سبعة شُبّان سيُحالون للقضاء العسكريّ لمحاكمتهم تباعًا، بعد أن اعترفوا خلال التحقيقات الأوليّة التي أجرتها الأجهزة الأمنية، أنهم اعتدوا وكسّروا ورموا الأحجار وأحرقوا آلية قوات الطوارئ الدوليّة العاملة في جنوب لبنان، اليونيفيل، على طريق المطار الدوليّ، مساء الرابع عاشر من شباط الجاري، احتجاجًا على قرار رفض استقبال طائرة مدنية آتية من إيران.
وكانت مجموعة من الشبان قد اعتدت على موكب نائب قائد اليونيفيل، الذي يضم ثلاث آليات تابعة لليونيفيل، أثناء مروره على طريق مطار رفيق الحريري الدوليّ، وقامت بإقفال الطريق وإحراق الإطارات ورمي الأحجار، اعتراضًا على قرار الدولة اللبنانيّة بمنع طائرة إيرانية من المجيء إلى لبنان بسبب التهديدات الإسرائيليّة بقصفها.القبض على المرتكبينواستنكرت جهات رسميّة لبنانيّة هذا الاعتداء، وبعد أن أعطى وزير الداخليّة، أحمد الحجار، توجيهاته باتخاذ إجراءات عاجلة، وتحديد هوية الفاعلين وإحالتهم للقضاء المختص، خصوصًا بعدما اعتبرت اليونيفيل في بيانها "أن هذا الاعتداء يرقى إلى جرائم الحرب"، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أكثر من 30 شخصًا وأخضعتهم للتحقيق، وتوصلت التحقيقات إلى التعرف على هُويات حوالى 11 شخصًا، تبيّن أنهم اعتدوا بشكل مباشر على قوات اليونيفيل وأحرقوا آليتهم ورموها بالحجارة.
وحسب مصادر قضائية لـ"المدن": "أوقفت مخابرات الجيش أكثر من 30 شخصًا واستجوبتهم، بإشارة من القضاء اللبناني، وقد أخلي سبيلهم تباعًا بعدما تبيّن عدم مسؤوليتهم في الاعتداء على عناصر اليونيفيل. وتابعت المصادر تقول إن التحقيقات توصلت إلى معرفة هويات كلّ من قام بتنفيذ الاعتداء، وهم 11 شخصًا، جرى توقيف 7 منهم، وهناك 4 أشخاص تواروا عن الأنظار، تحاول الأجهزة الأمنية تكثيف عملها لإلقاء القبض عليهم".
وتشير المصادر إلى أن الأشخاص الذين جرى توقيفهم في الأيام الأولى بعد أعمال الشغب، يحملون الجنسيتين اللبنانية والسوريّة، أما الأشخاص الذين جرى التأكد من مسؤوليتهم في إحراق آلية اليونيفيل والاعتداء على العناصر، فيحملون الجنسية اللبنانيّة.عقوبة السجن!وخلال الساعات المقبلة، ستحول محاضر التحقيقات الأولية التي أجرتها مخابرات الجيش اللبناني إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي بإشارة من المدعي العام التمييزي، القاضي جمال الحجار، استعدادًا للادعاء عليهم ومحاكمتهم. وحسب المصادر القضائية فإن إحراق آلية اليونيفيل والاعتداء على العناصر المتواجدة بداخلها هي جناية، ومن الممكن أن يتم الادعاء عليهم بتشكيل عصابة أشرار، مما يعني أن العقوبة لا تقل عن السجن 3 سنوات. وتضيف المصادر إلى أنه ومن بين الموقوفين هناك اثنان قاصران، اعترف أحدهما برميه القنابل الحارقة "المولوتوف" على آلية اليونيفيل ما أدى إلى إصابة عنصرين من اليونفيل، أحدهما قائد القوات، اللواء النيبالي كوهكال.