إيران: نظرة إلى أوكرانيا تكشف ما ينتظر من يُفاوض أميركا
2025-02-25 21:55:46
انتقد مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الرئيس السابق لاستخبارات الحرس الثوري، حسين طائب، خلال ندوة ثقافية وفنية للحرس الثوري في مدينة قزوين شمالي إيران، اليوم الثلاثاء، الداعين إلى التفاوض مع الولايات المتحدة، محذرًا من أن الوضع قد يصبح مشابهًا لما يحدث في أوكرانيا نتيجة تبني هذا التوجه في إيران.
وقال طائب: "الذين يقدمون اليوم صورة جميلة عن التفاوض مع أميركا، عليهم أن ينظروا إلى وضع أوكرانيا".
وتابع: "لجأ الأوكرانيون إلى الولايات المتحدة، ورغم سقوط آلاف القتلى والجرحى، باتوا مدينين لواشنطن".
كما أشار مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني إلى الوضع الداخلي في الولايات المتحدة، قائلاً: "(الرئيس دونالد) ترامب يعترف بأن أميركا في حالة انهيار"، على حد قوله.
وواصل طائب: "كان الأعداء يهدفون إلى إضعاف إيران والمقاومة بحلول عام 2024 من خلال خلق حرب هجينة".
وأردف قائلاً: "قام الأعداء بتسليح أوكرانيا وتايوان لمهاجمة روسيا والصين، لكن الأوضاع الحالية تظهر اتجاهًا تنازليًا لهذه السياسات".
طائب هو أحد الشخصيات الأمنية البارزة في إيران، وكان الرئيس السابق لمنظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني، حيث شغل لسنوات مناصب عليا في الأجهزة الاستخباراتية والأمنية. يُعرف بأنه من المقربين إلى مجتبى خامنئي، نجل المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي يُعتبر أحد أبرز المرشحين لخلافة والده.
برز نفوذ طائب داخل هيكل السلطة، لا سيما في المجالات الاستخباراتية والأمنية، إلا أنه أُقيل من رئاسة استخبارات الحرس الثوري في تموز 2022. رغم ذلك، لا يزال يشغل منصب مستشار القائد العام للحرس الثوري، ويرى بعض المحللين أن إقالته جاءت نتيجة الإخفاقات الاستخباراتية في مواجهة العمليات الإسرائيلية داخل إيران.
وخلال الشهرين الأخيرين، دعا بعض المسؤولين والشخصيات السياسية في إيران إلى التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة. في أيلول 2024، صرّح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأنه إذا أظهرت واشنطن حسن نية، فمن الممكن إجراء مفاوضات مباشرة.
وقال بزشكيان: "ليس لدينا عداوة مع أميركا، وعليهم إنهاء عدائهم لنا عبر إثبات حسن نيتهم بالأفعال".
ويرى المراقبون أن الرئيس الإيراني لا يمكنه إرسال الضوء الأخضر إلى واشنطن دون التنسيق مع المرشد الإيراني. إلا أنه بعدما فرضت إدارة ترامب الجديدة أول حزمة عقوبات ووضعت شروطًا مشددة لاستئناف المفاوضات، تراجع المسؤولون الإيرانيون عن تصريحاتهم المتفائلة.
إلى ذلك، أعلن المرشد الإيراني خامنئي في 8 شباط رفضه القاطع للتفاوض مع الولايات المتحدة، قائلًا: "التفاوض مع أميركا لن يكون له أي تأثير في حل مشاكل البلاد".
وأكد أنه، بالإشارة إلى "التجارب السابقة" للمفاوضات مع واشنطن، فإن "التفاوض مع مثل هذه الدولة أمر غير عقلاني، وغير حكيم، وغير شريف".
وقبيل ذلك، صرح ترامب قائلاً: "الإيرانيون مذعورون، وسيأتون إلى طاولة التفاوض".
ويعكس هذا الأمر التباين في المواقف خلال النقاشات المستمرة في الأوساط السياسية الإيرانية حول كيفية التعامل مع الولايات المتحدة لإيجاد سبل ممكنة لرفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد.
وكالات