قد يُفرج عنه اليوم... معلومات عن "عميد الأسرى" الفلسطيني
2025-02-22 10:55:44
أكدت مصادر من عائلة الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي من بلدة كوبر شمال رام الله، أنه اتصل بعائلته الثلاثاء الماضي ليخبرهم بأنه سيتم الإفراج عنه في الدفعة المقبلة ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس، وأوضحت العائلة أن البرغوثي تواصل مع زوجته من سجن كتسيعوت (النقب) وأبلغها بأنه من المتوقع أن يكون الإفراج عنه يوم الخميس أو السبت.
يُعتبر نائل البرغوثي شخصية رمزية هامة لدى الفلسطينيين، فهو أمضى نحو 45 عامًا في السجون الإسرائيلية، وهي أطول فترة قضاها أي سجين فلسطيني، مما أكسبه لقب "عميد الأسرى" من قبل "هيئة شؤون الأسرى" الفلسطينية. البرغوثي الذي يبلغ من العمر 67 عامًا، قضى ثلثي حياته تقريبًا في السجون الإسرائيلية، بما في ذلك 34 عامًا قضاها بشكل متواصل.
تم اعتقال نائل عام 1978 بعد اعتراضه طريق حافلة تقل عمّالًا إسرائيليين شمال مدينة رام الله، ما أسفر عن مقتل السائق الإسرائيلي مردخاي يعقوب، فحُكم عليه بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 18 عامًا. وهناك مصادر أخرى تشير إلى أن اعتقاله كان بسبب تهم أخرى، بينها قتل عسكري إسرائيلي.
على الرغم من مرور سنوات عديدة على اعتقاله، شهد نائل تحولات هامة في مسيرته السياسية، حيث تغير انتماؤه السياسي من حركة فتح إلى حركة حماس في عام 1993، بعد توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين بقيادة ياسر عرفات.
وُلد نائل في بلدة كوبر الواقعة شمال غربي مدينة رام الله، وينتمي إلى عائلة البرغوثي التي تضم العديد من الشخصيات الفلسطينية البارزة مثل مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح والمعتقل حاليًا في السجون الإسرائيلية.
بدأ نائل نشاطه السياسي في سن مبكرة، حيث انخرط في أعمال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967، وتحديدًا من خلال الكتابة على الجدران وقطع الطرق أمام حافلات العمال الإسرائيليين. في بداية السبعينات، انضم إلى حركة فتح وتلقى تدريبًا عسكريًا في بيروت مع أخيه عمر وابن عمه فخري.
نفذ نائل مع رفاقه عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، منها تخريب مصنع في حيفا والتخطيط لتفجير مقهى في القدس. وقبل اعتقاله، كانت له علاقة بشابة فلسطينية تُدعى أمان نافع، التي اعتُقلت عام 1987 وتم الإفراج عنها لاحقًا في 1997.
في عام 2006، شارك نائل في عملية ضمن صفوف حركة حماس في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تزامنًا مع عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والتي أدت إلى توقيع "صفقة شاليط" في 2011، حيث أُفرج عن نائل برفقة 1027 سجينًا فلسطينيًا.
عقب الإفراج عنه، تزوج نائل من أمان نافع وعاش في قريته كوبر، ولكنه في عام 2014 تم اعتقاله مجددًا بتهمة خرقه شروط الإفراج عنه. اتهمته إسرائيل بإلقاء خطاب في جامعة بيرزيت وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن ترشيحه لمنصب وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية. حكم عليه بالسجن 30 شهرًا، وانتهت محكوميته في عام 2016، ولكنه لم يُفرج عنه.
في عام 2017، قررت المحكمة العسكرية الإسرائيلية إعادة تنفيذ حكمه الأصلي الذي صدر عام 1978، وهو السجن المؤبد و18 عامًا، وذلك بناءً على "معلومات سرية" تتعلق بالقضية. وقد قدم محاموه التماسات ضد هذا القرار، لكن لم يصدر أي حكم جديد بخصوصها.
في 2022، أكدت مصادر إسرائيلية أن المحكمة العسكرية أعادت تنفيذ الحكم الأصلي بحق البرغوثي.
وكالات