2025- 02 - 22   |   بحث في الموقع  
logo تكليف وزير العمل بتمثيل رئيس الحكومة في مراسم التشييع غداً logo مطالبات بتدقيق تصاريح "الذمّة الماليّة" لرياض سلامة logo مع اشتداد العاصفة.. طلبٌ عاجل من بلديّة كفردبيان للمواطنين logo مشاورات أمنية تؤجّل عمليّة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين logo نصائح لأهالي الضنية لِتجنب تجمّد المياه في المنازل logo غليان سني بسبب صورة مسيئة لـ "عمر بن الخطاب" وغضب يهز طرابلس.. تحذير من حرب طاحنة: تحركوا فوراً! logo الثلوج تغطي بعلبك... وموكب "التشييع" يستعد رغم العاصفة! (فيديو) logo قوى الأمن توقف مروجين للمخدرات في جونية
بوتين يسجل أول انتصاراته على ترامب
2025-02-22 10:25:42


في نهاية العام 2021، وقبل شهرين من إعلان بوتين حربه على أوكرانيا، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكين أنه سلم "مسؤولة كبيرة" في الخارجية الأميركية مقترحين يتعلقان بضمان أمن روسيا وحظر أي توسع إضافي لحلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أميركية في الجمهوريات السوفياتية السابقة. واقترحت الوثيقتان عقد مفاوضات ثنائية بين روسيا والولايات المتحدة، لا تشارك فيها دول أخرى، وذلك لتفادي "كثرة النقاشات"، وفقدان المفاوضات معناها في حال انضمام أطراف أخرى. كان الكرملين يريد أن يبقى الأمر سرياً بين الجانبين، لكن الناطقة بإسم البيت الأبيض حينئذٍ جين ساكي ردت على المقترحات الروسية بالقول إنه لا مفاوضات حول الأمن الأوروبي "من دون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين"، حسب صحيفة Gazeta.ru في ذلك الحين.
بعد حوالى الشهرين من ذلك التاريخ، بدأ بوتين غزوه لأوكرانيا. ورأى كثيرون حينها أن اقتراح بوتين عقد مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة على أساس الوثيقتين المقترحتين، كان بمثابة إنذار: إما المفاوضات بشروط روسيا، وإما الحرب على الغرب الجماعي عبر أوكرانيا.بعد اندلاع الحرب، وانهيار العلاقات الروسية الغربية وتبادل طرد البعثات الدبلوماسية، أصبح شبه مستحيل مجرد التفكير بعقد مفاوضات روسية أميركية أو أي طرف غربي آخر. وحتى قبل العدوان الروسي على أوكرانيا، كان أصبح من المستحيل مد جسور ما بين روسيا والغرب. ولعل الكل يذكر زيارة مسؤول السياسة الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى موسكو مطالع شباط/فبراير 2021 في محاولة لتسوية العلاقات مع موسكو، ووصفتها الصحافة حينها بالزيارة المهينة. وأوجز الرجل نتيجتها بالقول إنه من المستحيل تحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وأشار إلى المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الروسي لافروف، والذي "جرى تنظيمه بشكل عدواني"، وتم في أثنائه طرد ثلاثة دبلوماسين اوروبيين، حسب صحيفة NV الأوكرانية في 8 شباط/فبراير 2021.
وعد ترامب بإنهاء الصراع الروسي الأوكراني "خلال 24 ساعة"، دفع الكثير من المواقع الإعلامية للبحث في الوسائل التي يمكن أن يعتمدها ترامب لتنفيذ وعده. وتوقفت هذه المواقع عند المفاوضات التي سيتعين أن يخوضها ترامب مع بوتين: الأطراف المشاركة، توقيتها، مكان عقدها وما إلى ذلك. لكن لم يخطر ببال أحد أن ينصاع ترامب لمطلب بوتين المزمن بأن تكون المفاوضات ثنائية، وتستبعد أوكرانيا وأوروبا منها.انصياع ترامب للمطلب الروسي المزمن بالجلوس إلى طاولة مفاوضات ثنائية، جاء بعد التهديدات الأولية لكل من روسيا وأوكرانيا بالويل والثبور إذا لم ينصاع الطرفان لإرادته بإنهاء النزاع. لكن التبدل السريع في مقاربة ترامب للصراع الروسي الأوكراني -عقد المفاوضات مع روسيا وتقديم تنازلات كبيرة مسبقة لها على حساب أوكرانيا- يشير، من بين أمور عديدة، إلى غياب تقييم واضح لمقولة "النصر التام" في الحرب التي يصر عليها بوتين.
موقع الخدمة الروسية في Forbes الأميركي، وقبل تنصيب ترامب، نشر في 8 الشهر المنصرم نصاً بحث فيه كيف يمكن أن تكون عليه المفاوضات لإنهاء الصراع في أوكرانيا. قال الموقع بأن حظوظ إطلاق المفاوضات متوفرة، لكن المشكلة في أنه لا يوجد حتى الآن ما ينبغي التفاوض عليه. فلا يوجد، ليس فقط تصور للاتفاقيات المحتملة، بل لا يوجد تصور لموضوع المفاوضات نفسها. ففي حين تتحدث واشنطن وكييف عن تسوية الصراع بين روسيا وأوكرانيا، تسعى موسكو لتسوية الصراع العالمي بين روسيا والغرب، حيث لا تشكل أوكرانيا سوى أحد موضوعات البحث.
