أعلنت شركة «صوت» عن أحدث إنتاجاتها ضمن «صفحات صوت»، وهي رواية «رام الله» للروائي الفلسطيني عبّاد يحيى، والتي سبق أن صدرت مطبوعة عن منشورات المتوسط -إيطاليا، وهي خامس إصدارات الكاتب الرِّوائية والتي من بينها "جريمة في رام الله" الصادرة عن المتوسّط سنة 2017.تحكي هذه الرواية مدينةَ رام الله، في مدىً زمنيّ يقارب مائة وخمسين عاماً. فهي تُقدّم ما يبدو سياقاً لتحوُّل قرية صغيرة في ظلِّ الحكم العثمانيّ في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، إلى مدينة تتداخل فيها الأزمنة وتنقطع فيها المصائر، وصولاً إلى الزّمن الحاضر. ما يجعل الرواية تقترح إجابة سرديّة على سؤال: كيف آلت المدينة إلى ما آلت إليه؟بين الأحداث التاريخيّة الكبرى التي مرّت بها مدينة رام الله، وبمستويات سرد متباينة في اللغة والبناء، يكتب الروائيّ الفلسطينيّ عبَّاد يحيى، سيرةً للمدينة، للمكانِ وناسه. ينفذ إلى طبقات المدينة ووجدانها، وإلى شِعاب المشاعر الجمعيّة والفرديّة لمن عاشوا فيها في أطوارها المختلفة، ومثلما يفعل مُنقّب الآثار، يسير الكاتبُ بأناةٍ في تاريخ ووجدان ولاوعي مدينة رام الله، ليبنيها حجراً حجراً، وحكايةً حكايةً، من خلال سيرة دار آل النجّار التي ستُصبح كلمة سرّ المكان، ويصبح بيتُ العائلةِ في مآلهِ عبر التاريخ حجرَ أساسِ الحكاية، وذاكرةً ترويها حجارةٌ قديمةٌ، وقصَّةً متشعِّبة تُركِّبُ في مستوياتٍ أخرى، أعمق وأبعد، وجهَ رام الله، المدينة."رام الله"... قصةُ مدينة. وتنحو لتكونَ روايةَ أُمَّة، لارتباط الفردي فيها بالجماعي والوطني والدِّيني، وبالطبيعةِ التي استنطقَ الكاتبُ أشياءَها لتروي حكاية أصحابها. حروب وهجرات، غربة وألفة، غراميّات وخيانات، سجون ومنافٍ وحنين. قصصٌ مدفونةٌ تُفضي إليها عتبات في دارٍ عمرها أكثر من قرن، تريدُ أن تقول لنا إنها الدِّيارُ كلُّها. ويرى عبّاد في تجربة نقل عمله الروائي إلى الوسيط الصوتي فرصة لإبراز تعدد الأصوات والشخصيات، ويقول: "فكرة الكتب الصوتية مهمة ويتزايد الاهتمام بها وجمهورها يتسع عربيًّا، وفكرت بالأمر مرارًا، لكن وجود مؤسسة احترافية لإنتاج العمل، وهو ما تحقق مع "صوت"، جعل الفكرة تتحول إلى منتج حقيقي"."هي المدينة التي ارتبطتُ بها وجدانيا ومنها نظرتُ إلى الدنيا فوجدت أنني أريد التمعن فيها أكثر، ولدي كل الرغبة في أن أراقبها في كل أطوارها".المؤلِّف:عبَّاد يحيىن روائي وباحث وصحافي فلسطيني يعمل في "التلفزيون العربي"، حاصل على شهادة الماجستير في علم الاجتماع من جامعة بير زيت. صدرت له روايات "رام الله الشقراء"، و"القسم 14"، و"هاتف عمومي"، و"جريمة في رام الله". كما له العديد من الدراسات والأبحاث المنشورة في مجلات علمية محكمة.