زعيم يودع زعيماً
2025-02-22 07:25:42
"" - محمد المدنيزعيمٌ يودع زعيماً، هكذا سيكون الحال في الطائفة الشيعية يوم الأحد 23 شباط، إذ يودع الزعيم الرئيس نبيه بري صديقه ورفيقه الزعيم أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله.ورغم كل الصعوبات والمخاطر الأمنية التي قد تحول دون حضور بري للتشييع، إلاّ أن مصادر مطلعة قدّرت أن بري سيحضر ولو جزءاً من التشييع على اعتبار أن بري اليوم هو الزعيم الوحيد للطائفة الشيعية ووجوده في هذا الحدث ينعكس إيجاباً على الساحة الشيعية ويرفع من معنويات الطائفة الحزينة لخسارة قائدها.يُعتبر يوم الأحد تاريخاً مفصلياً في الحياة السياسية اللبنانية، فتشييع نصرالله يقسم اللبنانيين إلى قسمين، القسم الأول، وهم أخصام الثنائي الشيعي الذين يرون في هذه المناسبة نهايةً لزمن الحزب وتراجع قوته وسلطته، والقسم الثاني، يتمثل بالثنائي الشيعي نفسه الذي يسعى من خلال حدث التشييع أن يؤكد مشروعيته الشعبية وقوته السياسية.تعاني الطائفة الشيعية ما تعانيه منذ "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول 2024، لكن ما كسر ظهرها كان اغتيال السيد نصرالله في 27 أيلول 2024، واليوم بعدما حلّت ساعة الحقيقة وآن أوان تشييع الشهيد، سيكون على الثنائي الشيعي ترتيب أوضاع بيئتهما وفتح صفحة جديدة على المستويين السياسي والشعبي.فالمطلوب من الثنائي التكيّف مع المتغيرات التي طرأت على الساحتين الدولية والمحلية، وأن يشاركا في التأسيس لسلطة جديدة مع باقي الأفرقاء السياسيين، تحت حكم الدستور والقانون وفي إطار العيش المشترك، وبالعمل مع الجميع لرفع راية الدولة الحاضنة لكل اللبنانيين.أمّا عن التشييع، فإنه معيب أن تتحول مناسبة تشييع أحد أبرز رموز المقاومة إلى فرصة للإنقضاض على الطائفة الشيعية والإساءة لها عبر التحريض على مقاطعة تشييع زعيمها التاريخي، وكأن المشاركة في تشييع السيد نصرالله جريمة تعاقب عليها محكمة العدل الدولية.إن الاختلاف السياسي مع "حزب الله" لا يمكن أن يكون سبباً في عدم احترام الدعوات التي وجهها الحزب إلى جميع اللبنانيين على المستويين السياسي والشعبي للمشاركة في هذا التشييع، إذ يريد الحزب لأمينه العام تشييعاً وطنياً لا طائفياً ولا مذهبياً، ويريد للسيد مشهدية أخيرة تليق بتاريخه كرجل مقاوم قُتل بصواريخ طائرات الجيش الإسرائيلي في أصعب عدوان شنّته إسرائيل على لبنان.فمهما بلغ الخلاف السياسي ما بلغ، لا يصحّ أن ينسحب حقداً وتحريضاً على تشييع رجل يُعتبر اغتياله انكساراً للطائفة الشيعية بأكملها، ولا يمكن لهذه الطائفة إلاّ أن تحزن وتعتب على من لا يحترم رمزية 23 شباط، ولا يمكن لها إلاّ أن تقدر وتحترم كل من يشارك في هذه المناسبة الحزينة، فلا شماتة في الموت ولا مقاطعة عند واجب العزاء.
وكالات