شهدت مدينة طرابلس اللبنانية، يوم الخميس 22 فبراير 2025، فعالية ثقافية مميزة نظمتها سفارة بنغلادش في لبنان بالتعاون مع مركز إيليت للثقافة والتعليم، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم ويوم الشهداء في بنغلادش.
أقيمت الفعالية في مقر مركز إيليت، وحضرها حشد من الشخصيات الرسمية والثقافية والإعلامية، تقدمهم القائم بالأعمال في سفارة بنغلادش السيد محمد أنور حسين وعقيلته السيدة ميمونة حسين، والنائب أشرف ريفي، ورئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، والنائب السابق الدكتور رامي فنج، والرئيس السابق لبلدية الميناء عبد القادر علم الدين، والنقيب منذر كبارة، رئيس مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق د. سابا زريق ، رئيس مجلس الأمناء في منظمة أفريقيا المتحدة للتنمية د. محمد سلطان، البروفسور بسام لحود، ورئيسة مركز إيليت الأستاذة إيمان درنيقة الكمالي والسيد عامر الكمالي، بالإضافة إلى عدد كبير من الأساتذة الجامعيين والإعلاميين والقضاة والمحامين والمهتمين بالشأن الثقافي. كما حضر الفعالية القائم بأعمال سفارة الفلبين د. مارك جوشوا بي بونس، والسكرتير الأول في سفارة جمهورية أذربيجان السيد فرهاد غولوزادي.
تضمنت الفعالية فقرات ثقافية متنوعة عكست غنى الثقافة البنغلاديشية، حيث قدمت السيدة ميمونة حسين من سفارة بنغلاديش فقرات الاحتفال، مستهلةً البرنامج بالنشيدين الوطنيين اللبناني والبنغالي، تلاهما دقيقة صمت على أرواح شهداء اللغة في بنغلاديش، الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن حقهم في استخدام لغتهم الأم.
بعد ذلك، قامت السيدة ميمونة بقراءة خطاب رئيس الحكومة بالانابة، ثم تم عرض مجموعة من الفيديوهات والأغاني التي جسدت أهمية الحفاظ على اللغة الأم.
درنيقة
في كلمتها الافتتاحية، رحبت رئيسة مركز إيليت، إيمان درنيقة الكمالي، بالحضور، معربة عن تقديرها للتعاون مع سفارة بنغلاديش في تنظيم هذه الفعالية.
واستعرضت درنيقة قصة نضال الشعب البنغالي من أجل لغته الأم، مشيرة إلى أن “اللغة هي روح الأمة”، وأنها ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي الوطن الروحي والإرث الثقافي. وأضافت: “في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، وهو يناضل ليستعيد عافيته وسيادته، فلنعلم أن هناك في زمان ومكان آخر في العالم فرسانًا من نوع آخر، رابطوا بسلاح آخر وهو “الترسانة الثقافية” على جبهة مختلفة، وهي جبهة المحافظة على اللغة الأم.”
وأشارت الكمالي إلى اعتزازها باللغة العربية، قائلة: “ويكفينا فخرًا، أن تكون لغتنا العربية لغة القرآن الكريم، وأن يكون أجدادنا الفينيقيون روادًا في مجال الكتابة والحضارة، هم الذين حملوا الحرف إلى العالم، ليقدموا الأبجدية التي شكلت أساسًا للعديد من اللغات التي نتحدث بها اليوم.”
ودعت الكمالي إلى تعزيز قيم الانفتاح والتسامح واحترام الآخر المختلف، وجعل هذا اليوم مناسبة لرفع راية “اللغة الأم” خفاقة في سماء الوطن، لتحقيق “الوحدة في التنوع”.
