إخفاقات الشاباك تثير مطالبات بإقالة رئيسه
2025-02-27 11:55:52
مع كشف المزيد من الإخفاقات التي وقعت فيها المنظومة الأمنية للاحتلال، وما أسفر عنها من استقالات متلاحقة لكبار قادتها، والحديث المتزايد مؤخراً عن إقالة وشيكة لرئيس جهاز الأمن العام- الشاباك، رونين بار، تتزايد المطالبات الإسرائيلية بضرورة أن يكون خليفته القادم يتمتع بخبرة واسعة في العمل الاستخباراتي، مع التركيز على المجال الفلسطيني والعربي.
أفنير برنياع، الباحث في مركز دراسات الأمن القومي بجامعة حيفا، ومسؤول كبير سابق في جهاز الشاباك، أكد أنه "في السابع من أكتوبر 2023، كان من المفترض أن يتم بث مقابلة تلفزيونية مع شاشي إيليا، الرئيس المنتهية ولايته لقسم التكنولوجيا في الشاباك، وهي المقابلة التي تم بثها بعد بضعة أشهر، وزعم فيها أن الجهاز يرصد كل حركة في غزة، وأنه واثق من أن سيطرته الاستخباراتية هناك تقترب من الكمال".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، قائلاً: "نعلم ما حدث ذلك اليوم، ليتضح أن الشاباك اعتمد على الأنظمة التكنولوجية على حساب العمل الاستخباراتي الكلاسيكي، مع أن القاعدة الأولى في عمله هي التشكك، ولعل ما حصل من إخفاق الشاباك المريع أمام هجوم حماس يشرح لماذا يجب أن يكون رئيسه القادم يتمتع بخبرة واسعة في العمل الاستخباراتي، مع التركيز على المجال الفلسطيني، وليس جنرالاً خاض معارك فقط، بهدف إجراء إصلاح شامل للجهاز، وإعادة القدرات التي فقدها".
وأشار إلى أن "قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستبدال أو إقالة رئيس الشاباك يقترب تنفيذه، لأنه لن يستقيل من تلقاء نفسه، رغم تحمّله المسؤولية عن خطأ السابع من أكتوبر فور اندلاع الحرب، وبحسب التسريبات المتفرقة، فإنه يخشى تعيين شخص غير مناسب لهذا المنصب كبديل له، بزعم أنه يحمي الجهاز ظاهرياً من خطوة قد تضرّ به".
وأكد برنياع أن "الشائع بين الإسرائيليين هو تحميل المسؤولية، وإن لم تكن حصرية، لرئيس الشاباك؛ لفشله بالتحذير من هجوم حماس، لكن ظهرت حقائق جديدة تضخّم الفشل بسبب الافتقار إلى المعلومات الاستخباراتية النوعية حول حماس وقدراتها ونواياها".
ولفت إلى أن "حماس في الوقت نفسه عملت على تعزيز خططها لشنّ هجوم واسع النطاق على مستوطنات الغلاف وما وراءها، وتبيّن أن جهاز الشاباك لم يخطئ فقط في فهم الإشارات التي تشير إلى ليلة الهجوم، وبالتالي لم يحذر بشكل خاص من هجوم مفاجئ، بل لم يكن يعرف خطط الحركة ليوم الهجوم من الأساس".
وأوضح برنياع أن "السنوات الأخيرة شهدت عملاً لجهاز الشاباك دون تفكير استراتيجي عميق، وتجاهلاً لآراء العديد من كبار مسؤوليها، حين أعطى الأولوية القصوى للاستخبارات التكنولوجية، وأصبحت من اختصاص كل شيء، وأصبح الذكاء البشري في مرتبة ثانوية من حيث الأولوية. وأدى الاعتماد غير المتناسب على التكنولوجيا لمنح الجهاز وكبار مسؤوليه ثقة مفرطة بأن حماس غير قادرة على المفاجأة".
وختم بالقول إن "انهيار المفهوم الراسخ لدى الشاباك المتمثل بأن حماس مردوعة تبين لاحقاً أنه تقييم لا أساس له من الصحة، ومتغطرس، وبعيد كل البعد عن نتاج العمل الاستخباراتي".
وكالات