استأنف مجلس النواب مساء جلسة مناقشة البيان الوزاريّ وإعطاء الثقة لحكومة الرئيس نواف سلام، على أن تستكمل المناقشات وتنال الحكومة الثقة، حيث سيرد رئيس الحكومة نواف سلام على مداخلات النواب التي تناولت مواضيع شتى.
وفي هذه الجلسة المسائية، سيعطى كل نائب سبع دقائق للمداخلة لإنهاء الجلسة التي شهدت انسحاب نواب التيار الوطني الحر منها، بعدما طلب النائب جورج عطالله الكلام، فرد عليه الرئيس نبيه بري أن النائب جبران باسيل تحدث نصف ساعة بالأمس، فاحتج نواب كتلة "لبنان القوي" وانسحبوا من الجلسة. أمّا محصلة الجلسة الصباحية فكانت بمنح أكثرية النواب الثقة للحكومة، فيما حجبها نواب كتلة لبنان القوي والنائبة سينتيا زرازير.يحيىوالبداية كانت مع النائب محمد يحيى الذي استهل كلمته بالتأكيد على أنّ "عكار تحتاج إلى دعم الدولة على كافة المستويات"، مشدداً على "أهمية حماية أمن البلاد وحدودها، مؤكداً أن الدولة هي المسؤولة عن ذلك. كما دعا إلى الالتزام الكامل بالقرار الـ1701 وتطبيق اتفاق الطائف بكافة بنوده".
كما تحدث عن أهمية وتيرة العمل وصفاء النية والإرادة الجامعة لأعضاء الحكومة، داعياً إلى تفعيل الجباية وتحسين أوضاع رواتب القطاع العام والقوى الأمنية والعسكرية، خصوصاً الجيش، بالإضافة إلى ضرورة إعادة هيكلة القطاع المصرفي وإعادة الودائع. وقال "انسجاماً مع خطاب القسم والبيان الوزاري أمنح الحكومة الثقة".بدرمن جهته، توجه النائب نبيل بدر بحدّة إلى الرئيس سلام قائلاً: "لا تمتلك تمثيلاً نيابياً مبهراً يخولك اختصار المكون السنّي بشخصك". وعليه لم يمنح الحكومة الثقة، قائلاً "سنواكب عمل الحكومة ولن نمنحها الثقة".
وأشار بدر إلى أن "ما كنّا نطمح إليه لم يتحقق وهنيئاً لنا حكومة الأحزاب التي أتت ضمن المصالح الحزبية وعدم وجود العدالة بالتمثيل، من حيث تجاهل بعض المكونات، في حين أن تشكيلها تم من خلال الاستنسابية". واعتبر بدر أنّه "تم تجاهل مكونات واختصار مكون أساسي في البلد بشخص رئيس الحكومة، والتغاضي عن حق العاصمة بيروت في التوزير".الصمدالنائب جهاد الصمد، قال: "سأبدأ من حيث كان يجب أن أنتهي بأن أمنح الثقة لحكومة الإصلاح والإنقاذ"، لافتاً إلى أن "إعادة الإعمار يحتاج إلى حشد دعم عربي ودولي". وأكد الصمد، أن "المطلوب التضامن الوطني في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي وتحرير الأرض والأسرى وإعادة الإعمار. ولا يكون ذلك إلا من خلال وحدة وطنية". وقال "أقترح إضافة كلمة "حق لبنان بالدفاع عن النفس" في البيان الوزاري". الصمد اعتبر انّ "الإصلاح المالي والنقدي لا يستقيم من دون إصلاحٍ سياسي"، داعياً لـ"لإعادة هيكلة المصارف تمهيداً للنهوض الإقتصادي". الجميّلوفي كلمته قال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، إنّه استذكر في يوم تشييع السيد حسن نصرالله "محطات تاريخية مرّ بها لبنان، منها تشييع الرئيس بشير الجميل وتشييع الرئيس رفيق الحريري وبنهاية النهار اتخذت القرار بأنني لن اتكلم عن البيان الوزاري اليوم، لان هناك ما هو أهم". وقال "لبنان خرج من زلزال كبير. فلبنان مدمر ولدينا آلاف الشهداء وسط بلد يواجه الإفلاس"، وتابع " المطلوب منا كمجلس نيابي بالشراكة مع الحكومة ورئيس الجمهورية أن نقف وقفة تأمل وألا نقوم بطي الصفحة الماضية وكأن شيئاً لم يكن... هناك انقسام داخل لبنان وحالة قهر عند جزء كبير من الناس".
وأشار إلى أنّ البيان الوزاري جيّد ونتمنى إنجاز ما تيسر منه، وسأل: "هل الجميع مستعد لفتح صفحة جديدة تسمى القصة اللبنانية"؟ معتبراً أنّه "لا يمكن أن نفتح صفحة جديدة بتاريخ لبنان إن لم يكن هناك مساواة بين اللبنانيين. والأساس يبدأ من ألا يكون لدى أي طرف سلاح. فوجود السلاح هو تعدٍ على حرية الآخر"، مطالباً "بإقامة حوار مصارحة ومصالحة في لبنان".
ولفت الجميل، إلى أننا "لدينا ملء الثقة بهذه الحكومة بفتح صفحة جديدة بتاريخ لبنان، والبيان الوزاري هو الأفضل منذ 30 سنة حتى اليوم. ونتمنى لكم وللرئيس عون كل التوفيق بمهمتكم الشاقة وسنمنح ككتائب الثقة".