ظهر القيادي البارز في هيئة تحرير الشام، جهاد عيسى الشيخ المعروف بأبي أحمد زكور، لأول مرة في العاصمة دمشق بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وهو القيادي الذي انشق عنها، وحاولت القبض عليها في ريف حلب، قبل نحو عامين.المصالحة مع الشرعوتظهر الصورة الشيخ، بجانب وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، إلى جانب أقارب للشيخ من عشيرة البكارة وهم الشيخ أبو عمر الهاشمي، والشيخ يوسف عربش.وقالت مصادر متابعة لـ"المدن"، إن الصورة حديثة، لكنها أكدت المصالحة بين الشيخ والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، حصلت قبل انطلاقة معركة "رد العدوان" التي انتهت بإسقاط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر.وأكدت أن الشيخ كان له الدور الأبرز في تسهيل الدخول إلى مدينة حلب في الأيام الأولى من المعركة، عبر التنسيق مع أشخاص في قيادة "لواء الباقر" التابع لنظام الأسد، موضحةً أن الخلية التي دخلت للمدينة قبيل انطلاق المعركة وقضت على قيادة غرفة عمليات حلب، بينهم المستشار الإيراني العميد كيومرث بور هاشمي، كانت على تنسيق مع اللواء والشيخ.وأشارت المصادر إلى أن الشيخ لم يتقلد منصباً رسمياً في الإدارة الجديدة حتى الآن، وهو يقيم في دمشق حالياً، لكنها أكدت أنه تم تعيين أقارب له في مناصب حساسة داخل المؤسسة العسكرية والأمنية الجديدة.من هو الشيخوالشيخ، هو أحد أبرز الشخصيات في هيئة تحرير الشام، وكان الأكثر قرباً من زعيمها الرئيس السوري أحمد الشرع، لكنه انشق عنها قبل نحو عامين، بسبب خلافات قيل إنها لطريقة تعامل جهاز الأمن العام مع "ملف العمالة"، لا سيما اتهام الشخصية البارز الأخرى أبو ماريا القحطاني، بالعمالة للتحالف الدولي، ووضعه تحت الإقامة الجبرية.وعرف عن الشيخ، قربه الكبير من القحطاني، الذي اغتيل بتفجير مضافته في نيسان/إبريل 2024، من قبل خلية تتبع لتنظيم "داعش"، حسب رواية الأمن العام حينها.وفر الشيخ بعد انشقاقه إلى مناطق الجيش الوطني في ريف حلب، وقبضت عليه تحرير الشام في مدينة أعزاز، إلا أن الجيش التركي أجبر مجموعاتها من القوات الخاصة وتشكيلات محلية تتبع لفصائل متحالفة معها، على إخلاء سبيل المعتقلين في طريق العودة إلى إدلب.وحينها، نقل الجيش التركي، الشيخ الذي أصيب خلال الاشتباكات العنيفة التي جرت بمحيط مكان إقامته في أعزاز، مع مصابين آخرين من أخوته وأقاربه إلى الأراضي التركية، وفرض الجيش طوقاً أمنياً في محيط أعزاز.معاقب من واشنطنوكان الشيخ يدير المحفظة المالية لتحرير الشام قبل انشقاقه، وهو ما سبّب في وضعه على لوائح الشخصيات المعاقبة من قبل الولايات المتحدة.وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، فإن الشيخ من محولي الأموال لهيئة تحرير الشام وكتيبة "التوحيد الجهاد"، المصنفتين على قوائم الإرهاب لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، عبر شركة "قوبلاي ساري" للتحويلات المالية ومقرها ولاية إسطنبول التركية.وذكرت أنه عضو مجلس الشورى في تحرير الشام، ويشرف على محفظتها الاقتصادية الخارجية تحت مظلتها المالية، مشيرةً إلى أن وضعه على قوائم العقوبات هو جزء من إجراءات سابقة مشتركة جرت بين أنقرة وواشنطن، باستهداف العقدة الرئيسية لتمويل تنظيم "داعش".