2025- 02 - 22   |   بحث في الموقع  
logo إشكال بين مناصري “الحزب” وأهالي الطريق الجديدة logo نجل نصرالله بمواجهة "أم.تي.في": صراع الحشود في يوم التشييع logo حماس تنفي مزاعم مقتل أطفال عائلة بيباس logo أول عملية تسليم نفط من شمال شرق سوريا إلى الحكومة logo الحزب يجنّد فرقًا جديدة و"مناورة ضخمة" حصلت: رندلى جبور تكشف خطة "سحق العصر الأميركي" في لبنان! logo بين أحياء وأموات... نتنياهو يعلن استعادة 192 مخطوفًا! logo تكليف وزير العمل بتمثيل رئيس الحكومة في مراسم التشييع غداً logo مطالبات بتدقيق تصاريح "الذمّة الماليّة" لرياض سلامة
المنخفض القطبيّ "آدم": بردٌ قارس والمزارعون هم الأكثر تضرّرًا
2025-02-20 16:25:51

يشهد لبنان حالةً من التوجّس مع توارد أخبار المنخفض الجويّ القطبيّ المنشأ، الذي أُطلِق عليه اسم "آدم". فعلى الرّغم من جلبه كتلاً هوائيّة شديدة البرودة، تتراجع نسبة المتساقطات بشكلٍ ملحوظ، خصوصًا في المناطق الساحليّة ولا سّيما في بيروت، فيما يتوقّع أن تستمر تأثيراته الباردة حتى منتصف الأسبوع المقبل.كتلة قطبيّة وصقيعٌ آتٍللاطّلاع على تفاصيل المنخفض ومدى تأثيره على البنى التحتيّة، تواصلت "المدن" مع رئيس دائرة التقديرات السطحيّة في مصلحة الأرصاد الجويّة، محمد كنج، الذي أوضح أنّه "أُطلِق على الحالة اسم "منخفض جويّ" وليس "عاصفة"، لأنّ العاصفة تكون مصحوبة برياحٍ قويّة تتجاوز سرعتها 90 كلم/ساعة، بينما المنخفض الحاليّ تصحبه رياح أهدأ نسبيًّا". ورغم قدوم الكتلة الهوائيّة من منشأ قطبي، فإنّ "انخفاض نسبة الرطوبة" حدّ من غزارة الهطولات، لا سيّما في بيروت والمناطق الساحليّة.
أشار كنج إلى أنّ درجات الحرارة ستنخفض بشكلٍ متسارع بدءًا من مساء الجمعة، وتبلغ ذروتها يومي السبت والأحد، حيث من الممكن أنّ تصلّ على السّواحل إلى 3 أو 4 درجات مئويّة. أمّا الثلوج، فقد تتساقط على ارتفاعات متدنيّة تصل إلى 300-400 متر، لكن بكميّات خفيفة. وحذّر من موجة صقيع وجليد اعتبارًا من مساء السبت وحتى صباح الأربعاء، خصوصًا في المناطق التي ترتفع 500-600 متر وما فوق. ولفت كنج إلى أنّ "المناطق الداخليّة والشماليّة قد تنال حصة أعلى من الأمطار والثلوج، فيما تبقى الهطولات الساحليّة محدودة نتيجة الرياح الشماليّة الجافّة". كما توقّع أن تلامس درجات الحرارة ستّ درجات تحت الصفر على ارتفاع 1500 متر ليل السبت، مع إمكان تساقط البَرَد على السواحل، ما قد يسبّب أضرارًا في المركبات.جدل "المنخفض الأقوى" وحقائق الأرصادوفيما راجت أخبار عن أنّ منخفض "آدم" هو الأشدّ والأقوى خلال العقود الماضية، نفى كنج أيّ تصريحٍ رسميّ بهذا الشأن، مذكّرًا بعواصف سابقة أشدّ مثل "زينة" عام 2015، حين وصلت الحرارة في بيروت إلى 3 درجات مئويّة. وأكّد أنّ "أي كلام عن منخفض هو الأقوى منذ خمسين عامًا لم يصدر عن مصلحة الأرصاد الجوية، بل تداوله بعض المواقع من دون مصدر موثوق".
