في إطار ترويجه لفيلمه الوثائقي الجديد "في سوريا بعد الأسد"، والذي يعرض غداً الإثنين على "القناة 12" الإسرائيلية، نشر الصحافي الإسرائيلي إيتاي إنغيل صورة له من أحد المقاهي في دمشق القديمة وهو يدخن الشيشة، مع تعليق "من سوريا مع حبي"، مما أثار موجة من الجدل حول زيارته إلى سوريا وطبيعة التقارير التي أعدها هناك.
وظهر إنغل في المقطع الترويجي للفيلم وهو يتجول في شوارع دمشق القديمة، ويدخل مكاتب أمنية، ويزور أحد الجوامع، ويتنقل بين عدة مدن سورية، كما التقى بأحد المسلحين، من دون تحديد انتمائه لأي فصيل، وظهر وهو يوجه له سؤالاً لافتاً: "لا يوجد مشاكل مع إسرائيل؟"، مما أثار تساؤلات حول كيفية حصوله على تصاريح أمنية مكّنته من دخول مواقع حساسة داخل سوريا.
وحسب تقارير إعلامية، دخل إنغيل البلاد بجواز سفر أجنبي، مما أتاح له الوصول إلى منشآت عسكرية وأمنية مهجورة عقب سقوط النظام. ومن بين الأماكن التي زارها، السفارة الإيرانية في دمشق، حيث كشف في تقريره أنه عثر على وثائق وجوازات سفر وصور، إضافة إلى أبواب سرية داخل المبنى، مشيراً إلى أن بعضها قد يكون متعلقأً بـ"عملاء إيرانيين"، وأشار إلى أنه وصل إلى المكان التابع للسفارة الإيرانية والذي قصفته إسرائيل السنة الماضية وقتل فيه دبلوماسيون إيرانيون.
غضب واستياء واسع
وأثارت صورة إنغيل في دمشق، ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض استفزازية، لا سيما في ظل دعمه العلني لإسرائيل خلال الحرب على غزة، والتوغل الاسرائيلي في الجولان المحتل، وقصف اسرائيل المتكرر لمواقع عسكرية وأمنية في سوريا، ووصف الكاتب السوري رامي كوسا تواجد إنغيل في سوريا بأنه "خيانة"، معتبراً أن من سمح له بالدخول "عميل".
كما عبّر بعض رواد مواقع التواصل عن صدمتهم من وجود الصحافي الاسرائيلي في دمشق، وأعلنت مجموعة من الناشطين السوريين عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم الإثنين 24 شباط/فبراير في ساحة الحجاز بدمشق، للمطالبة بطرده ومنع دخول أي إسرائيلي إلى سوريا، وسط تكهنات حول ما إذا كان لا يزال في البلاد، خصوصاًً مع إعلانه عن محاضرات سيلقيها في الولايات المتحدة في 8 آذار/ مارس المقبل.
وكان إنغل نشر في 11 كانون الأول/ديسمبر العام 2024، أي بعد سقوط الأسد بثلاثة أيام، منشوراً اعتبر فيه أن سوريا الجديدة قد تكون أكثر خطورة، وحذر من سيطرة "الجهاديين" على دمشق، ومن تفويت فرصة التحالف مع الأكراد، الذين وصفهم بـ"الحليف الطبيعي لإسرائيل".
من هو إيتاي إنغيل
إيتاي إنغيل، هو صحافي ومراسل حربي إسرائيلي بارز، يعمل مع برنامج التحقيقات الاستقصائي "عوفدا" (الذي يعني "الحقيقة" أو "الواقع" بالعربية) على قناة "كيشيت 12" الإسرائيلية، ويعد من أبرز الصحافيين الإسرائيليين المتخصصين في تغطية مناطق النزاع حول العالم، وحصل على جائزة سوكولوف للصحافة عام 2017، وهي أرفع جائزة صحافية في إسرائيل.
كما يعمل محاضراً في التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة تل أبيب، حيث يدرس دورة حول الصراعات العالمية، ويعرف بأسلوبه المباشر في التغطيات الميدانية، حيث سبق أن غطى النزاعات في الشرق الأوسط، إفريقيا، والبلقان.