على مقربة من تلة "اللبونة"، جنوب الناقورة، التي لا تزال تحت الإحتلال الإسرائيلي، مع أربع نقاط أخرى ومساحات واسعة من الأراضي، خلافاً لإتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، حط أربعة نواب من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني، في المقر العام لقيادة قوات "اليونيفيل"، الذي لم يسلم من الإعتداءات الإسرائيلية إبان الحرب.
وصل الوفد النيابي، على وقع إطلاق صفارات الانذار التي دوت في المقر الدولي بعد سماع دوي انفجارات وقصف معاد إسرائيلي عند الحدود مع فلسطين المحتلة.
جاءت زيارة اللجنة، التي ضمت رئيسها النائب فادي علامة، والنواب ناصر جابر(كتلة التحرير والتنمية)، النائب بيار أبي صعب(كتلة القوات اللبنانية)، والنائب ندى البستاني(كتلة التيار الوطني الحر)، والتي تشارك للمرة الاولى في زيارة مقر اليونيفيل، لتجديد التأكيد على ضرورة إستكمال إنسحاب جيش الإحتلال الإسرائيلي بشكل كامل ودعم مهام اليونيفيل، ورفض التعدي عليها. تغيب عن المشاركة في عداد وفد لجنة الخارجية، ممثل" حزب الله"، لأسباب تتعلق بترتيب مراسيم تشييع الأمينين العامين للحزب السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.جرى خلال الإجتماع المطول، بين أعضاء اللجنة وقيادة اليونيفيل، ممثلة برئيس البعثة، الجنرال الإسباني لارلدو لاثارو، عرض مسهب من قيادة اليونيفيل للوضع في منطقة جنوب الليطاني والتحديات في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، والدور الاستثنائي الذي لعبته اليونيفيل في فترة الحرب، ورفضها ترك مواقعها.
وبعد التوقيع على السجل الذهبي، شدد التائب علامة الذي تحدث باسم اللجنة، على "أهمية وجود ودور قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان، عند الحدود مع فلسطين المحتلة ومسؤوليتها في مراقبة الحدود منذ عقود من الزمن". وقال علامة، "لا بد من التأكيد على مدى إنسجام اليونيفيل، قيادة وأفراداً مع النسيج اللبناني وتعاونها مع السلطات الرسمية اللبنانية، مؤكداً أن حادثة التعرض لنائب قائد اليونيفيل المنتهية ولايته في محيط المطار،حادث فردي وعمل مستنكر، وأننا على ثقة بمحاسبة المعتدين". أملاً "من اليونيفيل والأمم المتحدة وجميع الدول، العمل بالتعاون مع لبنان لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإنسحابه في القريب العاجل".ارديل: الوضع متوتراما المتحدثة باسم "اليونيفيل" كانديس ارديل، فقالت : "الزيارة مهمة، لأنها تظهر أهمية العمل الذي تقوم به "اليونيفيل" تجاه الحكومة اللبنانية. وقد طلبت الحكومة مؤخرا من مجلس الأمن تجديد ولايتنا لمدة عام آخر. وهذا يبين الأهمية التي نقوم بها لتحقيق المنفعة التي تجلبها قوة حفظ السلام للمجتمعات المحلية في جنوب لبنان والأمن والاستقرار الذي تجلبه قوات حفظ السلام. وقد أبلغنا الطرفان، السلطات اللبنانية والإسرائيلية، أن القرار 1701 هو الإطار المناسب للتحرك نحو حل سياسي وديبلوماسي دائم. وعليه فإن هذه الزيارة هي جزء من دعم القرار 1701". وأضافت كانديس:"الوضع في الجنوب اليوم متوتر وقد تكرر هذا الأمر كثيراً منذ الثامن من تشرين الأول. لقد شهدنا فترات من التوتر الشديد. تكون بعض الأيام أكثر هدوءا ولكننا نشهد اليوم بعض التبادلات العنيفة لتبادل إطلاق النار. ونحن نواصل العمل من خلال آليات الإرتباط والتنسيق لدينا، ونتحدث إلى السلطات على جانبي الخط الأزرق لحثها على العودة إلى وقف الأعمال العدائية، وحث جميع الأطراف الفاعلة على إلقاء أسلحتها حتى نتمكن من المضي قدما من خلال القرار 1701، من خلال إطار وقف الأعمال العدائية نحو حل سياسي وديبلوماسي يعيد الاستقرار على المدى الطويل إلى جنوب لبنان".أبي عاصي: لا لاستمرار الاحتلالوقال النائب بيار أبي عاصي، في دردشة مع "المدن"، إنه "من غير المقبول بتاتاً إستمرار الإحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس أو زيادة على هذه الأماكن، فهذا الأمر هو مبدأي و سيادي".
وأضاف أبي عاصي، "أهمية هذه الزيارة أنها تاتي بعد وقف إطلاق النار، والأهم من ذلك وقف الإعتداءات الإسرائيلية"، مؤكداً على أن "لا سلاح خارج سلاح الدولة اللبنانية، وفق ما ينص قرار مجلس الأمن 1701".