الطيران الإسرائيلي "عرّى" السلطة... "حليب السباع" في الداخل فقط؟
2025-02-24 17:26:07
""من منا لا يتذكر أحداث المطار وكيف تأهبت الدولة بأمها وأبيها بعد الاعتداء على دورية لـ"اليونيفيل" كانت تمر بالمكان أثناء الاحتجاجات، حيث أوعزت السلطة من رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى رئيس الحكومة نواف سلام ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المختصة لملاحقة المعتدين. ولم يتأخر الجيش بتلبية الطلب فقام بحملة اعتقالات واسعة في الضاحية، فقد مس هؤلاء "شرف السلطة" وهددوا سيادة الدولة.هذا الاستنفار يتناقض كليًا مع الانتهاك الصارخ الذي يقوم به العدو في الجنوب، ولكن القصة لا تقف عند هذا الحد، فالمستفز الأكبر هو هذا الصمت المريب من السلطة لما حدث يوم أمس من انتهاك أربع طائرات للعدو سماء العاصمة ومحاولة ترويع المشيعين إضافة إلى الناس الآمنين في منازلهم داخل العاصمة.فلم نسمع حتى كلمة استنكار من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة اللبنانية وقائد الجيش السابق، فلم يؤثر به مشهد الطائرات الإسرائيلية وهي تحلق فوق العاصمة وحتى فوق قصر بعبدا بالتزامن مع تحليق طائرة للجيش اللبناني لحماية أمن الحشود التي حاول العدو ترويعهم. والأمر ينسحب على رئيس الحكومة الذي لاذ بالصمت أيضًا وكأن الموضوع لا يعنيه. فعن أي سيادة تحدث خطاب القسم أو البيان الوزاري الذي حصر السلاح بيد الدولة؟ عن أي دولة يخبرنا الرجلان؟لماذا لم تصدر التعليمات الحاسمة منهما لوزارة الخارجية بسلوك الطرق الدبلوماسية التي يتبعونها والاحتجاج لدى الأمم المتحدة؟ ولماذا لم يبادر وزير "السيادة والاستقلال" من تلقاء نفسه والقيام بما يتوجب عليه من تقديم شكوى؟الجواب على هذه الأسئلة لا يمكن تبريره إلا إذا اعتبرنا أن الرجال الثلاثة ينتهجون الحكمة اليابانية "لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم"، أو أنهم يعتبرون أن الرسالة الإسرائيلية هي إلى حزب الله والمقاومة وبالتالي هذا الأمر لا يعنيهم.والمقارنة بين السلطة التي شربت "حليب السباع" في أحداث طريق المطار و"سلطة النعامة" التي طمرت رأسها في مواجهة الخرق الإسرائيلي، لا يمكن أن نستبشر خيرًا في عهد يقال إنه "العهد الجديد" للبنان الغد.
وكالات