2025- 02 - 24   |   بحث في الموقع  
logo في رؤية أحمد داود أوغلو لسوريا الجديدة logo مؤتمر الحوار الوطني السوري: اعتذارات عن المشاركة.. ومطالبات بتأجيله logo لماذا لست مدعواً/ة إلى المؤتمر؟ logo أُنظروا إلى زيلنسكي... إنّه يحترق!! logo تشييع نصرالله ونكبة الشيعة: نهاية مرحلة وبداية مجهول logo احتفالية "صيدنايا" تثير الإنقسام: طمس للجرائم أم خطوة للعدالة؟ logo المرتضى: اليوم كان موعد الزمان مع وداع ⁧‫السيّد‬⁩ logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأحد
حنين للعودة... حاخام يهودي يزور دمشق لأول مرة منذ 34 عاماً
2025-02-23 22:56:11

في الماضي، كان يهود سوريا بالآلاف، لكن عددهم تضاءل إلى أقل من عشرة فقط بعد مغادرة آخر من تبقى منهم في تسعينيات القرن الماضي، إثر سماح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لهم بالسفر.
وتوثق مشاهد الحاخام ونجله وهما يقرآن من سفر التوراة داخل كنيس يهودي في قلب دمشق، حيث مررا إبهاميهما بحرص على الكلمات المكتوبة بخط اليد، وكأنهما لا يزالان في رهبة من العودة إلى الوطن.
كان حافظ الأسد قد فرض قيودًا مشددة على سفر اليهود السوريين، كما واجهوا صعوبات في الحصول على وظائف وامتلاك عقارات.
وبعد ضغوط دولية، سُمح لهم بالمغادرة، فسارع معظمهم إلى مغادرة البلاد، وكان عددهم حينها بضعة آلاف.
استقر العديد منهم في مدينة نيويورك، ومن بينهم يوسف حمرا (77 عامًا) ونجله هنري (48 عامًا)، الذي كان مراهقًا حينما قررت عائلته الرحيل.
وبعد الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول الماضي، بدأت الأسرة في التخطيط لزيارة كانت تبدو يومًا ما مستحيلة، وذلك بمساعدة "المنظمة السورية للطوارئ"، وهي مجموعة ضغط مقرها الولايات المتحدة.
وفي بيان لها، أوضحت المنظمة أن الوفد التقى ممثلين عن إدارة المرحلة الانتقالية السورية، وتجوّل في الحي اليهودي، كما زار كنيس جوبر التاريخي، أحد أقدم المعابد اليهودية في العالم، والذي تعرّض للدمار خلال الحرب الأهلية.
خلال الزيارة، تمكن الحاخام من زيارة مقبرة والده وجده، فيما عاد هنري إلى مدرسته التي كان يرتادها في طفولته.
وأثناء تجولهما في الممرات الضيقة للمدينة القديمة، التقى يوسف وهنري بجيران سابقين، كما تفقدا الكتابات العبرية المخطوطة يدويًا في عدة معابد يهودية.
وقال هنري: "أتمنى أن يأتي أبنائي إلى هنا لرؤية هذا الكنيس الجميل. إنه عمل فني".
لكنّه أشار إلى أن بعض الأشياء لم يعد لها وجود، مثل نسخة من التوراة مخطوطة بماء الذهب، كانت محفوظة في أحد الكنس، لكنها الآن في مكتبة بإسرائيل، حيث لجأ آلاف اليهود السوريين على مدار القرن العشرين.
ورغم أن المعابد اليهودية والمدرسة اليهودية في المدينة القديمة بقيت بحالة جيدة نسبيًا، فإن أكبر كنيس يهودي في سوريا، الواقع في حي جوبر شرق دمشق، تحوّل إلى أنقاض خلال الحرب الأهلية التي استمرت نحو 14 عامًا.
كان حي جوبر يضم مجتمعًا يهوديًا كبيرًا لقرون، حتى أوائل القرن التاسع عشر. وتعرض المعبد هناك للنهب قبل تدميره.
لكن الوفد الذي زار دمشق ينظر إلى المستقبل بتفاؤل.
وقالت "المنظمة السورية للطوارئ" في بيانها: "مع إعادة بناء سوريا، تمثل هذه الزيارة خطوة نحو استعادة الحياة اليهودية في البلاد، والتأكيد على أن سوريا وطن لجميع أبنائها، بغض النظر عن معتقداتهم."
وأوضح هنري أن وزارة الخارجية السورية تعهدت بحماية التراث اليهودي، قائلًا: "لكننا بحاجة إلى دعم الحكومة، ونحتاج إلى ضمانات أمنية، وهذا ما سيحدث."
من جانبها، أكدت إدارة المرحلة الانتقالية السورية التزامها باحترام جميع الطوائف، إلا أن مخاوف من التعصب الديني ما زالت تثير قلق الأقليات والعلمانيين في البلاد.
يخشى بعض السوريين أن تسير السلطة الجديدة نحو إقامة نظام حكم ديني، قد يؤدي إلى إقصاء مكونات مجتمعية واستبعاد المرأة من العمل السياسي، رغم سعي الفصائل المعارضة إلى طمأنة الأقليات الدينية باعتماد خطاب أكثر اعتدالًا.
وفي ساحة الأمويين وسط دمشق، خرج مئات السوريين عقب سقوط النظام في كانون الأول الماضي، مطالبين بإرساء دولة مدنية ديمقراطية.
ورفع المتظاهرون، من مختلف الأعمار، لافتات كُتب على بعضها: "الدين لله والوطن للجميع"، و"نريد ديمقراطية وليس تيوقراطية"، في إشارة إلى رفضهم لنظام ديني.
في أعقاب سقوط النظام، التقى ناشطون سوريون بأعضاء من الكونغرس الأميركي، داعين إلى دعم حقوق الأقليات وضمان عدم تهميشهم في سوريا الجديدة.
كما يراقب المجتمع الدولي عن كثب أداء السلطة الانتقالية السورية، خاصة في ما يتعلق بحماية حقوق الإنسان والأقليات.
معاذ مصطفى، رئيس "المنظمة السورية للطوارئ"، كتب على منصة إكس تعليقًا على الزيارة، مرفقًا صورًا للوفد الزائر في دمشق:
"لا يمكن للكلمات أن تصف المشاعر المختلطة... احتضان أهل دمشق لإخوانهم اليهود، وتدمير المعابد والمساجد والكنائس على يد الأسد، والفرحة التي غمرت اليهود المتبقين عند رؤية حاخامهم يعود إليهم، والترحيب الحار من الحكومة الجديدة في دمشق... وأكثر من ذلك بكثير."
كما أشار مصطفى إلى دور اليهود السوريين في الخارج، موضحًا أنهم "أكبر داعمي رفع العقوبات والتصنيفات".
ووفق بيانات "المنظمة السورية للطوارئ"، فإن عدد اليهود المتبقين في سوريا لا يتجاوز العشرة، وهو رقم غير كافٍ لتحقيق النصاب الديني المطلوب لإقامة الصلاة الجماعية وفق التقاليد اليهودية.
لكن الحاخام يوسف حمرا أكد أن "اليهود في سوريا كانوا أكثر من مجرد جيران للمجموعات الدينية الأخرى، كنا أشقاء. ويمكننا أن نفعل ذلك مرة أخرى."
ولا يستبعد أعضاء الوفد القيام بزيارات أخرى إلى سوريا، أو حتى إعادة إنشاء مراكز يهودية هناك، في خطوة قد تشجع بعض اليهود السوريين على العودة والمشاركة في جهود إعادة الإعمار.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top