استقبلت إسرائيل جثامين أربعة رهائن أُعيدوا من قطاع غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في موكب رسمي شارك فيه الآلاف من الإسرائيليين. تم نقل النعوش، المغطاة بالعلم الإسرائيلي، إلى معهد الطب الشرعي في أبو كبير عبر موكب عسكري، حيث جرت مراسم رسمية شملت قراءة المزامير، حرس الشرف، وتحية عسكرية من جنود الجيش الإسرائيلي.
رافقت قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) النعوش من غزة إلى الأراضي الإسرائيلية، حيث جرى نقلها إلى المركز الوطني للطب الشرعي لتأكيد الهويات، كما شهدت الشوارع والتقاطعات تجمعات حاشدة من المواطنين الذين خرجوا لإظهار تضامنهم مع العائلات المنكوبة، واحتشد عدد كبير من الإسرائيليين أمام معهد الطب الشرعي في أبو كبير لتقديم التحية الأخيرة.

الشرطة الإسرائيلية تعلن أن قوات خاصة من الجيش الإسرائيلي والشرطة ترافق نعوش جثامين المختطفين الأربعة الى معهد أبو كبير الطبي لتحديد هوياتهم ( مرفق فيديو للقافلة التي ترافق النعوش)
تصوير- الشرطة الإسرائيلية#عائلة_بيباس #أبو_كبير #ليفشيتز #غزة #إسرائيل #حماس pic.twitter.com/YwONQFamSx

— i24NEWS Arabic (@i24NEWS_AR) February 20, 2025
في المقابل، وجهت الحكومة الإسرائيلية احتجاجًا شديدًا لدى الدول الوسيطة واللجنة الدولية للصليب الأحمر على ما وصفته بـ"المراسم الاستفزازية" التي نظمتها حركة حماس خلال عملية تسليم الجثامين. وأكدت الحكومة الإسرائيلية أن هذه المراسم تمثل خرقًا للاتفاقات المبرمة بشأن إعادة الرهائن. في هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إجراء فحوصات أمنية دقيقة للنعوش قبل وصولها إلى معهد الطب الشرعي لضمان سلامة الإجراءات والتأكد من الهوية.
من جانبه، أكد وزير الصحة الإسرائيلي، أوريئيل بوسو، أن معهد أبو كبير كان مستعدًا بشكل غير مسبوق لاستقبال الجثامين، واصفًا الحدث بـ "اللحظة المحورية" التي تحمل تأثيرًا عميقًا على المجتمع الإسرائيلي، كما أشار إلى أن عمليات الفحص والتأكد من الهوية ستستغرق بعض الوقت، مع التأكيد على أن تحديد أسباب الوفاة سيتم بدقة علمية.
في سياق متصل، عبر الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ عن خيبة أمله العميقة، قائلاً في تصريح مؤثر: "إنها لحظة عذاب وألم. لقد تحطم قلب أمة بأكملها إلى شظايا. نيابة عن دولة إسرائيل، أحني رأسي وأطلب الصفح. آسف لأننا لم نقم بواجبنا. آسف لأننا لم نحميكم في ذلك اليوم الملعون. آسف لأننا لم نعيدكم إلى وطنكم سالمين. ولتكن ذكراهم مباركة".
فيما أصدر ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا رسميًا أعلن فيه عن إبلاغ عائلات الرهائن بعودة الجثامين، ودعا الجمهور إلى احترام خصوصية العائلات وتجنب نشر معلومات غير دقيقة أو شائعات حول تفاصيل الواقعة.
من جهته، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة في ظل الانتقادات المتصاعدة تجاه حكومته، وسط اتهامات بالتقصير في إعادة الرهائن أحياء، كما تصاعدت مطالب المعارضة السياسية بإعادة النظر في استراتيجية التعامل مع ملف الأسرى والمفقودين، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة للحد من الخسائر البشرية في المستقبل.