وعن كميّات الهطول المتوقّعة، قدّر كنج أنّها ستراوح بين 40 و80 ملم من الأمطار، أي ما يوازي 40 إلى 80 سم من الثلوج، طيلة فترة المنخفض. غير أنّ البيان الأحدث يشير إلى تراجع كبير في الرطوبة، خصوصًا يومي الخميس والسبت، ما جعل كميات الأمطار على السواحل تنخفض بشكلٍ واضح، في مقابل كميّات معتبرة في بعض المناطق الداخليّة والشماليّة وصلت إلى 30 ملم.
وشدّد كنج على أنّه "لا ضرورة للهلع الكبير"، لكنّ الحذر واجب بسبب تكوّن طبقات الجليد في مناطق غير معتادة على مثل هذه الظروف، ما قد يعيق التنقلات. أمّا بالنسبة إلى المزارعون فيتوجّب عليهم الاستعداد جيّدًا لموجة الصقيع الحادّة الّتي قد تلحق أضرارًا بالمحاصيل والأشجار. ولا خوف فعليّ على البنى التحتيّة المهترئة أساسًا.التغيّر المناخيّ في الواجهةوتأتي هذه المستجدّات المناخيّة في سياق موجةٍ عالميّة من الأحداث المتطرّفة، التي تضرب المنطقة العربيّة مؤخرًا، من فيضاناتٍ وموجات حرّ وتصحرٍ وحرائق غاباتٍ، إلى هطولٍ للأمطار في غير مواسمها. وقد تركت هذه الظواهر أثرًا مباشرًا في تراجع الموارد المائيّة وتدهور الثروات الطبيعيّة، وأوقعت خسائر بشريّة جسيمة. في لبنان تحديدًا، تتراكم المخاوف من سيولٍ مفاجئة أو عواصف متطرّفة أو شحٍّ مائي، في ظلّ أزماتٍ معيشيّة واقتصاديّة طاحنة. ووسط كمٍّ من الإشاعات التّي تربط هذه الظواهر بـ"غضبٍ إلهي"، يلفت خبراء المناخ إلى أنّ الحقيقة عِلميّة بالدرجة الأولى: ارتفاعٌ في درجات الحرارة، تغيّرٌ في أنماط الهطولات، وتعرّض المزروعات لخطر البَرَد في أوقات غير مألوفة.
وتقع المنطقة التي يشغلها لبنان في ما يُعرف مناخيًّا بالمنطقة "السّاخنة"، المعرضة لاضطرابات طقسيّة حادّة. ومع الشلّل المؤسسيّ وغياب الخطط البيئيّة الملائمة، يتنامى القلق من عدم القدرة على احتواء أيّ سيناريو مناخيّ قادم قد يهدّد الزراعات والموارد المائيّة، ويؤدّي إلى تفاقم الأعباء الاقتصاديّة على الفئات الأكثر هشاشة. ويرى كثيرون أنّ التغيّر المناخيّ في لبنان قد بات مشكلةً آنيّة لا مستقبليّة فحسب: طرقات تغمرها السيول، وزراعات تُتلفها الأمطار الفجائيّة أو البَرَد، وموجات حرّ خانقة تتناوب مع برودة غير معهودة. لذا، بدأت القضية المناخيّة تفرض نفسها على الوعي الشعبيّ، متجاوزة الانقسامات السياسيّة والطائفيّة، بوصفها أزمةً قد تطغى على باقي الأزمات إن لم تُتخذ إجراءات جديّة.
وبقدر ما يفرض المنخفض الجوي "آدم" أجواءً شديدة البرودة على لبنان، يسلّط الضوء أيضًا على الهشاشة المناخيّة المتنامية في البلاد، ويذكّر بخطورة تجاهل السلطات لمتطلّبات حماية البيئة والتأقلم مع الطوارئ المناخيّة. أمّا في الأيّام القليلة المقبلة، فرغم محدوديّة الهطولات، تُمثّل موجة الصقيع والجليد تحدّيًا لسكّان المناطق المرتفعة والمزارعين، فيما يبقى الأمل في أن تستفيق الدولة ومؤسساتها – ومعها المجتمع الأهلي – على حقيقة الأزمة المناخيّة، تمهيدًا لاستراتيجيّةٍ وطنيّةٍ تحمي ما تبقّى من ثرواتٍ وموارد، وتجنّب البلاد الانزلاق في كوارث جديدة.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top