يواجه حزب الله أزمة مالية حقيقية إثر قطع خطوط الإمداد التقليدية التي كانت تأتيه من إيران عبر مطار بيروت وسوريا، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست". هذه الأزمة تأتي في وقت يتعرض فيه الحزب لضغوط متزايدة لتعويض وتوفير الدعم للمواطنين الذين يشعرون بالغضب من بطء وتيرة إعادة الإعمار بعد تدمير قراهم في الحرب الأخيرة مع إسرائيل.وتشير الصحيفة إلى أن المشاكل المالية التي يواجهها حزب الله تمثل التهديد الأكبر مقارنة بخسارته لنفوذه السياسي في البلاد بعد انتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية.وفي الأسبوع الماضي، منع المسؤولون اللبنانيون طائرة إيرانية من الهبوط في بيروت، في وقت اتهمت فيه إسرائيل إيران باستخدام الرحلات التجارية لتهريب الأموال إلى الجماعة المسلحة.كما أضافت الصحيفة أن الحكومة السورية الجديدة بدأت بفرض إجراءات صارمة ضد المهربين المرتبطين بحزب الله على طول الحدود الشرقية للبنان، مما أسفر عن اشتباكات مع الجيش السوري وزيادة التوترات بين البلدين. وبدت هذه الإجراءات السورية موجهة ضد حزب الله، الذي كان قد دعم حكومة بشار الأسد خلال الحرب الأهلية.ويشير الزميل غير المقيم في مؤسسة "القرن الدولية للبحوث والسياسات الدولية"، سام هيلر، إلى أن "تقييد التدفقات الإيرانية قد وضع الحزب في موقف صعب"، مشيرًا إلى قلة الإشارات على اتخاذ سوريا إجراءات ضد المهربين في المناطق غير التابعة لحزب الله.وفي كانون الأول الماضي، أعلن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن الحزب سيقدم تعويضات تتراوح بين 12 ألف و14 ألف دولار لكل أسرة تعرضت لخسائر جراء الحرب مع إسرائيل.لكن في أوائل شباط، توقفت مؤسسة "القرض الحسن"، الذراع المالية لحزب الله، التي كانت هدفًا رئيسيًا للغارات الجوية الإسرائيلية في الحرب، عن دفع التعويضات لمدة خمسة أيام بسبب صعوبات تقنية.وفي الوقت نفسه، اضطُر الحزب في الأشهر الأخيرة إلى التعامل مع نحو 100 ألف نازح شيعي وعلوي فروا من سوريا وتم استضافتهم في مساجد ومراكز دينية تابعة له في شمال شرق لبنان.ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، هلال خشان، إن حزب الله ليس لديه القدرة المالية لإعادة البناء بمفرده وسيحتاج إلى دعم خارجي. وأشار إلى أن "ما حدث في سوريا كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد قطع الاتصال بين إيران وحزب الله".وفيما يخص الوضع المالي للحزب، ينقل أحد الأعضاء المطلعين على ما يجري قوله إن الحزب لا يزال يمتلك أموالًا حاليًا، لكن هذا غير مؤكد على المدى الطويل. وأوضح أن القيود المفروضة على وصول الأموال عبر المطار أو عبر البر من سوريا تعيق بشكل كبير قدرات الحزب التشغيلية وجهوده لإعادة التنظيم.وأضاف أن البنوك رفضت معالجة التحويلات المالية التابعة لمؤيدي الحزب في الخارج خوفًا من انتهاك العقوبات الأميركية. وقال: "بينما يستمر حزب الله حاليًا في دفع الرواتب، إلا أن استمرار ذلك يبقى محل شك، فالحزب يواجه صعوبة في جهود إعادة الإعمار للمنازل المتضررة في معاقله".ورغم ذلك، قال عضو آخر في الحزب إنه حتى وإن تم قطع طرق الإمداد المباشرة من إيران، قد تكون هناك طرق أخرى لجلب الأموال من إيران، بما في ذلك عبر استخدام الطيران من دول ثالثة.