تفجيرات "بات يام"... مبررات لمزيد من التصعيد!
2025-02-21 17:25:47
تصاعدت الأحداث في الضفة الغربية بعد سلسلة من التفجيرات استهدفت حافلات فارغة في مدينة بيت يام جنوب تل أبيب، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار أوامر بتكثيف الهجمات في الضفة الغربية.
ورغم أن التفجيرات لم تسفر عن إصابات، إلا أنها أثارت ردود فعل قوية داخل الأوساط الإسرائيلية، خاصة مع إعلان جهاز الشاباك عن اعتقال ثلاثة إسرائيليين يشتبه بتسهيلهم تنفيذ هذه العمليات.
الإعلامي المتخصص في الشؤون الفلسطينية، وائل محمود، أشار إلى أن هذه التفجيرات تأتي في سياق دعائي يخدم أهداف اليمين المتطرف الإسرائيلي.
وقال: "الإعلام الإسرائيلي ركز منذ الليلة الماضية على هذه الحادثة، مستغلاً الحدث لإيجاد مبررات لمزيد من التصعيد في الضفة الغربية".
وأضاف محمود أن الحكومة الإسرائيلية تستفيد سياسياً من هذه العمليات، حيث أوضح: "المستفيد الأول هو نتنياهو واليمين المتطرف الذي يسعى لتعزيز سلطته واستغلال أي حدث أمني لتبرير المزيد من القمع".
من جانبه، رأى الدكتور سيد غنيم، الأستاذ الزائر في أكاديمية الناتو في بروكسل، أن الحكومة الإسرائيلية تتبنى سياسة التصعيد كاستراتيجية سياسية وعسكرية طويلة الأمد.
وأوضح غنيم قائلاً: "نتنياهو يستخدم هذه التفجيرات كذريعة للاستمرار في سياسات التصعيد العسكري، ويستفيد منها داخلياً لتعزيز مواقفه وسط انقسامات داخل الجيش الإسرائيلي".
وأضاف أن هناك انقسامات واضحة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن استمرار الحرب في غزة والتصعيد في الضفة الغربية، حيث أشار إلى أن "هناك أصوات داخل الجيش ترى أن هذا التصعيد غير مثمر عسكرياً، لكنه يخدم الأجندة السياسية لنتنياهو واليمين المتطرف".
الوزير الإسرائيلي السابق شمعون شطريت علق على الأحداث بقوله: "كل عملية تخريبية يقوم بها المتطرفون الفلسطينيون تؤدي إلى تعزيز اليمين الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن الأحداث الأمنية غالباً ما تصب في مصلحة الأحزاب المتشددة.
وأضاف شطريت: "التاريخ يثبت أن أي خطوة سلمية، مثل اتفاقية أوسلو، واجهت عمليات تخريبية من الجانب الفلسطيني، مما ساعد اليمين في تصعيد خطابه وزيادة شعبيته".
وأشار شطريت إلى أن الوضع الحالي قد يكون جزءاً من حملة سياسية تهدف إلى تعطيل أي جهود دبلوماسية، قائلاً: "أي محاولة لتهدئة الأوضاع تواجه بتصعيد مفاجئ، ما يثير الشكوك حول نوايا الحكومة في تحقيق الاستقرار".
يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الضفة الغربية توغلات متزايدة من الجيش الإسرائيلي، مع فرض مزيد من القيود والحواجز العسكرية.
ويتوقع المحللون أن تؤدي هذه التطورات إلى تفاقم الوضع الأمني وزيادة التوتر في المنطقة، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين حول الروايات الرسمية المتعلقة بتفجيرات الحافلات.
وكالات