أقدمت بلدية بدنايل في البقاع على إقفال أبواب الجمعية اللبنانية للدراسات والتّدريب، وبررت في بيان الأمر أن الجمعية عممت على الموظفين عدم المشاركة يوم الأحد المقبل في تشييع أمين عام حزب الله السابق السيد حسن نصرالله. وقالت البلدية في البيان الذي وقعه رئيسها على محمد سليمان (مقرب من حزب الله) أنهم لن يسمحوا لأذناب السفارات والمرتزقة والمستفيدين من فتات الحق الأميركي والإسرائيلي بأن يشوهوا سمعة منطقتنا. وأتى هذا البيان بعد بيان صدر منذ يومين عن رئيس البلدية دعا فيه أبناء البلدة إلى المشاركة الحاشدة في تشييع نصرالله. وتزامن أيضاً قرار البلدية بإقفال أبواب الجمعية، مع شائعات تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن رئيس "الجمعية اللبنانية للدراسات والتّدريب" رامي اللقيس (شيعي مستقل) عمم على الموظفين بعدم المشاركة في التشييع يوم الأحد المقبل.منع أذناب السفاراتوشهدت مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً حاداً على الجمعية وإدارتها، بلغ حدّ التخوين والاتهام بالعمالة، وسارعت بلدية بدنايل إلى حظر نشاط الجمعية في البلدة حتّى إشعارٍ أخر. وأكد رئيس بلدية بدنايل علي محمد سليمان لـ"المدن" أن "الجمعية سعت إلى التخريب داخل البيئة المجتمعية للمقاومة بأساليب ملتوية متجاهلة طلبات البلدية السابقة بعدم التّدخل في الشؤون السياسية، وآخرها التعميم على موظفيها بعدم المشاركة في الأنشطة الحزبية". ووصف سليمان تعميم الجمعية على الموظفين أنَّه يُشكّل تناغماً مع التوجهات الأميركية الاسرائيلية من أذناب السفارات ومرتزقيها، داعياً الجمعيّة لتصحيح خطواتها ومسارها والرجوع عن قرارها الخاطئ.
وفي التفاصيل، تأسست الجمعية اللبنانيّة للدراسات والتدريب منذ 25 عاماً. وخلال هذه السنوات بنى مؤسسها ورئيسها رامي اللقيس شبكة واسعة جداً من العلاقات المحلية والعربية والدولية. وبلغ عدد مراكزها التعليمية والإدارية أكثر من خمسين مركزاً في مختلف مدن وقرى البقاع الشمالي. هذا فيما يزيد عدد الموظفين والعاملين فيها عن الألف شابة وشاب بقاعيين. ما دفع ببعض أبناء المنطقة لوصف "الجمعية" بالحزب الثالث الأكبر بقاعاً بعد الثنائي الشيعي. فيما البعض الأخر يصفها بـ"دولة الدراسات" أو "إمبراطورية اللقيس". علماً أن الأخير ينتمي للطائفة الشيعية، ويحرص دائماً على استقلالية الجمعية وعدم تصنيفها أو وضعها في أيِّ خانة سياسية. لكنه في المقابل يقدم الخدمات والتوظيفات لكلا الطرفين الشيعيين المسيطرين، وذلك بغية تسهيل عمل جمعيته. وأسس صداقات مع مسؤولين وضباطاً ورجال أمن ودين من مختلف الطوائف.الخوف من خسارة التمويل؟في تعليقه لـ"المدن" عن إقفال أبواب الجمعية أستغرب اللقيس اختلاق قضيّة من لا شيء، ونفى اصدار أي تعميم على الموظفين لعدم المشاركة في تشييع نصرالله. وقال: "نحن جمعية إنمائية غير سياسية، هدفنا التخفيف عن كاهل المنطقة عبر الوصول للتنمية المستدامة فعلاً لا قولاً. نحترم الجميع ولا نتدخل في الخصوصية الدينية للموظف، ولا نمنع أحداً من ممارسة شعائره. فقط نمنع إدخال الأحاديث والنقاشات السياسية إلى الجمعية. أما تشييع الشهداء يوم الأحد، هو مناسبة وطنية دينية لها كل الاحترام والتقدير، فنحترم معناها وخصوصيتها ولم نطلب من أحد عدم المشاركة.الحادثة أدت إلى بلبلة في البقاع لا سيما أن "جمعية" اللقيس توظف هذا الكم الكبير من السكان، هذا فضلاً عن المساعدات العينية التي تقدمها بالتعاون مع مؤسسات ومنظمات دولية وأممية. هذا وتتلقى الجمعية هبات وتنفذ مشاريع مع سفارات وجهات أوروبية.لطالما كان اللقيس على وئام مع الثنائي الشيعي، لكن يبدو أنه استشعر الغضب الخارجي على حزب الله وأراد استعراض "استقلاليته" عن الحزب تماماً، خوفاً من أي "شبهات" قد تؤدي إلى خسارة التمويل الخارجي. وهنا يغمز البعض في البقاع من قناة رئيس الجمعية بأنّه يقف خلف إشاعة منع الموظفين من المشاركة بغية إحداث بلبلة. والهدف من هذه البلبلة الترويج للجمعية أميركياً وأوروبياً، للحفاظ على مصادر تمويل مشاريعها. وبهذا المعنى تكون بلدية بدنايل قد قدمت خدمة لهذه "الجمعية" على اعتبار أنه بات مغضوباً عليها من "حزب الله" وبيئته.