قال الرئيس السوري الانتقالي إن سوريا في غرفة الإنعاش، وهناك من يريد تقويض منجزات شعبها، فيما شدد وزير الخارجية أسعد الشيباني على عدم القبول أو التسامح بالمساس بوحدة سوريا واستقلالها.جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر الحوار الوطني السوري اليوم الثلاثاء، في العاصمة دمشق، بمشاركة 533 شخصية من مختلف الانتماءات السياسية والدينية.حصر السلاحوقال الشرع في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، إن الثورة السورية أتت بنصر عظيم بعد أن تحملت سوريا أوجاعاً وآلاماً وآثاراً اقتصادية واجتماعية وسياسية، معتبراً أن سوريا عادت لأبنائها، ومن واجبنا الشعور بآلامها.وأضاف أن هناك من يسعى لتقويض منجزات الشعب السوري، "وعلينا أن نواجه بحزم كل من يريد العبث بأمننا ووحدتنا وتحويل نكبات سوريا إلى فرص استثمارية"، مشدداً على أن وحدة السلاح واحتكاره في يد الدولة ليست رفاهية بل واجب وفرض.ودعا الشرع إلى الوحدة والاتحاد، لأن سوريا ما زالت تواجه تحديات كبرى على مختلف الأصعدة، كما اعتبر أن المرحلة الحالية تمثل بداية جديدة في تاريخ البلاد، وأن الوحدة الوطنية والالتزام بمؤسسات الدولة هما السبيل لضمان أمن البلاد ومستقبلها.وفيما شدد على أن سوريا لا تقبل التقسيم، أكد على أن السلم الأهلي واجب على أبناء الوطن جميعاً، وأن سوريا هي مدرسة في العيش المشترك، كما أكد على أن "النصر الذي تحقق وفرحة السوريين ساءت أقواماً هنا وهناك وعلينا أن نكون حذرين".وإذ لفت إلى أن الإدارة الحالية عملت على ملاحقة المجرمين خلال الشهرين الماضيين، شدد على ضرورة النظر إلى إصلاح ما هدمه النظام السابق في البنية الأخلاقية والاجتماعية.وقال الشرع: "ينبغي ألا نستورد أنظمة لا تتلاءم وحال البلد ولا أن نحول المجتمعات إلى حقول تجارب لتنفيذ أحلام سياسية".استقبال البلادمن جهته، أكد الشيباني خلال كلمته على أن سوريا ستشارك في القمة العربية المقبلة كجزء من جهود تعزيز حضورها الدبلوماسي في المنطقة، مشدداً على أن البلاد تواجه في المرحلة الحالية تحديات كبيرة.وإذ لفت إلى أن نهج دمشق منذ البداية كان واضحاً، حيث تعتبر سوريا جزءاً لا يتجزأ من محيطها، شدد على أن الإدارة الجديدة لن تقبل المساس بسيادة واستقلال البلاد، وستواصل العمل بعيداً عن أي ضغوط لضمان المصالح الوطنيةوقال إن سوريا تحرص على تطوير علاقات متينة مع الدول التي احترمت سيادتها، مؤكداً أن دمشق لم تغلق باب الحوار مع أي دولة تسعى إلى بناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل.وأضاف أن البلاد واجهت خلال السنوات الماضية ظروفاً استثنائية لم تقتصر على حرب ممنهجة افتعلها النظام المخلوع، لكن "لم نستسلم للضغوط وعملنا على الانفتاح والدبلوماسية الفاعلة".ولفت الشيباني إلى أن الحكومة السورية قامت بخطوات عدة في مسار استعادة دورها الفاعل على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكداً على أن ذلك مستمر في الجانب الدبلوماسي حتى إعادة الإعمار ورفع العقوبات وفتح آفاق جديدة للاستثمار تشكل أولويات السياسة الخارجية السورية.