“إنا على العهد”.. باختصار هذا ما عكسه مشهد التشييع الذي اقامه حزب الله في المدينة الرياضية في بيروت للأمينين العامين للحزب الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
في حياته شد السيد انظار العالم كله، العدو قبل الحليف، والخصم قبل الصديق بمواقفه، برؤيته، بتواضعه، بشجاعته وعزمه وعنفوانه وباتت كلماته شعارات تردد في كل مناسبة، اما في استشهاده فقد احتاج العدو لاطنان من المتفجرات لمحيه من الوجود، فقتل الجسد وبقيت الروح، وما مليونية الحضور الا الدليل الشافي على ذلك ما أغاظ العدو الاسرائيلي الذي حاول استفزاز جمهور المشيعين بطائراته التي حلّقت على علو منخفض وبنشره لفيديو مصور للحظة غارة الاستشهاد.
في اطلالاته لطالما وجه السيد رسائل مشفرة احياناً واحياناً كثيرة مباشرة كلحظة النظر الى “ساعر” تحترق، اما في تشييعه فقد كانت الرسائل واضحة ابرزها وحدة الحزب وتماسك قيادته وقدرته على الحشد وتنظيم مأتم مهيب لم يشهد التاريخ المعاصر مثله.
اما الرسالة الثانية فهي وان غاب القائد فإن نهجه لمستمر وستُستكمل مسيرة المقاومة بمجابهة العدو ومواجهة التحديات وهي “موجودة وقوية عدداً وعدة”.
وفي الرسالة الثالثة تأكيد للداخل والخارج ان لا احد بإمكانه اخراج حزب الله من المعادلة وان جمهوره من المنتمين والمؤيدين والمناصرين والداعمين لا يزال على العهد فيما الرسالة الاقوى فكانت لاسرائيل وهي تحمل تهديداً مبطناً بالرد “ساعة نرى ذلك مناسباً” واننا لا نزال اقوياء ولن نسمح ان تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب.
اما اهم رسالة فسطرها الحضور السياسي الايراني على ارفع مستوى وكذلك الحضور العراقي واليمني والفلسطيني ومن الدول الأوروبية والاميركية فيما اقتصر الحضور السياسي اللبناني على الاوفياء وأولاد الاصول وهذا يكفي.
في التشييع كانت العاطفة حاضرة وبوفرة لاسيما خلال دخول النعشين وكأن الاستشهاد الآن الآن وليس قبل خمسة اشهر، ما جعلنا نشعر اننا اليوم بالفعل ودعنا قائداً تاريخياً استثنائياً وطنياً وعربياً وإسلامياً يمثل قبلة الأحرار في العالم على ما قال الامين العام لحزب الله نعيم قاسم.
The post في وداع نصرالله وصفي الدين.. ترجمة مليونية لـ “إنا على العهد”!.. حسناء سعادة appeared first on .