أفادت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" بأن المفاوضين الأميركيين مارسوا ضغوطًا على كييف لمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن الاستراتيجية في أوكرانيا، في حين أُثيرت إمكانية قطع البلاد عن نظام الإنترنت الفضائي "ستارلينك" الذي تديره شركة "سبيس إكس" المملوكة للملياردير إيلون ماسك.
وأكدت المصادر أن مسألة استمرار أوكرانيا في استخدام "ستارلينك"، الذي يُعدّ شريانًا حيويًا للاتصال في البلاد وسط الحرب، طُرحت خلال المباحثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين، وذلك بعد رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرضًا أوليًا من وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول العرض.
وبحسب أحد المصادر، فقد أُعيد التطرق إلى هذا الملف يوم الخميس خلال الاجتماعات التي جمعت كيث كيليغو، المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، بزيلينسكي. وخلال اللقاء، حُذّرت أوكرانيا من احتمال فقدان خدمة "ستارلينك" ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن الاستراتيجية.
وقال أحد المصادر إن "أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على ستارلينك، وتعتبره عنصرًا محوريًا في عملياتها العسكرية"، محذرًا من أن "فقدان الخدمة سيكون ضربة شديدة للقدرات الدفاعية الأوكرانية".
وفي أعقاب نشر تقرير "رويترز"، سارع ماسك إلى نفي هذه الادعاءات عبر منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، واصفًا التقرير بأنه "غير صحيح"، مضيفًا أن "رويترز تكذب". ولم يرد ماسك على طلب الوكالة للتعليق بشأن مزيد من التفاصيل.

This is false.

Reuters is lying. They are second only to AP (Associated Propaganda) as legacy news liars. https://t.co/UwbDPk7MWj

— Elon Musk (@elonmusk) February 22, 2025
وكشفت المصادر أن زيلينسكي رفض مطالب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنح الولايات المتحدة 500 مليار دولار من ثروات أوكرانيا المعدنية كجزء من صفقة لسداد المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها واشنطن لكييف منذ بداية الحرب.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الأوكراني يوم الجمعة أن الفرق التفاوضية من كلا البلدين تعمل على صياغة اتفاقية جديدة، بينما صرّح ترامب بأنه يتوقع توقيع الاتفاق "في المستقبل القريب".
وتجدر الإشارة إلى أن ماسك أرسل آلاف محطات "ستارلينك" إلى أوكرانيا عقب الغزو الروسي في شباط 2022، لمساعدتها على تعويض خسائر البنية التحتية للاتصالات. إلا أن موقفه تغيّر لاحقًا، حيث بدأ بفرض قيود على استخدام الخدمة في خريف العام ذاته، في خطوة تزامنت مع انتقاده لسياسات كييف في إدارة الحرب.
وفي ظل التوتر حول مصير "ستارلينك"، أعلن نائب رئيس الوزراء البولندي يوم السبت أن بلاده تكفّلت بسداد تكلفة الخدمة لصالح أوكرانيا، مؤكدًا استمرار وارسو في تغطية النفقات لضمان عدم انقطاع الاتصالات عن الجيش الأوكراني.
من جهة أخرى، لم تصدر أي تعليقات رسمية من البيت الأبيض أو وزارة الدفاع الأميركية أو السفارة الأوكرانية في واشنطن بشأن هذه القضية، كما رفضت شركة "سبيس إكس" التعليق.
وكانت أوكرانيا قد طرحت العام الماضي فكرة فتح قطاع المعادن الاستراتيجية أمام الاستثمارات من قبل حلفائها، ضمن ما سُمّي بـ"خطة النصر"، والتي تهدف إلى تعزيز موقع كييف التفاوضي في مواجهة موسكو.
وفي هذا السياق، رحّب ترامب بالمبادرة، مؤكداً أنه يريد أن تُزوّد أوكرانيا الولايات المتحدة بالمعادن النادرة والمواد الخام في مقابل الدعم المالي.
لكن في تطور جديد، رفض زيلينسكي الأسبوع الماضي مقترحًا أميركيًا يمنح واشنطن 50% من ثروات أوكرانيا من المعادن الحيوية، بما في ذلك الجرافيت، اليورانيوم، التيتانيوم، والليثيوم، الذي يُعدّ عنصرًا أساسيًا في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
وأدى هذا الرفض إلى تصاعد التوتر بين الجانبين، حيث هاجم ترامب زيلينسكي بشدة، واصفًا إياه بـ"ديكتاتور بلا انتخابات"، فيما ردّ الرئيس الأوكراني بأن ترامب يعيش في "فقاعة من المعلومات المضللة الروسية"، وذلك بعد أن اتهم مسؤولون أميركيون أوكرانيا بأنها كانت البادئة بالحرب.