أجنحة متخبّطة في "حزب الله"؟
2025-02-25 07:25:48
لا يمكن إغفال أن الأولوية لدى "حزب الله" في المرحلة التي تلت اتفاق وقف إطلاق النار، باتت استعراض القوة من خلال التحشيد في الشارع والتعامل مع القوى السياسية على الساحة الداخلية من موقع القوة هذه وعبر استحضار معادلات ما قبل حرب إسناد غزة. ويرى المستشار القانوني في الإتحاد الأوروبي الدكتور محيي الدين شحيمي أن "حزب الله" اليوم، هو حزب موجود يمارس كل حقوققه الديمقراطية تحت سقف الدستور واتفاق الطائف"، مستعيداً "الفكرة القديمة التي كانت مختلفة سابقاً، حيث أن لبنان كان وطناً لانهائياً لدى الحزب، وهو بنى عقيدته على فكرة المظلومية التي تعتمد على نقطتين أساسيتين: الكراهية والافضلية، فالكراهية بانتقاص الحقوق حسب وجهة نظر أصحاب المظلومية، بمعنى أنهم ينطلقون من عقيدة وإيديولوجية لا تتقبّل أي عقيدة أخرى أو إيديولوجية أخرى، بينما الأفضلية، بمعنى أنهم الأفضل ويجب أن يتسلموا زمام القرار والحكم".وفي حديثٍ ل""، يكشف الدكتور شحيمي أن "هذه المقومات لم تعد موجودة اليوم، وهذا ما ظهر في الخطاب السياسي لمسؤولي الحزب الذين تحدثوا عن نهائية الوطن اللبناني، بالتوازي مع التعبير عن هواجس من أخطار محدقة به".إلاّ أن الدكتور شحيمي يستدرك، معتبراً أن "الفكرة الأساسية اليوم، هي أن الحزب لا يستطيع الخروج من صورة الفكرة القديمة، وهو ما بدا جلياً في احتجاجات المطار التي أتت على قرار حكومي سيادي حول تعليق هبوط الطائرات الإيرانية في مطار رفيق الحريري الدولي، وهو قرار شارك فيه وزراء الحزب وحركة أمل في الحكومة السابقة، ووافق عليه الرئيس نبيه بري".بناءً على هذه المعطيات، يرى شحيمي أن "المغزى الأساسي من اعتراضات طريق المطار، هو للإثبات بأن الحزب قادر على التعطيل والفرض والتغيير، وهذا هو ما يشكل دافعاً لصدامه، ليس مع أطراف أخرى، بل داخل الثنائي، بدلالة نأي حركة أمل نفسها عن احتجاجات المطار".ومن هنا، يكشف شحيمي عن أن "المنافسة داخل صفوف حزب الله، تحتدم وهي لم تعد تحصل تحت عباءة المُرشد، لكنها باتت داخل الحزب الواحد بسبب أفكار مختلفة وأجنحة متكسّرة ومتخبّطة ببعضها، وهو ما أدى وسيؤدي إلى إرباك بالقرارات أو بأي إشكطلية تتعلق بالحزب على المستوى الداخلي، أو باشكالية سياسية ودستورية على المستوى اللبناني".ويركز شحيمي على "تباينات داخلية، دفعت إلى موقفٍ "هشّ وغير حقيقي"، ويهدف فقط إلى تمرير حدث الإعتراضات في الشارع، كما حصل على طريق المطار والذي تبرأ منه الثنائي بالدرجة الأولى.إلى ماذ يؤشر ذلك؟ يجيب الدكتور شحيمي بأنه "مقدمة لاستشراف كيفية التعاطي مع الدولة والمؤسسات، لان هناك من لم يتعوّد على التعاطي المؤسساتي بل على التعاطي المؤسساتي الإيديولوجي".وعلى أهمية مشهد تشييع الأمينين العامين للحزب، فإن شحيمي، يجد أن مسرح الحزب السياسي بات في الداخل، وعلى الساحة المحلية حيث يتمّ تركيب المسرح السياسي، تحت عناوين ثابتة تتصل باتفاق الطائف وتطبيق ما لم يطبّق منه والإلتزام بالقرارات الدولية.
وكالات