انتهت اليوم الجمعة، القمة العربية المصغرة التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، بلا بيان رسمي، علماً أن القمة التي شاركت فيها دول الخليج باستثناء سلطنة عُمان، ومصر والأردن، كانت مخصصة لبحث الرد على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القاضية بتهجير قطاع غزة.
دفعة السبت
ولا تزال مفاوضات المرحلة الثانية حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تراوح مكانها، في ظل ترقب إتمام دفعة السبت من تبادل الأسرى، بين حماس وإسرائيل والتي ينتظر الإفراج فيها عن 602 من الأسرى الفلسطينيين، مقابل 6 أسرى إسرائيليين أحياء، تسلمت إسرائيل رسمياً هوياتهم، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى بين الجانبين.
وفيما أكد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، أن الكتائب ستفرج غداً السبت، عن 6 أسرى، وأعلن هوياتهم. ذكر مكتب نتنياهو أن "إسرائيل تسلّمت قائمة بأسماء الرهائن، المقرّر إطلاق سراحهم، غداً، ضمن الاتفاق"، وقال إن عائلاتهم أُبلغت بذلك.
من جهته، قال مكتب إعلام الأسرى، إنه "بعد تسليم المقاومة الفلسطينية أسماء الأسرى الصهاينة، سيتم الإفراج غداً السبت، وفي إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل، عن 50 أسيراً من المحكومين بالمؤبد، و60 أسيراً من أصحاب الأحكام العالية". وأضاف أنه سيُطلق كذلك سراح "47 أسيراً من أسرى وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم، و445 أسيراً من أسرى قطاع غزة الذين جرى اعتقالهم بعد 7 من تشرين الأول/ أكتوبر".
حماس ترفض تهديدات نتنياهو
في غضون ذلك، أكدت حماس، اليوم الجمعة، أنها تلقت من الوسطاء، ادعاءات الاحتلال بشأن جثة قالت إسرائيل إنها لم تكن لرهينة كان يُفترض أن تتسلّمها ضمن جثث الإسرائيليين القتلى الأربعة، والذين سُلِّموا، أمس الخميس.
وفي أول رد منها على تلك الادعاءات، أشارت الحركة إلى انها ستفحص الموضوع بجدية وستعلن النتائج، وقالت: "نستغرب الضجة التي يثيرها الاحتلال، بادعائه أن جثمان الأسيرة بيباس لا يتطابق مع فحص (دي إن إيه)".
وأكدت رفضها "تهديدات نتنياهو في إطار محاولاته تجميل صورته أمام المجتمع الصهيوني، وفي سياق الخلافات الداخلية"، مشدّدة على "ضرورة المضي قدماً في تنفيذ استحقاقات الاتفاق على المستويات كافة".
وجدّدت الحركة التأكيد على "جديتنا والتزامنا الكامل بجميع تعهداتنا، وقد أثبتنا ذلك من خلال سلوكنا خلال الأيام الماضية"، لافتة إلى أنه لا مصلحة لها في عدم الالتزام أو "الاحتفاظ بأي جثامين لدينا".
وأوضحت حماس أنه "يحتمل وجود خطأ، أو تداخل بالجثامين، قد يكون ناتجاً عن قصف الاحتلال مكان وجود العائلة مع فلسطينيين"، مشيرة إلى أنها "ستعلم الوسطاء بنتائج الفحص والتحقيق"، داعية "لإعادة الجثمان الذي يدعي الاحتلال أنه يعود لفلسطينية".
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، أن "عملية تحديد الهوية، أظهرت أن الجثة الإضافية التي استُلمت لم تكن جثة شيري بيباس، ولم يُعثَر على تطابق مع أي أسير آخر وهي جثة مجهولة الهوية".
كما ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، اليوم، أن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة الذين سُلمت جُثثهم أمس، قُتلوا بأيدي حماس. وزعم أن الطفلين بيباس قُتلا بأيدي حماس، وليس بإطلاق النار عليهما أو بغارة جوية نفذها الجيش الإسرائيلي. وطالب هغاري بإعادة جثة الأسيرة بيباس، بعد تسليم جثة امرأة من غزة بالخطأ مكانها.
انتهاكات الاحتلال
وتأتي هذه التطورات، في وقت يواصل جيش الاحتلال خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار، والتي أسفرت عن استشهاد امرأة، بالرصاص، في حي الجنينة شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع.
وفي السياق، أعلن مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إسماعيل الثوابتة، اليوم الجمعة، تسجيل أكثر من 350 انتهاكاً إسرائيلياً لاتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه في 19 كانون الثاني/يناير الماضي.
وقال الثوابتة في تغريدة عبر منصة "إكس"، إن "الاحتلال الإسرائيلي انتهك اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 350 مرة منذ توقيعه، في تأكيد واضح على استمراره في خرق الالتزامات وتحدي المجتمع الدولي".
وأشار إلى أنه لم تدخل حتى الآن، إلى القطاع أي بيوت متنقلة مخصصة للإيواء، لافتاً إلى أن البيوت المتنقلة التي جرى إدخالها محدودة جداً ومخصصة لمؤسسات دولية أو لمستشفيات ميدانية.