"لو كنت اعلم"... اعترافٌ غير مسبوق من حماس عن "7 أكتوبر"
2025-02-24 19:25:47
في اعتراف غير مسبوق لحركة حماس بشأن هجوم 7 تشرين الأول الذي دمر قطاع غزة وقضى على البشر والحجر، أكد نائب رئيس حماس في الخارج، موسى أبو مرزوق، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه كان سيعارض الهجوم لو علم بالعواقب الكارثية التي ستلحق بقطاع غزة.
وقال أبو مرزوق: "لو كنت أعلم حجم الدمار الذي سينتج عن هجوم 7 تشرين الأول 2023، لكنت عارضته"، مشيرًا إلى أن معرفة العواقب كانت ستجعل من المستحيل دعمه. وأضاف أنه لم يكن لديه علم مسبق بخطة الهجوم، ولكن كان هو وقادة حماس قد أيدوا الإستراتيجية العامة للهجوم على إسرائيل.
وقد أثار هذا الاعتراف تساؤلات حول المواقف الداخلية المتباينة داخل حماس، حيث يبدو أن هناك خلافات بين مسؤولي الحركة بشأن موقفها من الهجوم ونتائجه. كما أشار أبو مرزوق إلى استعداد حماس للتفاوض حول مستقبل أسلحتها في غزة، وهي نقطة خلافية في المفاوضات مع إسرائيل، حيث يتخذ بعض مسؤولي الحركة موقفًا رافضًا لهذه الفكرة.
وفي نفس السياق، كانت تصريحات حازم قاسم، الناطق باسم الحركة، قد أكدت في وقت سابق أن حماس تمتلك الشرعية الكاملة للاستمرار في المشهد السياسي الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الحركة قدمت عدة تنازلات بشأن مستقبل إدارة القطاع. وأكد قاسم أن حماس قد لا تكون مسؤولة عن إدارة القطاع في المستقبل، مع ترك هذه القضية مفتوحة للنقاش في مفاوضات المرحلة الثانية.
تأتي هذه التصريحات وسط حالة من الغموض حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا في ظل عدم بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية التي يفترض أن تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني بعد أكثر من 15 شهرا من بدء الحرب، التي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023.
من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في الأول من آذار، وهي المرحلة التي تشمل ثلاث مراحل تؤدي إلى وقف نهائي للحرب. وكان قد تم إطلاق سراح ستة رهائن من قبل حماس كما كان مقررًا في اتفاق الهدنة، في حين أن إسرائيل قررت تأجيل إطلاق سراح أكثر من 600 معتقل فلسطيني حتى يتم ضمان إطلاق سراح الرهائن "من دون مراسم مهينة"، بحسب ما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
تسببت الهجمات الإسرائيلية في مقتل 1215 شخصًا من الجانب الإسرائيلي، وفقًا للبيانات الرسمية التي استندت إليها وكالة "فرانس برس"، بينما أسفرت الهجمات الإسرائيلية المدمرة على غزة عن مقتل 48319 شخصًا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية. وقد أدى النزاع إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة المحاصر، حيث أجبر نحو 2 مليون شخص على النزوح، وتعرض القطاع إلى نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية.
وكالات