شهدت محافظات الجنوب السوري، اليوم الثلاثاء، مظاهرات غاضبة أكدت رفضها لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشددةً على الهوية الوطنية ووحدة استقرار سوريا، فيما نظم ناشطون وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة في العاصمة دمشق، للمطالبة بالالتزام الكامل باتفاقية 1974، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة العازلة.
السويداء
وخرج آلاف السوريين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، تلبية لدعوة ناشطين وسياسيين من مختلف المكونات السورية، وذلك للتعبير عن رفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري، رداً على تصريحات نتنياهو.
ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد على رفض تقسيم سوريا، أو أي مشاريع انفصالية من هذا القبيل، مشددين على وحدة الأراضي السورية، ومركزيتها المتمثلة بالعاصمة دمشق، وذلك بمشاركة مجموعة كبيرة من وجهاء المحافظة.
ونادى المحتجون في هتافاتهم لوحدة سوريا، ووحدة الشعب السوري بجميع مكوناته، كما هتفوا ضد نتنياهو وإسرائيل، مشددين على أن تصريحاته مرفوضة بالمطلق من قبل أبناء المحافظة. وشددوا على أن السويداء لن تكون الخنجر الإسرائيلي المسموم بظهر سوريا.
ريف دمشق
وفي مدينة درعا، خرج آلاف المحتجين في ساحة 18 آذار، للتعبير عن التنديد الشديد بالتصريحات الإسرائيلية، شارك فيها جرحى من مقاتلي المعارض، تأكيداً منهم على أن جراحهم لن تمنعهم من الدفاع عن وحدة سوريا.
ورفع المتظاهرون لافتات خطّوا عليها عبارات من قبيل "سوريا حرة موحدة، لا للتقسيم"، "تسقط إسرائيل ولن يسقط الجنوب السوري".
وطالب المتظاهرون التزام الاحتلال الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار المعلن عنه عام 1974، برعاية الأمم المتحدة، وإيقاف الانتهاكات من قبل قوات الاحتـلال، وخروجها من كامل الأراضي السورية دون أي شروط، مؤكدين أن مشروع التقسيم لن يمر إلا على جثث أبناء الجنوب السوري.
وإلى جانب التظاهرة المركزية في درعا المدينة، خرج المئات في تظاهرات حملت نفس الشعرات في عدة قرى ومدن في ريف المحافظة، وذلك لليوم الثاني على التوالي.
وقفة في دمشق
في الموازاة، نظم عشرات الناشطين السياسيين وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة في حي المزة فيلات غربية، غرب دمشق، "رفضاً للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، في ظل استغلال الاحتلال لتحرر سوريا من نظام بشار الأسد الديكتاتوري، وتوغله المستمر داخل الأراضي السورية، مما يشكل خرقًا لقرار فض الاشتباك لعام 1974".
وطالبت الوقفة "بالالتزام الكامل باتفاقية 1974، وانسحاب جميع القوات غير الشرعية من الأراضي السورية دون شروط، تأكيدًا على أن الحقوق الوطنية لا تسقط بالتقادم، وأن صوت الشعب هو الوسيلة الأقوى للدفاع عنها".
كما دعوا الجميع للمشاركة والتضامن من أجل سيادة سوريا ووحدة أراضيها، تحت شعار: "كونوا صوت الحق... كونوا مع سوريا!".
كذلك، خرج العشرات من أبناء مدينة زاكية في ريف دمشق الجنوبي، للتعبير عن رفض أي مشاريع من شأنها سلخهم كأبناء الجنوب، عن باقي التراب السوري، مهما كانت الأسباب، رافعين شعارات مناهضة للاحتلال، كما طالبوا بانسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة العازلة وكامل الجغرافيا السورية.