وأضاف الموقع بالقول إن ترامب يريد صفقة سريعة، بينما موسكو مستعدة لمحادثات طويلة حول نظام دولي جديد يضمن أمناً متعادلاً. الولايات المتحدة تريد مناقشة "تجميد الصراع عند خطوط التماس"، بينما أوكرانيا تطمح لـ"سلام عادل" مع ضمانات غربية لأمنها. روسيا عازمة على التوصل إلى تسوية نهائية، ولكن فقط على أساس القضاء على الأسباب الجذرية للصراع: توسع حلف شمال الأطلسي، خلق تهديدات عسكرية لروسيا في أوروبا وأوكرانيا، الدعم الغربي لـ"نظام كييف"، انتهاك حقوق مواطني أوكرانيا الناطقين بالروسية "على الأراضي الروسية التاريخية". بالإضافة إلى أن موسكو تصر بالطبع على الاعتراف بالمناطق الأربع المحتلة جزءاً من روسيا.بكلام آخر، وعلى الرغم من فداحة الخسائر بالأرواح التي تكبدتها روسيا حتى اليوم (الخدمة الروسية في BBC كانت قد وثقت بالأسماء أكثر من 95 ألف قتيل روسي حتى 21 الجاري) لا تزال روسيا مصرة على مطالبها التي تقدمت بها إلى الولايات المتحدة عشية غزو أوكرانيا. ورفض إدارة بايدن للتفاوض الثنائي مع روسيا حينها، استبدله ترامب بالانصياع لعملية تفاوض لا يملك تصوراً لما تتناوله من موضوعات، ولا إلى ما يمكن أن تنتهي إليه من اتفاقيات. وبدا بوتين مرتاحاً جداً لمجرد بدء عملية التفاوض في الرياض، حيث علق الناطق بإسمه في 19 الجاري بالقول إنه قد تمت خطوة "مهمة جداً جداً" نحو تهيئة الظروف للتوصل إلى معاهدة سلام مؤاتية.
مركز Carnegie في موسكو الذي يصدر حالياً في برلين تحت إسم Carnegie Politika نشر في 18 الجاري نصاً رأى في عنوانه أن من المستبعد أن ينجح ترامب في التوفيق بين موسكو وكييف. وقال في عنوان ثانوي أن ترامب لم ينجح قط في حل الصراعات الدولية المعقدة. وإذا كان الوضع قد تغير منذ ذلك الحين، فقد تغير للأسوأ.
رأى كاتب النص البوليتولوغ والمستشرق Mikhail Korostikov أن ترامب يحب أن يصور نفسه من يحل العقد الدولية المستعصية، لكن قائمة إخفاقاته أطول من قائمة نجاحاته. ولحماسته جانب سلبي أيضاً، وهو عدم الرغبة في الخوض بعمق في التفاصيل وفقدان الاهتمام بالمشكلة بسرعة، إذا لم يكن من الممكن حلها على الفور.قال الكاتب إن الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في الصراع الروسي الأوكراني تشبه كثيراً مقاربة واشنطن لمشكلة السلاح النووي في كوريا الشمالية في العامين 2017- 2018. عشية فوز ترامب الأول، أجرت كوريا تفجيراً نووياً وعدداً من اختبارات الصواريخ. وفرض عليها مجلس الأمن الدولي حينها أقصى العقوبات وأشدها. لكن الكثير من الخبراء رأى حينذاك أن ذلك لن يجعل كوريا تتخلى عن سلاحها النووي، إذ تعتبره مسألة وجودية. لكن ترامب قرر أن يحاول على أي حال، لإظهار قدرته على سهولة حل حتى أكثر الصراعات الدولية تعقيداً في ذلك الوقت.
وكالعادة، بدأ ترامب بالتهديدات، وتوعد بيونغ يانغ بـ"النار والغضب الذي لم يشهد العالم لهما مثيلا من قبل". وشبّه الكاتب تهديداته تلك بما توعد به روسيا من عقوبات غير مسبوقة في حال رفضت عملية المفاوضات.يسترسل الكاتب في الحديث عن اللامبالاة التي واجهت بها كوريا في البداية تهديدات ترامب، قبل أن تغير سلوكها وتعبر عن استعدادها للتفاوض. وسارع ترامب إثر ذلك للإعلان عن وعد بنزع سلاح كوريا "بشكل سريع وتام، ولا رجعة فيه ويمكن التحقق منه". ورأى الكاتب أن وعد ترامب ذاك يمكن مقارنته بوعوده الحالية بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية "خلال 24 ساعة بعد تسلمه السلطة"، أو خلال "مئة يوم كحد أقصى".
موقع الخدمة الروسية في BBC، ومن بين النصوص العديدة التي كرسها للمفاوضات الأميركية الروسية في الرياض، نشر في 18 الجاري نصاً رأى فيه أن المفاوضات بالنسبة لروسيا تمثل إنجازاً دبلوماسياً كبيراً منذ شباط/فبراير العام 2022.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top