عززت المعلومات عن استئناف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تزويد الدولة السورية بالنفط الخام من مناطق سيطرتها، الأنباء المتداولة عن توصل حكومة دمشق إلى تفاهم "مبدئي" مع قسد، رغم تشكيك معظم المصادر الرسمية وغير الرسمية بإمكانية ذلك.
وكانت لهجة قسد تجاه الحكومة السورية قد تغيرت خلال الأيام القليلة الماضية، إذ بدا أن الجانبين قد اتفقا على تجزئة الملفات الخلافية، والبدء بتطبيق أولي للنقاط التي يمكن الالتفاف على إشكالياتها لتعزيز الثقة، ويمكن في هذا السياق، إدراج خطوة قسد المتعلقة بتصدير النفط الخام إلى الداخل السوري بعد توقف لأكثر من ثلاثة أشهر، منذ سقوط النظام المخلوع.
وأفادت مصادر "المدن"، بأن قسد أرادت من خلال استئناف تزويد دمشق بالنفط الخام، أن تثبت جديتها بالمفاوضات، رداً على الاتهامات غير المباشرة لها بوضع شروط فقط، دون اتخاذ خطوات تثبت انفتاحها على المفاوضات.
ويدل على ذلك، بحسب المصادر، أن كميات النفط الخام التي سيتم تمريرها إلى الداخل السوري، قليلة مقارنة بتلك التي كانت تُسلم للنظام السوري البائد.
وكان الناطق الإعلامي باسم وزارة النفط والثروة المعدنية السورية أحمد السليمان، قد أكد أن الحكومة السورية قررت استجرار الغاز من مناطق شمال شرقي سوريا، التي تُسيطر عليها قسد، لتوليد محطات توليد الطاقة الكهربائية.
قسد تنتظر الرد على رؤيتها
وعن المفاوضات والتفاهمات التي جرى التوصل إليها، يؤكد رياض درار مستشار الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، المظلة السياسية لقسد، في حديث لـ"المدن"، أن المجلس ينتظر من دمشق الرد على النقاط التي خرجت عن الاجتماع الثلاثي (قسد، مسد، الإدارة الذاتية).
والاجتماع الذي عُقد الأسبوع الماضي، طالب بإيجاد حل للجزئيات والقضايا التي يتم النقاش حولها مثل، دمج المؤسسات العسكرية والإدارية، وعودة المهجرين قسرًا إلى مدنهم، وحل جميع الأمور الخلافية الأخرى عبر الحوار والتوصل إلى آلية تنفيذ مناسبة.
ونادى الاجتماع بتوحيد الجهود وتعزيز القوة الوطنية، إلى جانب إعادة تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية التابعة للدولة في شمال وشرق سوريا، وتعزيز التنسيق مع الحكومة السورية وتكثيف الاجتماعات لتعزيز التعاون حول القضايا الوطنية.
وبحسب درار، فإن طروحات الاجتماع الثلاثي تستوجب الرد المباشر أو غير المباشر من الحكومة السورية، مستدركاً: "لكن الرد جاء من تركيا، التي أعلنت معارضتها انضمام قسد ككتلة موحدة إلى الجيش السوري".الدور التركي
وقبل يومين، نقلت صحيفة تركية عن مصدر من وزارة الدفاع التركية، قوله إن "أنقرة لا نقبل بالهياكل المستقلة في سوريا، سواء على المستوى السياسي أو العسكري". وأضاف أنه "يجب على قسد ووحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني إلقاء السلاح".
وقال درار إن "التصريحات التركية تعد تدخلاً في شأن دولة جارة"، وأضاف أن "قسد أعلنت استعدادها للاندماج في الجيش السوري، لكن لم يجر للآن نقاش آليات ذلك". واعتبر أن كل من يعارض النقاش والحوار من الداخل السوري، وهذا يمكن تفسيره بـ"الكراهية" و"الرفض المسبق لوحدة السوريين".
من جانب دمشق، لم تصدر تصريحات رسمية عن مجريات المفاوضات مع قسد، باستثناء تصريح من عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني يوسف الهجر، نفى فيه التوصل لأي تفاهم مع قسد، وشدد على أن "توحيد الأرض السورية هو قرار دستوري".
أما بخصوص الأنباء عن وساطة سعودية بين دمشق وقسد، رحب درار بأي تحرك من قبل الرياض "صاحبة الدور المعياري والأساسي". وقال: "لكن لم أسمع عن وساطة، رغم الأمل المعقود على الدور السعودي".