ريفي
أشاد النائب أشرف ريفي، ضيف الشرف في هذه المناسبة، بالجهود الكبيرة التي بذلت لتنظيم هذه الفعالية الثقافية المميزة. وأعرب عن إعجابه بنشاط الدكتورة درنيقة الذي يعكس الأناقة والاحترافية، ويخطف الأنظار بمحتواه القيّم، لافتًا إلى ” أنها تأخذنا في رحلات استكشافية إلى حضارات وبلدان متنوعة عبر الشرق والغرب والشمال والجنوب، مما يفتح أمامنا أبوابًا ثقافية وتاريخية جديدة.
وأشار إلى أن ما نكتشفه اليوم عن اللغة البنغالية، التي أصبحت لغة رسمية بعد نضال طويل، يعكس نضال الشعوب من أجل الحفاظ على هوياتها الوطنية. وأضاف قائلاً: “نحن جميعًا نكافح من أجل فرض وجودنا، تمامًا كما تناضل الدولة الفلسطينية لتحقيق سيادتها. وفي لبنان، نؤكد تمسكنا بسيادتنا وحفاظنا على هويتنا”.
حسين
استهل القائم بالأعمال في سفارة بنغلادش محمد أنور حسين كلمته بالإشادة بأرواح الشهداء البنغاليين الذين ضحوا من أجل حق استخدام لغتهم الأم، مؤكدًا على أن حركتهم اللغوية ساهمت في ولادة دولة بنغلاديش.
وأعرب عن إعجابه الشديد بمدينة طرابلس، واصفًا إياها بأنها “مدينة الثقافة في لبنان، مدينة العلم والعلماء، مدينة العيش الواحد ، وأكد أن أهلها يتمتعون بقيم الكرم والحب، وأنه يشعر فيها بالحب والدفء وكأنه في وطن وبين عائلته”.
وأشاد حسين بدور مركز إيليت للثقافة في طرابلس، في تنظيم هذا اللقاء، مشيرًا إلى أن “المركز يعتبر جسرًا نحو العالمية، بفضل ادارة ررئيسته السيدة إيمان درنيقة الكمالي التي تسعى الى تعزيز التبادل الثقافي بين لبنان والعالم، وتؤمن بأن المعرفة هي مفتاح التفاهم والسلام”.
كما أكّد على أهمية التعليم باللغة الأم، مشيرًا إلى أن أن “موضوع اليوم العالمي للغة الأم في عام 2025 هو “جعل اللغات ذات قيمة للتنمية المستدامة”، وأن هذا الموضوع يسلط الضوء على أهمية تنفيذ سياسات وممارسات التعليم كركيزة لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والذي يدعو إلى التعليم الشامل والعالي الجودة والتعلم مدى الحياة للجميع”.
وًختم كلمته مشيرًا إلى “أن اليوم العالمي للغة الأم يهدف إلى تعزيز التنوع اللغوي وحماية اللغات المهددة بالانقراض، داعيًا إلى تكريم اللغات التي تربطنا بجذورنا وتثري حياتنا” .
وفي ختام الحفل، قام القائم بالأعمال بتقديم دروع تكريمية لرئيسة مركز إيليت، إيمان درنيقة الكمالي، وللنائب أشرف ريفي، ورئيسي بلديتي طرابلس والميناء، تقديرًا لجهودهم في دعم الفعاليات الثقافية. كما قدمت رئيسة المركز مجسمًا لساعة التل الأثرية هديةً لسفارة بنغلاديش، تعبيرًا عن التقدير والامتنان.
وقد تم توزيع العديد من الهدايا التذكارية على الحضور، تعبيرًا عن الشكر والتقدير لمشاركتهم في هذه المناسبة الثقافية المميزة.
وتلى الاحتفال معرضٌ حرفيٌّ وعرضٌ للكتب واللوحات التي تجسد مسيرة النضال البنغالي من أجل اللغة الأم، مما أتاح للحضور فرصة التعرف عن كثب على جوانب مختلفة من الثقافة البنغالية.
وفي أجواءٍ من الألفة والمودة، استمتع الحضور بتذوق المأكولات والحلويات البنغالية التقليدية، التي أضفت على الاحتفال نكهةً خاصةً ومميزةً.