تشكِّل مناسبة تشييع الأمينَين العامَّين السابقين لحزب الله السيِّدين حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين، مناسبة غير اعتيادية، ليس فقط على مستوى لبنان، وإنما المنطقة العربيية والعالم. ولضخامة الحدث، ينتظر حزب الله وصول وفود من مختلف دول العالم. ووفق ما أعلنه، منسِّق اللجنة العليا لمراسم التشييع، الشيخ علي ضاهر، فإنَّ "الفريق المختص بإرسال الدعوات والتشريفات أحصى مشاركة نحو 79 دولة من كل أرجاء العالم بين مشاركات شعبية ورسمية". وهذه الوفود يفترض أن تتوزَّع على الفنادق القريبة من المدينة الرياضية في بيروت، والتي ستشهد مراسم التشييع نظراً لكونها "المكان الأنسب لاستيعاب بعض الحضور"، بحسب ضاهر. فأين نزلت تلك الوفود، ومَن المسؤول عن تأمين سكنها؟.
ليست في الفنادق الكبرىشهد لبنان الكثير من المناسبات ذات الطابع الضخم الذي تشارك فيه الوفود الدولية. أمّا على مستوى الحدث المنتَظَر يوم الأحد المقبل، فاختَبَرَ لبنان حدثاً ضخماً مماثلاً هو تشييع رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والذي شاركت فيه شخصيات عالمية أبرزها الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والأخضر الإبراهيمي ممثلاً الأمين العام للأمم المتحدة حينها كوفي أنان، فضلاً عن وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، إلى جانب خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، وكذلك وزير الخارجية البريطاني جاك سترو.تلك الشخصيات وأعضاء الوفود المشاركة التي أتت إلى لبنان في العام 2005، توزَّعَ أغلبها على الفنادق الكبرى في بيروت. وذلك على خلاف ما يسجِّله الحدث المنتظر يوم الأحد. فبحسب نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، فإن الشخصيات والوفود المفترض أن تشارك في تشييع نصرالله وصفيّ الدين "لم تنزل في الفنادق الكبرى في بيروت، كفندقيّ فينيسيا والموفمبيك على سبيل المثال لا الحصر. وهي الفنادق التي اعتادت استقبال الوفود الرسمية المشاركة في المناسبات الكبرى". ويقول الأشقر في حديث لـ"المدن"، إنَّ "الوفود الشعبية في الغالب تتوزَّع على الكثير من الفنادق الموجودة في بيروت، لكن الوفود الرسمية التي تمثِّل الدول والشخصيات، تحجز في فنادق 5 نجوم والفنادق الكبيرة".ويلفت الأشقر النظر إلى أنَّ "نزول الوفود الرسمية في فنادق بيروت من شأنه أن يعطي صورة إيجابية للبلد. لكن حتى اللحظة لم تتأثَّر حركة الإشغال الفندقي بشكل ملموس بوجود الوفود المشاركة بالتشييع".
على حسابهم الخاصاستنفَرَ حزب الله لترتيب الأمور اللوجستية المرتبطة بالحدث. فاهتمَّ بالكثير من التفاصيل التنظيمية المتعلّقة بمكان التشييع وخط سير الموكب من المدينة الرياضية إلى مكان الدفن خلف مطعم الساحة على طريق المطار، إلاّ أنّه، وبحسب مصادر مسؤولة في اللجنة الإعلامية للحزب "لم يتم حجز أماكن سكن الوفود على عاتق الحزب. بل تُرِكَ الخيار لكل وفد، وعلى حسابه الخاص". ومع ذلك، تشير المصادر في حديث لـ"المدن"، أنّ بعض الوفود "حجز في فندق كراون بلازا وفندق الساحة".بعيداً من أسماء الفنادق التي اختارها المشاركون الآتون من مختلف الدول "مثل إيران، العراق، باكستان، اندونيسيا، البحرين، الولايات المتحدة الاميركية، بريطانيا، فنزويلا، تشيلي... وغيرها"، فإنّ هذه الوفود ستتوزّع حكماً في فنادق لا تبتعد عن بيروت الإدارية ومحيط الضاحية الجنوبية، إلاّ مَن كان لديه أماكن خاصة في لبنان، سواء على نفقته أو بحسب ما تؤمِّنه السفارات.