فخامة "الرئيسة"
2025-02-26 07:25:49
بشكلٍ غير مسبوق، أجرت السيدة الأولى نعمت عون إتصالات تهنئة شملت الوزراء الجدد المعينين في الحكومة، حملت إسم "رئاسة الجمهورية".الدخول اليوم إلى حرم السفارة السورية في اليرزة مختلف تماماً عن سنواتٍ مضت. أعلام "الثورة" التي كانت محظورة لسنوات أضحت شعاراً رسمياً للدولة وترفرف في كل مكان. لقد إنتشرت في أماكن كثيرة، ربما بعضها استحدث مؤخراً، ولربما تريد الدولة الجديدة أن تعطي الزائر إنطباعاً "أننا موجودون".على أهمية هذا التطوّر الهائل في أبعاده السياسية، هناك من يتجاهل أو يتعمّد تجاهل السفارة السورية، وليس الأمر محصور بالمواطنين السوريين المتواجدين في لبنان سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية، حتى أن بعضهم مثلاً يجهل أن في لبنان سفارة لبلادهم! الموضوع يتصل أيضاً باللبنانيين أصحاب نظرة "العلاقة السورية من دولة إلى دولة مع سوريا".الصرح الواسع الذي أنشأ عند سفح تلّة وفق الطراز الدمشقي القديم، يفتقد إلى الزيارات ذات الطابع السياسي، أو التواصل الاجتماعي حتى، من جانب الشخصيات اللبنانية أو سواها، ويكاد ينحصر دور السفارة هنا في متابعة بعض الملفات القنصلية او المشاركة في زيارات سياسية ضمن "السلك الدبلوماسي العربي"، حتى مع غدو سقوط نظام آل الأسد أمراً واقعاً. وحده رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري من تجرأ على كسر "البروتوكول"، وأرسل إلى دمشق، منذ يومين، وعبر سفارتها في بيروت، برقية تهنئة للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع مباركاً توليه سدة الحكم في سوريا وايضاً لانتصار الثورة، متمنياً له النجاح. ويبدو أن الحريري الذي تصرّف كرجل دولة فعلاً انتظر عودته إلى بيروت كي يبادر لارسال البرقية، متقصداً أن يتم ذلك من خلال الآلية الطبيعية التي وافق عليها لبنان، اي عبر السفارة، مكرساً هذه الاخيرة ممثلاً سياسياً وممراً إجبارياً وناظماً للعلاقة الطبيعية بين دمشق وبيروت، ليكون هذا التواصل الأول من نوعه الذي يحصل بين الحريري والشرع، وايضاً الآلية الأولى من نوعها التي يتم عبرها التواصل بين شخصية سياسية رسمية سابقة (أو حالية) ودمشق. من زاوية ثانية يستمر اللبنانيون والسياسيون هنا تجاهل وجود سفارة سورية في بلادهم. ومن زاوية ثانية يستمر اللبنانيون بتجاهل وجود السفارة. كافة الوفود التي انتقلت الى زيارات في دمشق لم تكر عبر السفارة، رغم انها الممثل الشرعي الذي ارادوه اللبنانيون ناطما للعلاقة مع دمشق وليس المقارز والمخافر الامنية، التي كان اول ما قامت به السفارة هنا بعد انتهار نظام ال الاسد أن اقفلوها وطلبوا من عناصرها المغادرة في اسرع وقت.هذه العقدة ازليت، حتى مع انتهاء عهد الوصاية السورية على لبنان عام 2005، كان وما زال التعاطي بين الشخصيات اللبنانية والسفارة يقوم على الفكرة الامنية. يقول دبلوماسي، ان الملحق الثقاقي (وهو يالمناسبة الملحق الامني) يستقبل شخصيات اكثر ممازيستقبل السفير شخصيات، بلدان المفرزة الامنية داخل السفارة تحولت الى وكر نجسس على السفير وعلى فريق السفارة، وهو ما كان يعلموه اللبنانيون جيداً، ولربما كان ذلك سبب زيارتهم.
وكالات