عقد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اجتماعًا أمنيًا في قصر بعبدا، حضره وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، ووزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، إلى جانب عدد من القيادات الأمنية والعسكرية، من بينهم قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عوده، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري. ناقش الاجتماع الأوضاع الأمنية في البلاد، مع التركيز على التطورات في الجنوب اللبناني، في ظل استمرار التوتر مع إسرائيل. كما تناول البحث الترتيبات الأمنية لمواكبة تشييع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، المقرر يوم الأحد المقبل. وتم الاتفاق على عقد اجتماعات أمنية دورية لمواكبة المستجدات واتخاذ القرارات المناسبة عند الحاجة.القمّة العربيّةمن جهةٍ أخر، تسلّم رئيس الجمهورية جوزاف عون، من سفير مصر في لبنان علاء موسى، رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتضمن دعوة الرئيس عون للمشاركة في القمة العربية غير العادية التي ستنعقد في القاهرة في الرابع من آذار المقبل لبحث القضية الفلسطينية.
وأشار الرئيس المصري في الرسالة، إلى أنّه "في ضوء التطورات المتسارعة والخطيرة التي تشهدها منطقتنا العربية، والتي تستدعي التشاور وتنسيق المواقف بين ملوك ورؤساء وامراء الدول العربية، للاتفاق على السبل المثلى لحماية المصالح العربية وصون الامن القومي العربي بمفهومه الشامل، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وصولًا الى تحقيق المبتغى العادل بإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وقال: "يطيب لي أن أدعوكم للمشاركة في القمة العربية غير العادية التي تستضيفها جمهورية مصر العربية يوم 4 آذار 2025 في القاهرة"، مضيفًا:"أؤكد على أن مشاركتكم سيكون لها عظيم الأثر في تحقيق التضامن العربي المنشود والتوافق على مقاربة عربية شاملة للتعامل مع التحديات الراهنة غير المسبوقة". وكان الرئيس عون استقبل أيضًا وفدًا من منطقة حاصبيا برئاسة الوزير السابق أنور الخليل، جاء مهنئاً رئيس الجمهورية بانتخابه. وقد أكد الرئيس عون امام الوفد أنه "آن الأوان ليحكم الجميع لغة العقل ولغة المصلحة العامة، وانتهاز الفرص الكثيرة المتاحة لنا"، مشيرًا إلى أنّه "يجب ان نبرهن لأنفسنا وللعالم أجمع انه بات لدينا فكر الدولة، ومخطط لبناء دولة". وأضاف: "لدى لبنان ثروات فكرية كبيرة وهي حتى أهم من الثروة الطبيعية التي قد تزول مع الوقت، لكن الثروة الفكرية تجدد نفسها".التزام لبنان باستعادة دوره في سياق آخر، استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، في السراي الحكومي، وفدًا من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي برئاسة سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور. وجرى خلال اللقاء بحث المستجدات الإقليمية والدعم العربي للبنان، حيث أكد سلام التزام حكومته بإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي بين أشقائه العرب، وعدم السماح باستخدامه منصة للهجوم على الدول العربية والصديقة. كما شدد على أهمية الموقف العربي الموحد في مواجهة التحديات، وعلى رأسها مخطط تهجير الفلسطينيين.
وأكد سلام أن حكومته تسعى إلى جذب الاستثمارات العربية إلى لبنان مجددًا، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا دبلوماسية للضغط على إسرائيل للانسحاب من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة. من جهته، ثمّن السفير دبور الدعم اللبناني للاجئين الفلسطينيين، مشددًا على أن "لا استقرار في المنطقة إلا عبر حل عادل للقضية الفلسطينية"، ومؤكدًا رفض التوطين أو أي مشاريع بديلة عن حق العودة.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية، استقبل رئيس الحكومة وفدًا من البرلمان الأوروبي، حيث جرى البحث في آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة. كما التقى نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان أندرو سابرتون، لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين لبنان والمنظمة الدولية، مع التركيز على جهود إعادة الإعمار في المرحلة المقبلة. وفي لقاء آخر، بحث سلام مع السفير الفرنسي في لبنان، هيرفيه ماغرو، سبل استكمال ترتيبات وقف إطلاق النار، إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ودور فرنسا في دعم عملية إعادة الإعمار. وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه لبنان تحولات أمنية وسياسية حساسة، وسط تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية، مما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد مسار البلاد واستقرارها.عملية الـ "بيجرز" والتشييعوفي تطورٍ لافت، كشف مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز عن تفاصيل عملية "البيجر" التي استهدفت قادة "حزب الله"، واصفًا إياها بأنها "واحدة من أعظم العمليات في التاريخ". وأضاف والتز أن الحزب "مقطوع الرأس إلى حد كبير"، معتبرًا أن هناك "فرصة حقيقية للتغيير في لبنان لم تحدث منذ جيل".
من جانبه، أفصح أحد عملاء الموساد عن أن العملية بدأت قبل عشر سنوات، حيث تم زرع أجهزة "ووكي توكي" مفخخة، لم يدرك الحزب أنه كان يشتريها من إسرائيل. وانفجرت هذه الأجهزة في أيلول الماضي بعد يوم من تفجير أجهزة "البيجر" المفخخة، التي تم تصميمها خصيصًا لجذب الانتباه عبر نغمات رنين مدروسة. على المستوى السياسي، توالت التصريحات الأميركية حول الملف اللبناني، إذ اعتبر النائب الجمهوري جو ويلسون أن أي سياسي لبناني سيحضر مراسم التشييع "يضع نفسه في صف النظام الإيراني". وتأتي هذه التصريحات في ظل التصعيد المستمر بين واشنطن وطهران، وانعكاساته على الساحة اللبنانية.