دعم أميركي غامض: أوروبا تجتمع لإنقاذ أوكرانيا عبر ترامب!
2025-02-26 15:25:53
في ظل الاضطراب الذي أصاب التحالف عبر الأطلسي، بدأ الزعماء الأوروبيون هذا الأسبوع جهودًا دبلوماسية متواصلة لإنقاذ ما تبقى من هذا التحالف التاريخي، وتحقيق محاولة لإعادة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى المسار الصحيح بشأن الأزمة الأوكرانية.
في 24 شباط، توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى واشنطن في مسعى دبلوماسي قبل ثلاثة أيام من زيارة رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر. وقد قضى ماكرون ثلاث ساعات مع الرئيس الأميركي، وأعلن بعد اللقاء عن "خطوات جوهرية" تم اتخاذها نحو توافق جديد.
ورغم تفاوت وجهات النظر بين الطرفين، حيث يعتبر الرئيس ماكرون مع زملائه الزعماء الأوروبيين أن أمن أوكرانيا في مواجهة التوسع الروسي يعد أمرًا بالغ الأهمية، إلا أن المحادثات بين الطرفين شهدت خلافات حادة. ففي حين اعتبر ماكرون، الذي وقف إلى جانب مضيفه الأميركي في البيت الأبيض، أن "السلام لا ينبغي أن يعني استسلام أوكرانيا"، وصف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "دكتاتور"، وهو ما لاقى استنكارًا واسعًا.
وفي الوقت الذي كان فيه ماكرون يطالب بإيجاد حل يضمن أمن أوكرانيا، رفض ترامب بشكل قاطع وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ "الدكتاتور"، قائلًا: "أنا لا أستخدم هذه الكلمات باستخفاف". ومع ذلك، أبدى الرئيس الأميركي موافقته، ضمنيًا، على شكل من أشكال "الدعم" الأميركي لأي نشر محتمل للقوات الأوروبية في المستقبل للمساعدة في الحفاظ على السلام في أوكرانيا، في خطوة اعتبرها ماكرون بمثابة "نقطة تحول".
ورغم غموض هذا الدعم الأميركي المحتمل، الذي لم يُوضح بدقة شكله، فإن ماكرون أعلن عن تفاؤله الحذر، مشيرًا إلى أن ترامب لم يصحح كلامه بشأن "نقاط التحول" خلال المحادثات.
على مدار الأسابيع الأخيرة، ناقشت كل من فرنسا وبريطانيا سبل تشكيل تحالف من قوات حفظ السلام الأوروبية والحليفة، والتي من المتوقع أن يتم نشرها في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام مقبول في أوكرانيا. ويعكف الزعماء الأوروبيون على تطوير ضمانات أمنية أوروبية ضد التوسع الروسي في المستقبل، ولكن يظل هذا التحرك غير قابل للتحقيق إلا بدعم عسكري واستخباراتي أميركي.
ووفقًا لتقرير المجلة، هناك مؤشرات على أن ترامب قد يكون منفتحًا على فكرة نشر قوات حفظ السلام الأوروبية في أوكرانيا، خاصة إذا كان هذا جزءًا من صفقة أكبر مع أوكرانيا تشمل المعادن النادرة. كما أشار إلى أن بوتين، رغم تصريحاته العلنية، قد يقبل في النهاية وجود قوات حفظ السلام الأوروبية في أوكرانيا.
وأكد الرئيس الفرنسي في تصريحاته أنه لن يتم إرسال أي قوات أوروبية إلى الخطوط الأمامية أو إلى ساحة القتال، ولكن وجود مثل هذه القوات سيكون حيويًا لتقديم "الطمأنينة" لأوكرانيا وضمان "احترام السلام"، في إطار تعزيز الدفاع الأوروبي الذاتي.
ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الخطوات البطيئة التي تم اتخاذها ستسفر عن تغييرات جوهرية على أرض الواقع. وكان الرئيس الأميركي قد تبنى لهجة أكثر تحفظًا في مؤتمره الصحافي مع ماكرون، بينما عمل ماكرون على مدح مضيفه الأميركي. لكن، في اليوم نفسه، فاجأت أميركا حلفاءها بالتصويت ضد قرار الأمم المتحدة الذي أدان غزو روسيا لأوكرانيا، ما أثار تساؤلات حول التوجه الأميركي المستقبلي.
في هذا السياق، ومع التوترات المتزايدة في أوروبا وتداعيات الأزمة الأوكرانية، يتخذ الأوروبيون خطوات جادة لإعادة بناء نظامهم الأمني على أسس جديدة. في وقت سابق، كان الرئيس ماكرون قد أبدى تحيزًا لدبلوماسية أحادية الجانب، لكن هذه المرة أظهر استجابة أكثر حذرًا، حيث تحدث إلى أكثر من 30 من الزعماء الأوروبيين قبل زيارته إلى واشنطن، وعمل عن كثب مع بريطانيا على خطط أمنية مشتركة.
كما أشار مجتبى رحمن، المدير الإداري لأوروبا في مجموعة أوراسيا، إلى أن الدفع باتجاه دعم أميركي لقوات حفظ السلام الأوروبية رغم كونه ضمنيًا، يمثل خطوة مهمة نحو التوصل إلى اتفاق حول آليات دبلوماسية وأمنية في المنطقة.
ويتوقع أن تشكل زيارة رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، الاختبار التالي لتقييم ما إذا كان هناك مزيد من التطور في هذا الحوار الأوروبي-الأميركي حول أوكرانيا.
وكالات