استبعدت طهران احتمال إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن حول برنامجها النووي، فيما ذكرت تقارير إعلامية غربية أن إيران رفعت التأهب في محيط مواقعها النووية في ظل مخاوف من ضربة إسرائيلية.
وقال وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي يزور طهران، إنه "لن تكون هناك إمكانية لإجراء مفاوضات مباشرة بيننا وبين الولايات المتحدة بشأن الملف النووي طالما أن سياسة الضغوط القصوى مفروضة بهذه الطريقة" على إيران، في إشارة إلى نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتشدد حيالها.
وفي ما يتعلق بسوريا، قال عراقجي إن "موقفنا من الملف السوري متقارب مع روسيا"، مضيفاً "إيران تؤكد على أهمية وحدة الأراضي السورية وسيادتها وازدهارها واحترام حق تقرير المصير لشعبها، وستدعم السلام والاستقرار في هذا البلد".
تأهب إيراني
في غضون ذلك، أفادت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن إيران، وضعت أنظمة الدفاع حول مواقعها النووية في حالة تأهب قصوى وسط مخاوف من هجوم محتمل من إسرائيل والولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين حكوميين رفيعي المستوى، قولهما إن إيران عززت الدفاعات حول مواقعها النووية والصاروخية الرئيسية، بما في ذلك نشر قاذفات إضافية لأنظمة الدفاع الجوي.
وأشار مسؤولون إلى أن هذه الإجراءات، تأتي استجابة لمخاوف متزايدة من احتمال القيام بعمل عسكري مشترك من قبل إسرائيل والولايات المتحدة. وذلك بعد تحذيرات من المخابرات الأميركية لكل من إدارتي الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وترامب الحالي، بأنه من المرجح أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية الإيرانية الرئيسية هذا العام.
وقال مصدر لـ"تلغراف" إنهم (الإيرانيون) "ينتظرون الهجوم، ويتوقعونه كل ليلة، وكل شيء في حالة تأهب قصوى، حتى في المواقع التي لا يعرف أحد عنها".
وأضاف "العمل على تحصين المواقع النووية مستمر منذ سنوات، لكنه تكثف خلال العام الماضي، خصوصاً منذ أن شنّت إسرائيل الهجوم الأول"، لافتاً إلى "أن التطورات الأخيرة، بما في ذلك تصريحات ترامب والتقارير عن خطط محتملة من إدارته لضرب إيران، زادت من تكثيف الجهود".
مخاوف
واعترف أحد المسؤولين أن أي ضربة كبيرة، قد تجعل إيران عرضةً للخطر بسبب أنظمة دفاعها التي أضعفت بشدة جرّاء ضربات إسرائيل العام الماضي، وقال: "تم نشر العديد من قاذفات أنظمة الدفاع الجوي الإضافية، لكن هناك تقديراً بأنها قد لا تكون فعالة في حال وقوع ضربة واسعة النطاق".
وقال مسؤول إيراني للصحيفة إن هناك الآن مخاوف في طهران من أن "الولايات المتحدة قد تنضم وتشن هجوماً أوسع نطاقاً قد يعرّض وجود الجمهورية الإسلامية للخطر".
وطورت إيران نظام دفاع جوي محليا، وتملك أنظمة صواريخ "إس-300" الروسية لحماية مواقعها النووية.
ومع ذلك، يُعتقد أن هذه الأنظمة ليست قوية بما يكفي للحماية من أسلحة إسرائيل المتطورة، مما دفع إيران إلى الضغط على روسيا لتسريع تسليم أنظمة صواريخ "إس- 400".
وتبادلت إيران وإسرائيل الهجمات خلال العام الماضي، والآن تخشى إيران أنه بدعم من ترامب، الذي دعا إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية، قد يكون الهجوم الإسرائيلي وشيكاً.