوب، ومزارع شبعا المحتلة وصولا حتى مرتفعات جبل الشيخ المشرفة على منطقة راشيا الوادي والبقاعين الشرقي والغربي واقليم التفاح وخاصة فوق تلال كفرشوبا العرقوب وشبعا المشرفة على المناطق السورية في الجهة المقابلة.
وإزاء التطورات الأمنية سُجل موقف لحزب الله على لسان نائبه حسين جشّي الذي لفت الى أنّه "أمام الدولة اللبنانية فرصة حقيقية لتؤكد عمليّاً تحملها للمسؤولية التي أخذتها على عاتقها في طرد الاحتلال من كل الأراضي اللبنانية، وإعادة إعمار ما هدمه العدو الصهيوني، وبشكل خاص قرى وبلدات الحدود مع فلسطين المحتلة، بما يحفظ حقوق المواطنين وتثبيتهم في أرضهم". واعتبر أنّ المطلوب من الحكومة "التعاطي بجدّية وحزم مع الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وأن تضع الدولتين الراعيتين لتنفيذ الاتفاق أمام مسؤولياتها، وأنّ ما قام به العدو بعد وقف إطلاق النار من تجريف وهدم في البلدات الحدودية لم يستطع أن يفعله أيام الحرب، وهذا برسم الدول الراعية للاتفاق".شكوك حيال عودة المستوطنينعلى الجانب الاخر، يومان ويحل موعد عودة المستوطنين شمالاً كما أكدت السلطات الإسرائيلية في وقت سابق. عودة غير مطمئنة بالنسبة للإسرائيليين، إذ تفيد تقارير اعلامية إسرائيلية وعلى مدار الفترة الزمنية التي رافقت اعلان وقف اطلاق النار انّ المستوطنيين ليسوا على جهوزية للعودة، محملين حكومتهم المسؤولية في ذلك. وقبل يومين من انتهاء سريان قرار الحكومة الإسرائيلية، بإجلاء عشرات الآلاف من مستوطني الشمال، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في هذا الإطار أنّ العديد من المستوطنين "لا يزالون متردّدين" بشأن العودة.